ضمن فعاليات مهرجان الجوف الصيفي (الجوف.. حلوة) عقد في مركز الأمير عبدالاله الحضاري بسكاكا الملتقى الأول على مستوى المملكة للسدو وحياكة الصوف وذلك بالتعاون فيما بين الهيئة العليا للسياحة ومنطقة الجوف والتي تمثلها لجنة التراث والثقافة بالمنطقة. وقد تم خلال اللقاء تقديم ثلاث أوراق عمل هامة مقدمة من الهيئة العليا للسياحة للدكتور علي العنبر مسؤول سجاد والمهندس سعيد القحطاني مشرف على الحرف بالهيئة وورقة عمل من رئيس لجنة التراث والثقافة بمنطقة الجوف نواف بن ذويبان الراشد.. وكانت الورقة الأولى للراشد تحكي تاريخ السدو في منطقة الجوف وتعريف السدو وعراقة هذه الحرفة بالمنطقة وكيف انه منذ أكثر من اربعين سنة والمعارض مستمرة في الجوف شبه سنوياً.. والورقة الثانية للدكتور العنبر وتكلم فيها عن أهمية السدو وعلاقته بتراث كل أمة والجانب الثقافي لكل مجتمع، وحكى عن أهمية السدو وكيف يقام له معاهد تدريب ومنافذ تسويقية في المعارض والمطارات والسوبر ماركات الكبيرة.. والورقة الثالثة للمهندس القحطاني وتكلم عن أهمية إنشاء مصنع لخيوط الصوف في منطقة الجوف، وعن كل ما يلزم لهذا المصنع من البداية حتى النهاية، مبدياً استعداد الهيئة لمساعدة كل مستثمر يرغب في الاستشار في هذا المجال. كما أن الملتقى ناقش كل ما يتعلق بهذه الحرفة والعقبات والحلول ومستقبل هذه الحرفة في ظل المتغيرات، حيث تطلع الملتقى لانشاء جمعية حرفيي السدو.. وتشمل هذه الجمعية جميع مناطق المملكة، حيث ينتدب لها من جميع مناطق المملكة حرفيون، إضافة لمطالبته بانشاء بيوت للسدو في المملكة، ولعل المنطقة تكون الأولى حيث يكون بيت الجوف للسدو وهو عبارة عن معهد قائم بحد ذاته للتدريب والتعليم وتشجيع هذه الحرفة وعمل فنيات كاملة لها ويكون منفذاً للبيع.. وأكد أن الملتقى بحاجة مثل هذه التجارب في الكويت، مبينا ان المملكة هي الاساس بالسدو أو بالمواد الخاصة به ووجود حرفيين متمكنين من هذه الحرفة. من جانبه قال رئيس لجنة التراث والثقافة بمنطقة الجوف نواف الراشد ان صناعة السدو تعتبر في الاصل بالمنطقة وان هناك محاولات جادة لاعادتها مرة أخرى ولو عن طريق جلب مدربين من الخارج وذلك بدعم من سمو أمير المنطقة ووكيل الامارة.. مؤكدا أن هناك توجهاً من أجل احياء حرفة السدو التقليدية وحمايتها والمحافظة عليها كونها تمثل عنصرا مهما من عناصر ثقافتنا المحلية وجزءاً غالياً من تراثنا الوطني، كما ان دعم حائكي السدو بمنطقة الجوف وغيرها من مناطق المملكة ماديا ومعنويا سوف يعمل على تشجيعهم وممارسة هذه الحرفة التراثية وتنميتها وتطويرها واستثمار منتجاتها في المجالات السياحية، وحث المسؤولين وتشجيعهم لتأسيس جمعية لحرفيي السدو في المملكة والعمل على انشاء بيت الجوف للسدو وليكون موقع البيت الواحد من أهم مواقع الجذب السياحي بالمنطقة. كما أن لمنطقة الجوف جهوداً كبيرة في سبيل المحافظة على هذه الحرفة ودعمها في جميع المجالات والمحافل حيث تم تخصيص مسابقة للسدو ضمن فعاليات المهرجان الصيفي لهذا العام وتم رصد مبالغ مالية تزيد عن 65 ألف ريال وذلك لدعم وتشجيع حرفيي وحرفيات السدو في المنطقة. وأوضح الراشد ان الملتقى يعتبر استكمالا لمسابقة الجوف للسدو والتي تم رصد جوائز لها بحدود ألف ريال حيث تجاوزت القطع المقدمة للمسابقة أكثر من 400 قطعة من مختلف أنواع السدو حيث فازت بها نساء الجوف والتي قدمن اعمالاً رائعة جدا من ستة فروع وهي السجاد وقواطع بيت الشعر والخروج والبساط وأحسن مخدة وأحسن مبتكر. وأبان الراشد انه سيتم توزيع الجوائز بحضور سمو أمير المنطقة وسمو الأمين العام للهيئة العليا للسياحة وذلك في الاسبوع الأخير من المهرجان.