لعل المتابع لبعض أطروحات وكتابة بعض الكتّاب في صحفنا المحلية يصاب بنوعٍ من الغرابة لذلك الطرح الذي يغلب عليه طابع التعميم.. المراكز الصيفية سواء التابعة لوزارة التربية والتعليم أو التابعة لوزارة التعليم العالي أخذت نصيبها من سهام التجني الإعلامي كما هو حال المناهج والمدارس ودور العبادة ليس من الخارج وهو غير مستغرب ولكن من الداخل وهذا هو المؤلم.. بعضٌ من الكتّاب طالب وبقوة بإغلاق تلك المراكز الصيفية بحجة أنها مشاريع لتفريخ الإرهاب ومعاقل لتخريج القتلة والمجرمين ومنهم من صفق وبحرارة لبعض الجهات التي أعلنت بتقليل تلك المراكز استجابةً لتلك الضغوط الإعلامية وتماشياً مع المثل القائل: (الباب الذي يأتيك منه ريح اغلقه تستريح) هؤلاء الكتّاب الذين طالبوا بإغلاقها لم يأتِ ببدائل أو حلول لاستغلال أوقات الشباب فهل يُعقل أن نترك الشباب يسرحون ويمرحون في الشوارع والطرقات؟! وهل يُعقل أن نتركهم يضيعون أوقاتهم في استراحات لا نعلم ماذا يحدث ويجري فيها؟! وهل يُعقل أن نتركهم يتسمرون أمام مواقع الإنترنت دون حسيب ولا رقيب؟!.. عجباً والله تلك الأطروحات مستقبل أمة ومصير جيل يضيع من أجل أن أشخاصاً معدودين أساءوا العمل بتلك المراكز كما يدعي هؤلاء الكتّاب تكون حتمية القرار هي الإغلاق، ولو أننا نهجنا سياسة الإغلاق لأغلقت المستشفيات بسبب الأخطاء الطبية القاتلة وقس على هذا أموراً كثيرة.. أليست هذه المراكز فرصة لتوعية الشباب ونصحهم وتوجههم وتحذيرهم من هذه الأفكار الدخيلة والخبيثة.. أليست هذه المراكز فرصة لتعريف الشباب بمقدرات الوطن وضرورة المحافظة عليها.. أليست هذه المراكز فرصة لاطلاع الشباب على ما يحاك ضد هذا الوطن من الداخل والخارج.. والغريب فينا اننا سريعو التأثر مستجيبون للشائعات مصدقون للأخبار وخصوصاً عندما تأتينا وترد إلينا من بلاد وراء البحار وكأن الصدق موقوف عليهم والخبر اليقين لا يستمد إلا منهم.. ولهذا خاض هؤلاء الكتّاب في أمور ليسوا من أهل التخصص والاختصاص فيها ولا من ذوي أهل العرف المعرفة حتى حار المرء مما يكتبون ويقولون.. وان كنت أحمل هؤلاء على محمل الخير إلا أن الاستعجال وإصدار الحكم بهذه السهولة له من السقطات والهفوات ما لم يدركه إلا أهل الاختصاص ولا يعرفه إلا ذوو المعرفة وإن الخوض في مثل هذه الأمور التي تبنى على ردود أفعال أو إخضاعها لعنصر العاطفة والمشاعر أو توزع لمصدر يقولون تكون نتائجها عكسية وسلبية يتأثر المجتمع بأكمله والأمثلة كثيرة وليس المجال مجال ذكرها.. ما حمسني للكتابة عن هذا الموضوع هو ما خطه أنامل أحد كتّاب الجزيرة د. محمد بن سعود البشر صاحب الفكر النيّر والطرح المتميز الذي أجاد وأصاب وأنصف بكل حيادية ما كتبه عن المراكز الصيفية بعدد الجزيرة (11589) ليوم الاثنين 3-5- 1425ه والذي ابتعد عن أسلوب التشنج والتجني مستخدماً أسلوباً علمياً راقياً يدل على سعة أفقه وبعد نظره فبورك به وبقلمه وفكره ورأيه. ناصر بن عبدالعزيز الرابح