يسعدني ويشرفني بمناسبة عبور 100 مليون مسافر على جسر الملك فهد أن أتقدم بالتهنئة لمقام سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى وإلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة على هذا الإنجاز الحضاري الكبير الذي شهدته منطقة الخليج العربي وكوسيلة عصرية لحركة النقل والانتقال بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين خاصة وشعوب دول مجلس التعاون الخليجي عامة.مما لا شك فيه أن هذا الصرح الهندسي العملاق قبل أن يكون صرحاً عمرانياً وتنموياً واقتصادياً ظل حلماً يراود الشعبين الشقيقين في مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية لزمن طويل يعبر عن رغبتهما المستمرة في زيادة الترابط والتلاحم بينهما، حتى تحقق الحلم وأصبح حقيقة واقعة في عهد المغفور له الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه وأخيه خادم الحرمين الشريفين حيث أطلق عليه يوم افتتاحه الرسمي جسر الملك فهد تعبيراً عما يكنه الأمير الراحل لمقام خادم الحرمين الشريفين وعن شعور أبناء وطنه تجاه هذا القائد العظيم المناصر لكل قضايا دول مجلس التعاون الخليجي. وإذا كان جسر الملك فهد قرَّب بصورة كبيرة بين شعوب المنطقة وزاد من تلاحمها وتكاتفها، فإنه على الجانب الاقتصادي قد مكَّن من تسهيل وتطوير حركة التبادل التجاري بين مملكة البحرين وشقيقتها المملكة العربية السعودية، مما كان له أكبر الأثر في نمو القطاعات الصناعية والتجارية بينهما، كما عزز تدعيم التكامل الاقتصادي والاجتماعي بين دول مجلس التعاون الخليجي وهيأ المناخ الاستثماري المناسب لتطوير إنتاجها وتدعيم قدراتها التنافسية في الأسواق الإقليمية والدولية في عصر العولمة والمتغيرات والمستجدات الاقتصادية الدولية المتلاحقة. لقد ساهم جسر الملك فهد أيضاً في إيجاد المناخ المناسب لتشجيع انتقال الأيدي العاملة الوطنية بين دول مجلس التعاون الخليجي مما أضفى بعداً استراتيجياً على الروابط القائمة بين دول المجلس نحو الاعتماد على العمالة المحلية لتأخذ دورها كاملاً في عملية التنمية الاقتصادية لتحقيق الأهداف المنشودة نحو خلجنة الوظائف في المنطقة. إنني على يقين تام بأن هذا الجسر سيبقى رباطاً قوياً مستمراً يعبر عن علاقات الأخوة والمحبة الدائمين والتعاون المثمر بين البلدين الشقيقين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين وشعوب المنطقة قاطبة في ظل رعاية واهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية وأخيه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين حفظهما الله وأيدهما بنصره ليحققا للبلدين وللشعبين الشقيقين الأمن والرخاء في الحاضر والمستقبل.