تفاعلا مع ما ورد في التحقيق الذي أجراه الأخ عبدالعزيز السحيباني من البدائع ونشرته جريدة (الجزيرة) بتاريخ 10ربيع الآخر الجاري حول مخاطر تلويث مياه الصرف للبيئة والمزروعات وقتل المواشي في وادي الرمة ، وقد أشار بصفة خاصة إلى المياه الفاسدة المتحدرة من محطة الصرف الصحي في محافظة الرس والتي تجري في بطن الوادي وتتجه رويداً رويداً إلى مزارع البدائع وما حولها... إلخ. والواقع أن هناك أخطارا صحية حقيقية على الإنسان والحيوان والنبات وعلى البيئة بشكل عام جراء إطلاق مياه هذه المحطة وتركها تجري في وسط الوادي الذي تحيط به الاستراحات والمزارع ويرتاده الناس على الدوام باعتباره متنزها من أفضل المتنزهات الطبيعية القريبة كما تجوبه قطعان الإبل والأغنام باعتباره منطقة رعوية جيدة وغنية بأشجار الرمث والحمض والهرم والجثجاث وغيرها من الأشجار التي ترعاها الماشية طوال العام. وكنا في كل عام نتوقع أن يقوم مسؤولو المصلحة بمعالجة مشكلة هذه المياه التي لا يمكن معالجتها إلا بإنشاء محطة معالجة ثلاثية تجعل المياه الناتجة منها غير ضارة لكن لا تزال هذه المشكلة قائمة دون حل ولا تزال أخطارها الكثيرة بعبعاً يخيف الجميع ومن هذه الأضرار: 1- هذه المياه ضارة على الصحة العامة بشهادة المسؤولين في المصلحة وحسب اللوحات الإرشادية التي وضعوها حولها والتي تحذر من الاقتراب منها لكن المشكلة أن المواشي لا تفهم ما في هذه التحذيرات. 2- في غفلة من أصحاب المواشي وربما عن قلة وعي أو عدم مبالاة من قبل بعض الرعاة تتسلل بعض المواشي إلى مواقع هذه المياه وتشرب منها وتأكل من النباتات الخضراء التي تنمو حولها وقد أخبرني شاهد عيان أنه في يوم الخميس الموافق 4- صفر من هذا العام وفي تمام العاشرة والنصف صباحا شاهد مجموعة من الإبل يزيد عددها على الثلاثين وهي تشرب من هذه المياه حتى ارتوت دون أي رقيب أو سياج من حديد يمنع وصولها إلى هذه المياه شديدة الضرر على الحيوانات التي تشربها وعلى البشر الذين يأكلون لحومها ويشربون ألبانها. 3- هناك شكوى من تسرب هذه المياه إلى الآبار السطحية الموجودة في المزارع والاستراحات القريبة منها وأنها تسببت في تغيير طعم المياه المستخرجة منها وفي تغيير لونها مما يعني تلوثها بهذه المجاري ومع ذلك يستمر الناس في استخدامها بدافع الحاجة. 4- منظر المياه الخضراء الآسنة التي تجري في الوادي تحت الجسر الطويل الممتد من فوقه وكذا منظر أحواض التجميع القريبة من الطريق العام تثير التقزز لدى الغادين والرائحين وتجبرهم الروائح المنتنة على زيادة السرعة عند مرورهم بمحاذاتها. وأحسب أن مسؤولي المصلحة يعرفون ذلك حق المعرفة فهم يصطحبون معهم الكمامات كلما دعتهم الحاجة إلى الوقوف عليها. والمرجو أن يعجل المسؤولون باتخاذ الإجراءات اللازمة لحل هذه المشكلة التي كما أشرت لا علاج لها إلا باستخدام المعالجة الثلاثية الكفيلة بجعل المياه المستخلصة قابلة لإسالتها في الوادي دون ضرر على المواشي والمزروعات إضافة إلى امكانية الاستفادة منها في سقيا أشجار الشوارع والمسطحات الخضراء التي تجتهد البلدية مشكورة في إنشاء المزيد منها كبديل للحدائق التقليدية عديمة الجدوى.أما بقاء المحطة على حالتها الراهنة عبارة عن أحواض تجميع وتجفيف فغير مقبول حتى لو كان في بيئة صحراوية بعيدة فكيف بها وهي موجودة وسط النطاق الزراعي وفي أطراف النطاق العمراني للمحافظة.