لم تسلم الحركة الرياضية الفلسطينية وأبناؤها من جرائم الاحتلال الصهيوني، حيث طالت الهجمة البربرية الصهيونية أكثر من 230 شهيدا من أبناء الحركة الرياضية الفلسطينية. ففي مدينة رفح الفلسطينية المنكوبة طالت الهجمة البربرية الإسرائيلية أربعة شهداء والعديد من الإصابات من أبناء الحركة الرياضية الفلسطينية، إضافة إلى الدمار الذي وقع في بعض المنشآت والملاعب الرياضية التي تحول بعضها إلى أماكن لجوء لمن شردهم العدوان الإسرائيلي. وقد ودعت الجماهير الرياضية في مدينة رفح أربعة شهداء من أبطالها هم: (محمد النواجحة - 30عاماً) لاعب نادي شباب رفح سابقاً ومدرب حراس المرمى بنادي جماعي رفح، بالإضافة إلى (محمد جمعة - 23عاماً)، لاعب الفريق الثاني بكرة القدم في نادي شباب رفح، والشهيد (إبراهيم القن - 17عاماً) بطل العدو في نادي خدمات رفح وصاحب أربعة كؤوس حصدها لناديه، والشهيد الشبل (محمد السكسك 16عاماً) لاعب قوى موهوب في نادي رفح الرياضي. وفي حديث مع الجزيرة، قال أيمن أبو فخر، مدرب ألعاب القوى في نادي شباب رفح: لازالت صورة هذا الشبل (السكسك) تظهر أمامي كلما ذهبت إلى النادي، وكنت أتوقع له مستقبلاً باهراً ولكن إنا لله وإنا إليه راجعون. هذا وحلت نكبة جديدة على اللاعبين الفلسطينيين في المدينة، الذين هدمت بيوتهم دون سابق إنذار، بل إن بعضاً من هذه البيوت قد هدمت على ساكنيها. وفي هذا السياق، قال إياد أبو عبيد، مدرب حراس المرمى في نادي شباب رفح ل (مراسل الجزيرة): هدمت قوات الاحتلال منزلي فوق رؤوس أفراد عائلتي، وأصيب والدي الذي أصر على عدم ترك المنزل. أما اللاعب الفلسطيني حسني الملاحي، نجم وسط شباب رفح، فلا زال يجلس فوق ركام منزله المدمر ومعالم الحسرة بادية على محياه، قال: هكذا فعل المجرمون بنا ودمروا منازلنا ومحقوا مؤسساتنا الرياضية واعتقلوا زملاءنا، وقتلوا نجومنا، منهم عماد حسان أحد حكام الراية، وشردت عائلته بعد هذا الهدم، مضيفاً أنه لم يتصور أن تصل الحماقة بالإسرائيليين إلى أن يهدموا منزلي ويستهدفوا مؤسستي الرياضية التي أعشقها.. ويقصد نادي الجماعي. وأردف قائلاً: هل ما هدموه يوجد به أنفاق؟ وإذا كان كذلك هل نُهرِّب منها لاعبي كرة القدم أم نستورد مدربين على المستوى العالمي؟!! وكانت قوات الاحتلال الصهيوني قد هدمت مدرج نادي الجماعي وأصابت المبنى بأضرار بالغة، كما استهدفت الملعب البلدي الرفحاوي بوابل من الرصاص. ويقول الحاج نسيم بهلول المعروف ب(رمز الرياضيين في مدينة رفح): إن العدوان الصهيوني يستهدف الحجر والشجر والطفل والمسن ؛ فلماذا لا يستهدف الرياضيين، ويوسع في رقعة إجرامه تجاه الشعب الفلسطيني؟؟!!! وكانت قوات الاحتلال الصهيوني قد اعتقلت العديد من الرياضيين في منطقة تل السلطان والبرازيل، أثناء مداهمتها للمنازل، على رأسهم اللاعبان الفلسطينيان، محمد السدودي، ونضال كلاب نجما جماعي رفح والمنتخب الأولمبي. وفي هذا السياق، سياق الدم والتدمير والتخريب، الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، من قبل احتلال بغيض يستهدف البشر والشجر والحجر أوضح تقرير إجمالي صادر عن مركز المعلومات الوطني الفلسطيني، تلقت الجزيرة نسخة منه، أنه منذ اندلاع انتفاضة الأقصى في الثامن والعشرين من أيلول - سبتمبر 2000 حتى نهاية آذار - مارس المنصرم، سقط من الفلسطينيين 3531 شهيداً بينهم 572 طفلاً دون الثامنة عشرة، (بالإضافة إلى 44 طفلاً وطفلة سقطوا في شهري أبريل - نيسان الماضي، ومايو - أيار الجاري) و224 شهيدة، و243 شهيداً استهدفوا في جرائم الاغتيال الصهيونية سقط بجانبهم 90 ضحية. وأوضح التقرير أن من بين مجمل الشهداء 106 مرضى وسقط 732 شهيداً جراء القصف الإسرائيلي، و43 شهيداً راحوا نتيجة اعتداءات المستوطنين، و656 من الطلبة و30 شهيداً من أفراد الأطقم الطبية والدفاع المدني، و9 إعلاميين، و226 شهيداً رياضياً، ليضاف إليهم الشهداء الرياضيون الأربعة من مدينة رفح، ليرتفع عدد شهداء الحركة الرياضية الفلسطينية إلى (230 شهيداً).