إن ما حدث في الآونة الأخيرة في هذه البلاد المباركة التي حرسها الله بالإسلام من أعمال التفجيرات والتخريب والدمار لا يقره عاقل مهما كانت ديانته، فضلاً عن المسلم الذي لا يرضى بالظلم والجور والاعتداء على الآمنين. إن هذه الأحداث لتحتاج منا جميعاً إلى وقفة تأمل وروية وتبصر في الأسباب التي دعت إليها والأفكار المنحرفة التي أفرزتها، تحتاج إلى علماء الشريعة وعلماء الاجتماع والإخصائيين النفسيين ورجال السياسة والتاريخ وغيرهم لدراستها دراسة مستفيضة قائمة على البحوث الدقيقة والدراسات الميدانية والشفافية المتناهية والنقاشات الجادة والمثمرة بإذن الله حتى نخرج من تلك بعلاج ناجح للقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد أمن أوطاننا العربية والإسلامية وإنني في هذه السطور المتواضعة أطرح على علماء الشريعة الربانيين في هذه البلاد وغيرها من البلاد الإسلامية فكرة إصدار مناشدة عامة من كل علماء المسلمين يناشدون فيها بالله عز وجل من يسعون في تغذية هذا الفكر المنحرف ان يتقوا الله في شباب هذه الأمة فلا يزجون بهم في أتون هذه الحرب المستعرة التي تقضي على الرطب واليابس ولقد أعجبني مناشدة شيخنا الفاضل عبدالمحسن العبيكان حفظه الله عبر برنامج في الإذاعة في الجمعة الماضية للأخوين أسامة بن لادن وسعد الفقيه ان يتقيا الله في شباب الأمة فلا يستثيرا حماسهم ويستجيشا عواطفهم في أمور لا تحمد عواقبها، إننا أمة واحدة تتأثر ونحزن لما يجري لإخواننا في فلسطين والعراق وأفغانستان والشيشان وغيرها ولكن هذا الشعور لا يحملنا على أن يضرب بعضنا رقاب بعض أو أن نثير القلاقل والفتن في بلادنا فإن هذا التصرف هو محض الحماقة والجهل المطبق إذ ان علاج مثل هذه الأمور لا يتحقق الا بالمحافظة على الاصل وذلك بحماية بيضة الإسلام بلاد الحرمين الشريفين التي هي منبع الخير ومصدر الإشعاع والدعوة للعالم الإسلامي كله. إن هذا العمل الاجرامي أوقف مشاريع الدعوة إلى الله وقلص من انتشار الاسلام وأعاق الأعمال الخيرية التي كانت بالأمس على خير ما يرام تسير وفق خطط مدروسة وبطرق متأنية وما أن حصلت مثل هذه الأمور والكوارث الا وقد شلت حركة تلك المشاريع الخيرية بل أوقفت الكثير منها مما يثير الشكوك لدى كل مفكر ان وراء هذه الجرائم أيادي صهيونية خفية تلعب على الطرفين المتناقضين دون شعور منهما، وهذا ما أشار إليه والدنا ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله لذا نهيب بجميع افراد هذه الامة ان يكونوا يداً واحدة في وجه الظلم والطغيان والفساد في الأرض وأن يلتفوا حول قيادتهم الحكيمة حتى لا يجد العدو منفذاً يدخل إليهم من خلاله وأن يكونوا جميعاً عيوناً ساهرة تحرص على أمن هذه البلاد وسلامة أهلها. أسأل الله تعالى ان يحفظ بلادنا وجميع بلاد المسلمين من كل سوء ومكروه وان يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.