أطلعت على ما كتبه الزميل الأخ محمد العريني من البدائع لهذه الصفحة بتاريخ 17 رجب 1421ه تحت عنوان: وادي الرمة عين على الصرف وأخرى على المتصدع تطرق من خلاله الى مشكلة طالما تطرق اليها الكثيرون وتتعلق بالأضرار الجسيمة الناجمة عن المياه الملوثة التي يتم توجيهها حاليا من محطات الصرف الصحي في المنطقة الى وادي الرمة وتتجمع في مستنقعات آسنة تشكل بيئة مناسبة لتوالد البعوض الناقل للأمراض ومنها حمى المتصدع التي تسببت وما تزال تتسبب بإرادة الله وقدره في ازهاق الكثير من الأرواح وفي ابادة آلاف المواشي في منطقة واحدة من الوطن الغالي هي منطقة جيزان,,,الخ. والواقع ان هناك مشكلة حقيقية وخطيرة لهذه المستنقعات التي هي أسوأ بكثير من مستنقعات المياه العادية الموجودة في منطقة جيزان لأنها مياه فاسدة ومعروف ان المياه الفاسدة أكثر صلاحية لتوالد البعوض وتكاثره بل نموه بحجم يزيد عن المعتاد بمقدار الضعف وهذا هو حال البعوض عندنا حتى ان البعض يتحدث عن امكانية امساك البعوض من أذنيها! ولا شك ان أخطر مياه الصرف الصحي في هذه المنطقة هي المياه المنحدرة من محطة الصرف الصحي بالرس لأن ضررها متعد ولا يقتصر على الرس وما حولها ولكنها تجري الآن باتجاه مزارع البدائع والخبراء ورياض الخبراء وقد قطعت في طريقها إلى هذه المزارع مسافة تزيد على 6كم وكلها منطقة مكشوفة ويسهل الوصول اليها من الابل والغنم التي ترعى في هذا الوادي وترد عليها للشرب كل يوم خاصة ان أكثرها يطلقها أصحابها لترعى بنفسها كما أن بعض الرعاة يجهل خطورة هذه المياه أو لا يبالي بذلك. وقد شوهد أحدهم وهو يغسل وجهه ويديه ويتمضمض من هذه المياه واذا كانت هذه المياه الفاسدة قد قطعت كل هذه المسافة وكونت كل هذه المستنقعات مع ان عدد البيوت الموصولة بالصرف الصحي لا يتجاوز 800 بيت فكيف سيكون عليه الحال عندما يتم توصيل باقي البيوت المشمولة بشبكة الصرف والتي يزيد عددها على 1200 بيت وكيف ستكون الحال عند الانتهاء من تنفيذ المرحلة الثانية من تمديدات الصرف الصحي التي هي الآن تحت التنفيذ فضلا عن التمديدات المستقبلية التي تحتاجها الأحياء المتضررة كحي الشفا وحي الراجحية وحي الاحتفالات وغيرها من الأحياء الواقعة فوق الصخور غير البعيدة من سطح الأرض. بالتأكيد ستزداد خطورة هذه المياه على المزارع الموجودة بالقرب منها كمزارع بدرة ومزارع الرويضة ومزارع الجنبة وغيرها كما ستزداد خطورتها على المزارع المتجهة اليها في البدائع والخبراء ورياض الخبراء وعلى الحيوانات التي تجوب أرجاء الوادي. كما ستزداد المستنقعات اتساعاً ويزداد باتساعها توالد البعوض الناقل للأمراض وأخشى ما نخشاه لا قدر الله ان تنتقل الينا حمى الوادي المتصدع لتوفر أسباب انتقالها بتوفر المستنقعات والبعوض ولا سبيل لدرء هذا الخطر وغيره من أخطار هذه المياه الملوثة الا بإنشاء محطة للمعالجة لضمان أن تكون المياه المسالة في هذا الوادي غير ضارة على البيئة وعلى الحيوانات التي ستظل تشرب منها طالما ظلت موجودة بهذه الصفة,فضلا عن أهمية المعالجة في القضاء على الروائح الكريهة التي تضايق السكان في الأحياء الشمالية من المدينة وأصحاب المزارع القريبة من أحواض التجميع ومع ذلك تظل هناك حاجة على الدوام الى رش المستنقعات وحصر المياه في أقل عدد من المستنقعات الكبيرة تسهيلا لعملية الرش وزيادة فاعليتها وتقليل جريان المياه باتجاه المحافظات الأخرى,ارجو أن يتحرك المسؤولون في مصلحة المياه والصرف الصحي في المنطقة وان يتفاعلوا مع اهتمامات المواطنين بهذه المشكلة وان نرى في القريب العاجل ثمرة لهذا التفاعل فالجميع معنيون بهذه المشكلة مسؤولين ومواطنين. محمد الحزاب الغفيلي محافظ الرس