عزيزي رئيس تحرير جريدة الجزيرة.. الأستاذ خالد المالك المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: اطلعت على ما خطَّه الكاتب الأستاذ حماد بن حامد السالمي، وعلى مقالته المنشورة بالجريدة عدد 11581 بتاريخ 13 حزيران 2004م بعنوان (عودة إلى المراكز الصيفية والمخيمات الدعوية). وأعجبني -حقيقةً- ما يتمتع به الكاتب من روح وطنية قوية وغيرة على بلدنا، أهنئه عليها وأشد على يده.. ويتضح هذا في مقاله ومقالاته السابقة، التي قرأتها له.. وجميلٌ أن يتميَّز كاتبٌ بأسلوب يُعرف به ويتخصص فيه ويبدع فيه، ويكون شخصية واضحة به عند القارئ. ومع ذلك اختلف مع الكاتب -الأستاذ حماد- في بعض ما قاله وذهب إليه، ولعلِّي أستأذنه في التعقيب والرد، وعلى توقع موافقة منه بذلك، أودُّ أن أذكر الآتي: أولاً: جَنَحَ الكاتب إلى التعميم لما وصف المراكز الصيفية والمخيمات الدعوية بأنها كلها تُرَبِّي على التطرف، وتولد الفكر الشاذ.. وأظن الجميع يتفق على خطأ فكرة التعميم. ثانياً: الظواهر لا تُفَسَّر بسبب واحد.. وبالتالي لا يمكن أن تُفَسَّر ظاهرة التفكير المنحرف والشاذ بأنها وليدة المراكز فقط، بل هي ظاهرة تسببت فيها عدة أخطاء وصوابات أيضا، تكوَّنت جميعاً حتى كوَّنت هذا المنتج المرفوض. ثالثاً: كون بعض النتائج خاطئة وضالة، هذا لا يعني أن المصنع أو المركز فاسد، وإلا لسحبنا الكلام على المدارس والمساجد.. وهات فاتورة مدفوعات طويلة من هذه الشاكلة مثل الطرق والمنتزهات والأسواق... فهل بائع يخطئ ويعاكس امرأة مبررٌ كافٍ لإغلاق الأسواق؟! رابعاً: لماذا نلوم الطيبين والخيرين والمؤسسات الخيرية على تبني المراكز والإشراف عليها، وهي في نظرهم مشاركة في المجتمع ببرامج إثرائية خدمية، وهي كذلك حقيقةً. خامساً: لماذا يدفع الآباء بأولادهم نحو المراكز وينقلون أولادهم إليها من أماكن بعيدة؟ وهي تفرز افرازات خطرة - كما تزعم- فهل كل هؤلاء مخطئون؟ أم أنهم لا ينتبهون للسُمِّ المدسوس في العسل، كما تزعم؟ أخيراً.. المشكلة التي نعيشها كبيرة، لكن يجب ألا تُفقدنا صوابنا ونتوجه بالسهام الى نحورنا ونحرق أوراقنا ومكتسباتنا.. فتوجيه الناس بالتحذير من المراكز لا أراه إلا صحيحا ومع ذلك يجب علينا أن نراجع مسألة المراكز الصيفية.. ماذا تهدف وماذا تحمل، وألا نشكك في مؤسساتنا والقائمين عليها؛ فهم رجال حقيقيون ينبغي أن نقدر لهم جهدهم في حفظ أوقات الشباب بالدورات والرياضة والمسابقات والألعاب البريئة. وعلى المشرفين التربويين أن يكثِّفوا من الزيارات للمراكز، وعلى أولياء الأمور أن يزوروا أولادهم في المراكز ويشاركوهم الأنشطة ويكونوا قريبين منهم، ليطمئنوا على سلامة ما يأخذون من فكر، ويساهموا في تربية أولادهم والحفاظ عليهم. أشكر الكاتب حماد بن حامد السالمي على وطنيته وغيرته، وإن اختلفت معه في بعض ما كتب في هذه المقالة والمقالة السابقة التي أشار إليها، وأرغب منه أن يراجع كلامه بطريقة الوقوف على الحقيقة بزيارة المراكز المتميزة التي تنظمها جامعة الملك سعود أو جامعة الملك عبدالعزيز، ومثلها المراكز الصيفية الخاصة ببعض الأندية الرياضية كالاتحاد والهلال، وكذلك المراكز الصيفية التابعة لوزارة التربية والتعليم.. وليقرر بعد ذلك هل يشبع الموضوع طرحا واقناعا لننزل تحت رأيه أم يتوقف عن بعض النقاط ويمضي في الأخرى؟ وأنا واثق في مقدار العدل والتوازن في النظر للفكرة وقياسها بالمنطق العلمي، لا بناء على تصورات وأقوال من هنا وهناك ليس لها أساس من الصحة. عبدالمنعم الحسين