هناك أمر يُحتاج فيه الى بحث ليتوصل منه الى كل ما أشكل فيحدد ويصحح وأمر لا اشكال فيه ولكن يفتعل فينطلي ذلك على متدني الفهم وإمعات البشر فيحتاج هنا الى بسط ليكشف مبهمه، ويستجلى غامضه حتى لا يبقى من انخدع فيه على ضلالة، وهناك أمر يبقى جلياً واضحاً لا يرتاب به عاقل ولا ينخدع به مخدوع كالشمس رابعة النهار إذ لا يمكن أن يختلف عليها ولو وقع لا يسلم لمن أراد ذلك، وهذا ما يقع على ما حدث في المملكة العربية السعودية من جرائم بحق هي أم الجرائم إذ لا أرى كبائر تجتمع في جريمة كما هي في الواحدة منها مما وقع وبحق إنه ليندى لها جبين الانسانية خجلاً وحياء أن يقع هذا في هذا البلد وفي هذه الأمة، وبدافع ماذا يقع؟! ولمصلحة من يقع؟! ومن المتضرر غير الاسلام وأهله؟! ومن لم يشعر أنما وقع في المملكة العربية السعودية إنما وقع في بيته وعلى أولاده وأسرته فليراجع ايمانه. خاصة وأننا نشعر بما يقع في أي بلد من بلاد الاسلام وعلى أي مسلم كأنما هو يقع علينا وفي بلدنا، فكيف لا يكون هذا الشعور لما هو أخص وأولى وألزم. ولما حدث وعلى حالته الموصوفة فقد استعصى القول عليّ نثراً وشعراً لأن الحدث أكبر من القول مهما كان بلاغة وصدقاً حتى جاءت هذه القصيدة (ما شئت كن)، على استحياء جهد مقل وشعور متأمل آملاً أن يقرأها الشاك فيستيقن، والمستريب فيأمن، والواقع بين بين فيقلع، والراضي به فيتوب ويندم، ولا نكون كمن يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي أعدائهم، حفظ الله وطني وقيادته وأمته وكشف ما وقع بأمة الاسلام عامة وبأمتنا العربية خاصة، وهو المستعان وعليه التكلان. ما شئت كن، دون العرين أسوده واصدع ليسمع من دنا وبعيده واصرخ بسمع الدهر صرخة صادق لا ينثني مهما يكن موعوده أيقظ بها من بات يجهل واقعاً واكشف بها سراً أراد مريده اسمع لتسعد ما سمعت محبة إن السلامة في زمانك عيده أفصح ولا تكني فرب كليمة صدقت فعاش لوقعها موؤده لا يكشف الكرب العظام مسوف أقصى مقاصد سعيه تنديده أفٍ لعقل في الجهالة سادر شيطانه نحو الهلال يقوده أمجشم النفس اللجوج جماحها هلاّ صحوت وذو الرشاد سعيده يا قومنا إني لأبصر فتنة أضحت ضلال العقل وهي وقوده إن لم تعالج حكمة وصرامة يفتح لها من بابها موصوده يا قومنا لم لا تكون صراحة ينفى بها خبث ترعرع عوده ونصحح الأفهام في تصحيح ما يدعو إلى قول تفلّت قيده أوَ أَمْنُ بيت الله يخرق أمنه؟! ويقال في الفعل القبيح سديده؟ عجباً لها تلك العقول سفاهة أو ليس منها إذ تضل رشيده؟ رانت على أفهامها وعقولها شبه الضلال وفن ذاك تجيده صاح النذير بها فضلت هديها فمتى تراجع هديها وتعيده؟ ما ذنبه مستأمنا تغتاله؟! والله جل بما اقترفت شهيده ما ذنبه رجلاً لأمنك حافظاً؟! أولم يصنه موحداً توحيده؟ ما ذنبه شيخاً يصاب بنفسه؟! وأخيه وابن راح وهو وحيده ما ذنبها أسراً تراع بقيّم؟ أمٌ وزوجٌ ناحتا ووليده؟ ما ذنبه وطناً غذيت بفضله؟ ألِذاك تهتك أمنه وتكيده؟ يا من تشبث في الذرائع عامداً إن الضلال إلى الضلال بريده إن كنت لا ديناً ولا عقلاً فكن بطباع كلب لا تباح حدوده إن الكريم حياته مرهونة بوفائه، وبفعله تمجيده للدين والعرض الكريم وموطن أبقى الرصيد إذا يقاس رصيده أنا والبنون وما ملكت فداؤه من موطن كل الكرام جنوده أمقطِّع الأرحام وهي رباطنا؟ قبحاً لما تسعى له وتريده ماذا جنيت وإنها لجريمة؟ فيها تحقق ما تريد يهوده قتل وإفساد وقطع وشائج وبها يسر حسوده وحقوده أين الأمانة لو عقلت وموثق أوصت به رب الحفاظ جدوده؟! أين الأصالة لا أبالك إنها قيم تربى من عليها صيده؟! بل أين منه الدين حقاً إنه؟ لعدوه وخصيمه وضديده إن لم تكن تلك الصفات فأينه من موطن هو في الوجود عموده؟! وطن له مهج الكرام وقاية إن لم تكن براً فتلك عهوده وطن وليس كمثله مستوطن نور الحياة قديمه وجديده وطن حباه الله أكرم بقعة طابت فطاب المجتنى ونضيده وطن له في الأرض أشرف روضة من جنة الفردوس وهي سعوده هل يا ترى وطناً كمكة شُرِّفت شَرُفت به أملاكه ووفوده؟! أم يا ترى وطناً كطيبة طيباً يغدو له إيمانه ويروده؟! مثوى النبي وصاحبيه ورفقة عزت فعز على الوجود وجوده مهوى القلوب ومستراح نفوسها ما قام فيه قيامه وسجوده ما دام يحرم أن ينفر صيده وعليك يحرم في العضاد عضيده قل لي بربك ما أباح لمجرم هتك المحارم إذ ينص وعيده؟! أم من أباح له ارتكاب جريرة؟! هي عاره وإلى الجحيم خلوده أيطيب هتك الأمن وهو حياتنا؟! أيطيب من درك الضلال وروده؟! أيطيب قتل النفس وهو محرم؟! أيطيب هدم البيت. أم تشييده؟! أتطيب زعزعة النفوس وجعلها حال الأمان يخيفها مولوده؟! أيطيب خلق قلاقل وزعازع؟! أيطيب جمع الشمل. أم تشريده؟! أترنم الرشاش يطرب عاقلاً؟ في بيته للقتل؟ أم تغريده؟! يا والغاً في غيه لا يرعوي عن شره متلجلجاً مقصوده!! أبيوتنا سوح الجهاد محارباً؟! خابت بما اكتسبت يداه جهوده شتان بين مجاهد ومخرب يقتاده نحو الفساد طريده حلت به اللعنات ليس لعدها