الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون وأصلي وأسلم على خاتم أنبيائه ورسله محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.. أما بعد: فقد قال الله تعالى في محكم تنزيله {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}. كما قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم (تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك) وقال (لن يشاد الدين أحد إلا غلبه) فنبذ بذلك المتطرف والغالي في دينه وأرشد المتخاذل والساهي ولم يترك لأحد التقول على دين الله برأيه وفكره. ونحن إذ نعيش هذه الأيام لحظات حرجة في بناء الأمة وتبصيرها يخرج من بيننا فئة مارقة في فكرها واتجاهها شذوا عن الطريق المستقيم، زاعمين أنهم على الهدى وغيرهم على الضلال وهم بغير ذلك ألصق، فهم بالفسوق تلبسوا وبالضلال تسربلوا حيث تعدوا على الممتلكات فخربوها وأزهقوا النفوس المعصومة فيا خيبة لهم قال الله تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} (93) سورة النساء ويقول صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يزال المسلم في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراما). وهؤلاء خرجوا عن جماعة المسلمين وقتلوا وخربوا والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (من خرج عن الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه). فلا يصدق على هؤلاء إلا أنهم عملاء سوء لا يدرون لمن يعملون ووالله إنه لأعداء الدين والملة علموا أو لم يعلموا، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وسيكبتهم الله وهو القوي العزيز. وإزاء هذا الحدث الجلل وبراءة للذمة وشهادة بالحق الذي ندين الله به حررت هذه الكلمة والقصيدة التالية. أسأل الله جلت قدرته أن يجلي الغمة ويكبت الظالم ويعين على المعتدي إنه ولي ذلك والقادر عليه. خوارج العصر يكفي النصح ترديدا فليس ثمة حد السيف تجريدا ماذا يريد أخو الشيطان من بلد سادت به الشرعة السمحاء تسويدا يجول في سفه من أمره كذبا يبهرج القول للأفهام تعويدا لم يرتض الشرع دربا يستنير به بل بالضلال سُقي حربا وتشريدا يا سوءة الفكر إذ فيه الضلال بدا مكشرا نابه للخبث تمجيدا لم يرعوي أبدا للحق متخذا نهج الخوارج نبراسا وتعميدا بالأمس قال أبوهم والفجور به أيا محمد عدل القسم توكيدا رباه إن لم يكن حكم الرسول رضا فمن يكون له في الحكم تقليدا هذا الضلال الذي بالحقد ملتبسا بنا اليهود له ساسا وعامودا هذي السفينة عين الله تحرسها لو أزبد البغي أمواجا وتنديدا يسوق مقودها في سيرها بطل للحق يدفعها لحنا وتغريدا يشد من عضده إخوان مكرمة شدوا السواعد بالعزمات توكيدا ولن تنالهمُ أيدي الفساد فهم مثل الليوث لأمر الله تخليدا خابت مساعي الألى أضحوا مجندة من غيهم بيتوا خبثا وتنكيدا يبغون دينا عن التوحيد مبتعدا وبالضلال أرادوا الحق تفنيدا أخزاكم الله كفوا عن مكابرة وسلموا أمركم عدلا وتوحيدا أغركم أن سمعتم قول ممتهن وحاقد يبتغي للدار تشريدا أغاضكم أن تروا فضلا ومنتجعا للحق فيه خيول ترفع الصيدا أغاضكم أن تروا للدين مرتكزا راياته رفعت حبا وتمجيدا خبتم خسرتم لكم خزٌ يقنعكم والله يخذلكم رأيا وتجنيدا يا رب فارفع لنا الرايات خافقة واهد شبابا لهم للحق تجويدا