جَائِر: هل أرسَل عريسُك ما تبقى بذمتهِ؟. مَهِيضة: أختهُ تقول بأنَّ المصرِف لم يُمكِنهُ من القرضِ. جَائِر: اتفاقنا مُلزِم. مَهِيضة: اتفقت مَعهُ بداية بأن المادياتِ لا تهُمكَ. جَائِر: هذا قبل أن يؤكد جديتهِ في الزواجِ. مَهِيضة: لا بُد أنه يشعُر بأنهُ قد خُدِع. جَائِر: بناتُ الناس لسْنَ رخيصات؟. مَهِيضة: ولكنهُ تَعَشّمَ أن تُسَهّل عليه. جَائِر: هذا ليس موسمِ تخفيضات. مَهِيضة: أخشى أن يَرُدَ البِضَاعة. جَائِر: المحاكِمُ بيننا، وسيدفعُ صاغراً، ولو من خلفِ القضبان. مَهِيضة: وماذا عن البضاعةِ؟. جَائِر: طازجة، مرغُوبة، وسنجد لها مُشترياً. مَهِيضة: ولكنها ستكون عندها مُرْتَجَعةٌ. جَائِر: كثيرون تستهويهم المُطلقة. مَهِيضة: تقصد الكُهُول؟. جَائِر: من يستطيعُون الباءة. مَهِيضة: لو كُنت أستطيع لدفعت لك أنا. جَائِر: مُرتَبُكِ ضخم. مَهِيضة: هل نسيت أنك قد حملتنِي قرضاً لتسديدِ ديِونك، سيُنهكُ كاهلي لعدةِ سنواتٍ؟. جَائِر: البنتُ وما تملكُ لأبيِها. مَهِيضة: وجعلتني أشتري سيارة لأخي بالتقسيطِ. جَائِر: أخوكِ عاطل، وهو يسوق بكم. مَهِيضة: وأنا أصرِفُ على بيتِ أُمِّي وإِخْوَتي. جَائِر: حقٌ عليكِ، لقد حَمَلتكِ تِسعة أشهر. مَهِيضة: وأنت نبذتها، وتزوجت من عروسٍ تصغُرني. جَائِر: الشرعُ حَلل لي أربع. مَهِيضة: ولكنك تقودني لأكونَّ رابعة. جَائِر: رابعة تُعطي، خير من أولى تأخذ. مَهِيضة: أعطيك توكيلاً على ما تبقى من مرتبي، على أن لا تكسر ظهر عريسي. جَائِر: أنا أعُطيه زوجة مستورة، مؤصلة، بارعة في مطبخِها، ولها مُرتب ضخم. مَهِيضة: ولكنه لن يذوق مرتبي قبل سنواتٍ عديدة. جَائِر: الاسْتِثْمَار يحتاجُ للصبرِ. مَهِيضة: أنا إنسانة، ولستْ صندوقاً. جَائِر: لقد استثمرتُ فيك منذُ ولادتك. مَهِيضة: كُنت تراقب سهمي؟. جَائِر: لي مؤشري الخاص. مَهِيضة: ولكن مؤشراتك غنية. جَائِر: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟. مَهِيضة: هذا منطقُ النَّارُ. جَائِر: بل لِسانُ الواقع الحالي. مَهِيضة: ماذا لو استقلت من عملي؟. جَائِر: وتُفرطين في حُريتك وطُموحكِ وزميلاتكِ؟. مَهِيضة: هذا ما يسمى بالعَضَلِ. جَائِر: أنتِ عاقلة، و لَنْ تصل الأمور إلى ذلك. مَهِيضة: أريد أن أفرح مثل صديقاتي. جَائِر: ستذبحين خروفاً، وتولمين للأقاربِ، ويحضر هو ويحملك معه. مَهِيضة: أنا لسْتُ حقيبة. جَائِر: وأنا لسْتُ مدينة ملاهي. مَهِيضة: ماذا سيقول عنكَّ أحفادك؟. جَائِر: الإناث منهم لا يهمني رأيهُنْ، والذكور سيحذون حذوي. مَهِيضة: (تذرف دمعة). جَائِر: كفكفي دمعتك. مَهِيضة: تذكرت بنت جيراننا، التي هربت؟. جَائِر: أين رجال أسرتها، هل لبسوا البراقع؟. مَهِيضة: كان أولى بها أن تَلجأَ للقضاء؟. جَائِر: لنْ تنال إلا تلطيخ سُمعتها. مَهِيضة: كانت تحلُم بكسرِ قُيودها. جَائِر: الكسرُ لضِلعِها الأعوج. مَهِيضة: لقد عانت من مرضٍ نفسي. جَائِر: دلعُ بناتْ. مَهِيضة: وعقلاء عشيرتها صامتون؟. جَائِر: وهل سيدفعون للأبِ خسائره؟. مَهِيضة: قال سبحانه «فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ». جَائِر: رضا الله في رضاِ الوالِد. مَهِيضة: حُججُك تُخرجُ من الهِدْمَة. جَائِر: استتري بنعمةِ الإسلامِ!.