هذه القصيدة تكشف عن مستكن الحب تجاه معهدي السامي الشريف، المعهد العلمي في بريدة، الذي نهلت من نبعه الروي ست حجج، وكان لي فيه أشياخ وأخدان، ثم زايلته كرهاً، وأنا أعد ذكرياتي فيه من أجمل الذكريات، وأهدي هذه القصيدة إلى أشياخي الجلة وصحابتي الكرام. كذا الدهرُ لا عزٌّ يدومُ ولا ذلُّ فمعذرةً إن كنتُ أمشي وأختلُّ! تمطّى على صدري من الحزن كلكلٌ فأطَّ وكادتْ منه روحيَ تُستلُّ! لكَ الله يا مثوى العلومِ وبحرها كأنكَ أنتَ العلمُ و(الطالبَ) الجهلُ!! أيا معهدي - واليومَ لي أنتَ معهدٌ جديبٌ -: ألا أين الخليطُ، وهل حلّوا؟! أجد الخليطُ البينَ ثم تفرّقوا وقلبي كمثلِ الدلو يجذبه الحبلُ! ألم تر أنّ البينَ مرٌّ مذاقُه وإنْ كانَ من قبل التذوّق قد يحلو؟! يمنونني السلوى وهل لي أن أسلو وبينَ عيوني من خيالاتهم ظلُّ! ثلاثة أعوامٍ وأخرى كمثلها ونحنُ كأنا في تلاحمنا نحلُ! أقلبها في خاطري ثم أنثني وقلبيَ مصدوعٌ وخدّي مبتلُّ كأنيَ بعدَ الأصدقاءِ وما جرى من البين موتورٌ وليس له أهلُ!! أغالبُ حزني بالتصبّر ساعةً فيلغبني حزني كغيريَ من قبلُ وأذكرُ أشياخَ العلومِ وفضلهم فأحسب أن القوم ليس لهم مثلُ! هم علّمونا العلمَ من غير منّةٍ وهم قوّمونا ناصحينَ وما ملّوا يلومونني في حبهم ولو أنّهم بلوهم كمثلي قال قائلهم: ولّوا! فإلا يكنْ وصلٌ من البين جامعٌ ففي جنة الفردوس يجمعنا الوصلُ أيا معهدي: كم من فتى قد بريته فشاخ وفي أثوابه القولُ والفعلُ ترعرعتِ الدنيا ووجهك ناضرٌ وفي كل عامٍ بين أحشائك الحملُ! أبى المجدُ إلا أن يشيرَ بكفّه إليكَ وعيناه تقول: لك الفضلُ!! إليكَ وداعاً من فؤادٍ مهيَّضٍ تولّى ودمع الحزن في الخدّ ينهلُّ [email protected]