يوما بعد يوم تتكشّف أفعال الفئة الضَّالة وبشاعة الجرائم الإرهابية التي تُحبَط بتوفيق من الله ثم بيقظة رجال الأمن .. أبناء المملكة الأشاوس. فقد أثبتت أحداث مساء الأربعاء وفطنة وسرعة تحرُّك رجال الأمن في إحباط المخطط الشرير للإرهابيين قدرة وتمكُّن الأمن السعودي وتلاحم المواطنين في مثل هذه المواقف لتأتي النتيجة وبالاً على الإرهابيين، فبالإضافة إلى التخلُّص من عشرة من عتاة الإرهابيين، منهم من تمرَّس في العمل الإرهابي والإجرامي من سنين، جاءت الفعلة المشينة الأخيرة لتعزِّز لحمة الوطن وتزيد من رفض واستنكار كلِّ أبناء المملكة دون استثناء .. فقد ترجمت خُطَب الجمعة ما تجيش به صدور السعوديين جميعاً، إذ أوضح أصحاب الفضيلة أئمة الجوامع خروج هذه الفئة الضالة على تعاليم الدين الإسلامي، وسماحته، بانتهاجهم أعمال القتل والتفجير وقتل أنفسهم مع سابق إصرار بقيامهم بقيادة السيارات المفخّخة لتنفيذ أعمال انتحارية.. ضد إخوتهم من المسلمين ومن السعوديين الذين يؤدون واجبهم بأمانة المسلم المؤتَمَن على أموال وأرواح الناس. كان خطباء الجوامع والعلماء يوضِّحون الانحدار الخلقي والسُّلوكي لهؤلاء الأشرار، والمصلون يدعون ويطالبون بضرورة تعزيز التعاون لاجتثاث عناصر هذه الفئة الضالة .. إذ لا يكفي أن يحقق رجال الأمن الإنجازات التي يفتخر بها المواطن وكلُّ من يعيش على هذه الأرض، بل الواجب أن يعمل الجميع كلٌّ في موقعه لمواجهة هؤلاء الضالين ووضع حدٍّ لشرورهم والتصدي لكلِّ من غشيت بصيرته بسبب أو بآخر بالدعاوى الواهية التي يطلقها الإرهابيون .. هذه الدعاوى التي أسقطتها أفعالهم المشينة التي لا تخرج عن امتهان القتل والتخريب والسعي لتدمير منشآت الوطن، ولا يتورَّعون حتى عن قتل أنفسهم دون اعتبار لحرمة قتل النفس. من يقبل أن يتعايش أو يتعامل مع شخص مملوء بكل هذا الحقد .. حتى على نفسه .. وتتملكه نوازع الشر والبطش؟؟. لقد وضع هؤلاء الأشرار من الفئة الضالة بأنفسهم وبأيديهم الآثمة عناصر رفض المجتمع لهم، وقدَّموا أنفسهم بأسلوب غاية في الوحشيَّة، فنبذهم الجميع واتجهوا إلى الأماكن المعزولة يخططون لأعمال الشر وتدبير الجرائم الإرهابية، وهذا ما زاد من لفظ المجتمع لهم. .. إنجاز مساء يوم الأربعاء وجد صدى طيباً وقبولاً حسناً لدى المواطنين تجسَّد في الدعوات المخلصة من المصلين الذين امتلأت بهم الجوامع في صلاة الجمعة، وحريٌّ بنا جميعاً أن نتجاوب مع دعوات أئمة المساجد وأصحاب الفضيلة العلماء للتكاتف وسدِّ كلِّ الثغرات التي ينفذ منها أعداء الوطن الذين جنَّدوا هؤلاء الأشرار للإساءة إلى الدين والنَّيل من الوطن.