* تقرير عبدالعزيز بن محمد السحيباني البدائع: وادي الرمَّة كان في زمن سحيق نهر جار تتدفق مياهه من غرب المملكة الى شرقها ويمر الوادي في منطقة القصيم ويبلغ اقصى اتساع له من الرس الى البدائع عند «خشيم النوم» و«قطع الثغب» و«نفود الغميس» وتقع على ضفافه مدن الرس والخبراء ورياضها والبدائع وعنيزة واذا جرى فانه يشبه النهر الجاري وقد جرى في عام 1402ه فأصبح جريانه اشبه بالطوفان او الفيضان حيث غمرت مياهه مزارع البدائع ورياض الخبراء.. بل ودخلت الى شوارع البدائع العليا، نظراً لميلانه الجانبي نحو البدائع من مجراه الرئيسي.. وفي ميلانه الطولي الشديد من الغرب الى الشرق اسراع بجريان المياه.. وفي حالة وجود اي مواد ضارة بالبيئة في طريقه فانه لاشك سيحملها معه لتحدث عند ذلك الكارثة.. ومؤخراً تم انشاء محطة معالجة لمياه الصرف الصحي بالرس على ضفاف هذا الوادي وتنزل هذه المياه بعد المعالجة في مجرى الوادي رأساً عابرة كبري طريق الرس القرين متجهة نحو مزارع البدائع ورياض الخبراء والحجناوي ومراعيها وتجري حسب ميلان الوادي الشديد بمجرى ضيق بحيث تتجه رأساً الى هذه المزارع والمراعي وهذه المياه بعد معالجتها تحتوي على مواد كيماوية سامة ناتجة عن المعالجة كما تحتوي على الميكروبات.. وتصبح آسنة خضراء وذات بيئة ممتازة لنمو الجراثيم والبعوض.. وقد بدأ اهالي الرس في الشكوى منها.. كما نرى حولها اكوام من الماشية النافقة بعد شربها من هذه المياه التي تمر عبر مراعيها.. احد اصحاب الابل قال انه فقد 13 بعيراً بعد شربها من هذه المياه.. واصحاب الاغنام والماشية يشتكون من فقدانهم اغنامهم بعد شربها منها.. وقد كتبت المصلحة لوحات على ضفاف المجرى تقول ان هذه المياه «غير صالحة لأي غرض من الأغراض ويمنع استخدامها منعا باتاً» ولكن ما الذي يمنع جموع البهائم التي ترعى حولها من الشرب منها.. وقد رأيت قطعاناً كبيرة من الاغنام ومن الابل تركها اصحابها ترعى فيها.. وما لا تهلك منها تنجو فتباع في السوق لتستهلك لحومها الضارة ضرراً بالغاً بالصحة.. وما الذي يمنع هذه المياه من ان تحملها مياه الامطار اذا جرت عبر الوادي الى المزارع المجاورة للوادي وهي مياه سامَّة بلا شك. حلول مقترحة وحلاً لمشكلة هذه المياه يمكن تقديم الاقتراحات التالية: ** من المنطقي ان الغاء محطة تنقية هذه المياه غير مجدٍ حيث كلفت أموالاً طائلة.. ومن الصعب انشاء محطة اخرى ومادام ان هذه المحطة قد أنشئت.. فلماذا لايتم ضخ هذه المياه بعد المعالجة الى بحيرة بعيدة عن وادي الرمَّة بدلاً من ان تسير به الى منطقة بعيدة عن المزارع والمراعي. ** إدخال نظام المعالجة الثلاثية.. اي تنقية المياه بعد معالجتها من السموم و البكتيريا والجراثيم العالقة بها.. وعند ذلك تصبح هذه المياه غير ضارَّة للمزارع وللبيئة.. وبالتالي تركها في وادي الرمَّة لأنه لاضرر منها وأعتقد ان ادخال هذا النظام بات ضرورياً وملحاً لمياه مثل هذه بعدما ثبت ضررها على الصحة والبيئة وقبل ان تتفاقم اضرارها. ** منع رعاة الابل والاغنام من النزول حول هذه المياه حيث انهم يأتون مع قطعانهم وينزلون إلى هذه المياه بهذه البيئة غير الصحية لمجرد شرب قطعانهم منها وتوفير تكاليف المياه فهم لايعلمون مايضرهم وماينفعهم فيجب تدخل الجهات المختصة لمنعهم من ذلك. ** لماذا لا يتم وضع شبك حاجز حول هذه المياه حيث ان قطعان الإبل والاغنام تشرب منها باستمرار وبأعداد كبيرة لانها مياه مفتوحة وليس هناك مايمنع من الوصول اليها. لعلنا نجد الحل لدى هيئة حماية الحياة الفطرية ولدى مصلحة المياه والصرف الصحي بالقصيم.. انقاذاً للبيئة والصحة من هذه الكارثة البيئية التي يجب الاسراع بتفاديها قبل فوات الاوان. هذه المياه الراكدة تسبب تجمع البعوض والحشرات.. ويجب تطهير الارض منها برشها بشكل دائم.