لا شك أن جميع المتعاطين مع خدمات الدوائر الحكومية يحلمون بالتعامل مع مدير يتعامل مع مراجعين والمستفيدين من خدماته بروح المسؤولية والمواطنة التي تمليه عليه أمانة الوظيفة الملقاة على عاتقه والتي سيسأل عنها أمام الخالق عز وجل. وأظن البعض لا يجد هذا المدير المثالي الذي يعي مسؤوليته بحجم الأمانة الملقاة على عاتقه ومن ثم فهو لا يجد أحياناً الموظفين الأكفاء لمسؤولياتهم والذي يتلقى ما يقدم له من خدمات على أيديهم. هنا، المراجع المستهدف بالخدمة يشعر أنه أحياناً في بحثه هذا كمن يبحث عن أبرة بوسط قش ولا أعمم بهذا على كل الموظفين والمديرين فهناك الكثير من المثاليين. منذ سنوات وأهالي شقراء يعرفون المهندس علي السبيعي، مدير فرع وزارة المالية بمحافظة شقراء كونه أحد أهالي المحافظة ثم مهندساً زراعياً بمديرية الزراعة والمياه فمديراً للمديرية وبعد ذلك مديراً لفرع وزارة المالية بالمحافظة.. عرفوه إنساناً وموظفاً على خلق ودين لا يتغير، يغلب على سلوكه المثالية والالتزام والخلق الحسن، لم يعرف عنه أنه استغل عمله الوظيفي لتحقيق أي طموح أو حتى علو في المكانة أمام الناس، يتعامل مع الموظف والمراجع وكأنه شقيق أو صديق، لا يعرف الحماقة أو التعالي كما تتطلبه أوضاع بعض إخواننا المديرين ورؤساء الأقسام. لقد سمعت شخصياً عن مواقف إيجابية عندما كان مديراً للزراعة وقف خلالها بجانب الموظف تارة والمراجع تارة أخرى وبعضها تعدت مسؤوليته الإدارية إلى الدفع من ماله الخاص. والشيء الجميل أن هناك اشخاصاً لا يعرفونه وعندما يتدخل في قضاياهم يتنازلون عنها لمعرفتهم بصدق نيته للإصلاح ونزاهته الوظيفية، وأعتقد أنه بما فيه من مزايا الإداري الأمين والمدير المخلص الذي اكتسب محبة الناس، أستطيع أن ألقبه بالمدير المثالي بمحافظة شقراء. وأسوق اقتراحي هذا لسعادة محافظ شقراء بتكريمه كمدير مثالي في المحافظة تقديراً لمزاياه الإدارية والسلوكية والأخلاقية وليكون مثالاً يحتذى من الآخرين. وختاماً أهنئ أبا عبد العزيز على هذا المستوى الإداري والأخلاقي وأدعو له بالتوفيق.
