الحمد لله الذي مكّن أبناء هذا الوطن من رجال الأمن الأشاوس من إحباط العمل الإجرامي الذي قامت به فئة مجرمة منحرفة أُبتلي بها الوطن واعتنقت فكراً ضالاً ومخالفاً لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وخرجت بأفعالها المشينة وسلوكها المنحرف عن جماعة المسلمين وإمامهم شاقين عصا المسلمين، ومفارقين لجماعتهم، مستبيحين الدماء المعصومة، فقد استحلوا دماء رجال الأمن وأرواحهم لأنهم يدافعون عن أمن هذه البلاد وأمن مواطنيها والوافدين إليها بأرواحهم وأنفسهم الزكية ويتصدون بكل بسالة وشجاعة للفئة الضالة وشرورها وخطرها على الدين والأمة. فلو قُدر لهذه الفئة الضالة تنفيذ ما خططت له بما حشدته من أسلحة ومتفجرات وصواريخ قادرة على إبادة أحياء بأكملها لكانت النتائج مؤلمة ومفجعة ولكنها إرادة الله ثم صمود رجال الأمن البواسل ونجاحهم في القضاء على عدد من أفراد هذه الفئة الضالة بإجبارهم على قتل أنفسهم بعد محاصرتهم وتضييق الخناق عليهم ومنعهم من تنفيذ مقاصدهم الشريرة، حيث عمدوا إلى ذلك تمشياً مع فتاوى مشايخهم الضالين كي لا يقبض عليهم رجال الأمن ويكشفوا أسرارهم. كما تمكّن رجال الأمن من كشف عدد من السيارات المشرّكة والمجهزة للتفجير وكذلك الشاحنات المُعدة للتدمير وقتل الأنفس البريئة وترويع الآمنين باسم الدين والدين منهم ومن أفعالهم براء، إلى جانب كشف رجال الأمن لعديد من الأسلحة والمتفجرات بمختلف أنواعها والتي كانت مُعدة لأعمال التدمير والتفجير والإفساد في الأرض وإزهاق الأرواح والاعتداء على المدنيين الآمنين والأبرياء. ويومي السبت والأحد الماضيين سطّر رجال الأمن إنجازاً كبيراً عندما أحبطوا العملية الإجرامية في الخبر والتي تضيف فخراً جديداً لأبناء هذا الوطن في الوقت الذي تضيف فيه صفحة سوداء لأعمال المنحرفين الضالين. حجم العملية الإرهابية الأخيرة في الخبر كان مخططاً لها أن تُحدث خسائر كبيرة خصوصاً في أوساط المدنيين حيث ظهر من عدد الرهائن الذين نجح رجال الأمن الأشاوس في تحريرهم أن مسعى هؤلاء الأشرار هو إحداث أكبر ما يُمكن من التدمير والأضرار والقتل بهدف تحقيق فرقعة إعلامية وضجيج لخدمة أهداف أعداء المملكة.. الدولة الرائدة وقائدة العمل الإسلامي لإشغالها في قضية داخلية وإبعادها عن دورها الريادي في العمل الإسلامي. وهكذا فإن نجاح قوات الأمن في إحباط مخطط الإرهابيين في الخبر مثلما تحقق في ينبع في ضرب مفصل اقتصادي هام، وإفشال الدور الشرير لهذه الجماعات الإرهابية يؤكد أن الحالة الأمنية في المملكة ولله الحمد صلبة وقوية وأن أبناء الوطن من رجال الأمن والقوات المسلحة قادرون بعون الله للتصدي لهؤلاء الأشرار ومن يوجههم في الخارج، كما أن كل أبناء الشعب السعودي درع واقٍ لحماية مكتسبات الوطن ولهذا فإن ما تحقق لبلادنا من نعمة الاستقرار والتطور والنماء ورغد العيش ما كان له أن يكون إلا بتوفيق الله ثم بتوفر مناخ الأمن والاستقرار، بل إنه رغم هذه الأحداث إلا أن النمو الاقتصادي والعمراني فاق كل التوقعات ولله الحمد، مما يستوجب أن نستشعر جميعاً رجال علم وأئمة مساجد وخطباء جوامع ورجال فكر وإعلام وتربية وتعليم ورجال أعمال وكافة فعاليات المجتمع دورنا في تبصير الأمة بحقيقة هذه الفئة الضالة وفكرها المنحرف وخطرها على البلاد والعباد، فما فرضته هذه الفئة الضالة ومن يقف خلفها من واقع أمني جديد وما يحيط بنا من ظروف وتحديات توجب علينا جميعاً العمل على وحدة الصف وتقوية نسيجنا الاجتماعي وتعزيز عرى المحبة والوئام والبعد عما يسهم في إضعاف تماسكنا وترابطنا وتآزرنا، ثم إن واجبنا جميعاً الوقوف مع رجال الأمن وتقدير تضحياتهم والرفع من روحهم المعنوية وهم يقفون بكل كفاءة واقتدار وإقدام في مواجهة المعتدين الضالين.