عزيزي رئيس التحرير الشباب هم نصف التركيبة السكانية في المجتمع السعودي. وهذا يدل على أنه مجتمع فتي يمكنه استغلال هذه الطاقات ويقدم للأمة منجزات عظيمة. لكن التقصير في التعامل مع هؤلاء بطرق سليمة قد يؤدي الى أخطار عظيمة لا تحمد عقباها. ان تخصصي (طب الأسرة والمجتمع) جعلني لصيقا بهموم ومشاكل هذه الفئة. كما أن المشاركة في برنامج (طبيب الهاتف) المعد من قبل أطباء الحرمين واستماعي الى اتصالات كثيرة تأتي من هذه الفئة وتبث همومها المختلفة جعلتني أفكر كثيرا فيما يعانيه هؤلاء الشباب من فراغ شديد، وأثر سلبي كبير بسبب مشاهدتهم للفضائيات وتعاملهم مع مواقع الشبكة العنكبوتية دون محاسب أو رقيب وغياب الوالدين عن المنزل ووجود عزلة وفقدان ثقة بين هؤلاء الشباب ووالديهم والاحتكاك بالعمالة المنزلية من الرجال والنساء وكأنهم جزء من الأسرة كما اسمع من كثير منهم عند بث مشاكلهم وطلب الاستشارة. ولولا أن أخلاقيات المهنة تمنعني من ذكر قصص واقعية يشيب لها الرأس كأمثلة على ما أقول لفعلت، وقديما قالوا (ليس من رأى كمن سمع). كل هذا يجعنلي أتساءل: أين أهل الرأي والحكمة من التفكير في مثل هذه الفئة وايجاد الحلول المناسبة التي تستوعبهم وتوجههم التوجيه السليم خصوصا في فترة الصيف والتي يزداد فيها الفراغ. أليست هذه فرصة لنا كبيرة في تدريب هؤلاء وتعليمهم عددا من المهارات التي تسهم في تكوين شخصياتهم، وبناء أفكارهم؟ أليست فرصة مواتية على أن نصنع منهم رجالا يتحملون المسؤولية؟ ان القيام بجولة بسيطة في الاحياء والمتنزهات والأسواق، والشواطئ في هذه الفترة كفيل بإقناع أي صادق مخلص لهذا البلد بوجوب تفعيل المراكز الصيفية. ومن يزور مستشفيات الأمل أو عيادات الأمراض الجلدية والتناسلية يخرج بقناعة عن أهمية تفعيل هذه المراكز الصيفية. أما من يجالس طبيبا مختصا في الأمراض النفسية لدى المراهقين فإنه لا يمكنه القول بغير هذا الحل، وليس في الفترة الصيفية فقط ولكن على مدار العام. عذرا لبعض اخواني الكتاب الذي يكتبون ضد هذه المراكز، فإني أطالبهم بالتريث لأن كتابتهم العاطفية غير المدعومة باحتكاك مباشر بمشاكل هؤلاء الشباب قد جرتهم الى هذا التصور القاصر وكما قيل: بدا لك أمر وغابت عنك أمور، ولا ينبئك مثل خبير.. وليعلموا أن هناك حلولا كثيرة للقضاء على بعض السلبيات التي لا يخلو منها اي عمل واقول: لماذا لا يكون هناك برنامج اشرافي لمتابعة أعمال هذه المراكز أسوة بما يحدث في نظام التعليم من وجود الموجهين والمشرفين. ولماذا لا يكون هناك أدلة عمل تشمل المناهج والمناشط في المراكز الصيفية بحيث تكون شاملة لكل الجوانب الدينية والفكرية والمهنية والترفيهية. كما تركز على اكساب المهارات المختلفة التي تجعل شبابنا شبابا منتجا يتحمل المسؤولية. @@ د. شاهر ظافر الشهري استشاري طب الأسرة والمجتمع