هل حقاً أن الناقد أديب فاشل؟! ولكن إذا كان كذلك فهل سنبقى بدون نقاد كي يسرح المبدعون ويمرحون كيف شاءوا دونما رقيب عليهم. إذا كان الأمر كذلك، وكنا جازمين بحتمية وجود النقاد، فهل الناقد عدو أم صديق للمبدع؟ أم غير ذلك. إن النقد ضرورة حتمية لاستقامة الأعمال الإبداعية وبخاصة لمن هم في بداية الطريق، فبدون النقد البناء لا يستقيم عمل، ولابد للمبدع أن يتسع صدره لكل ما يقال عن إبداعاته. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل نقادنا الآن لديهم من المقدرة ما يجعل المبدعين يقفون أمام نقدهم بكل إجلال؟! وهل نؤمن بموت كاتب النص أن الناقد يحق له نقد الكاتب أيضا؟! لا يمكن التقليل بأي حال من الأحوال بنقادنا في الساحة المحلية، فمنهم من وصل إلى آفاق عليا وهم كثر. وإن كنا نبحث عن (عكاظ) مرة أخرى فسنتعب، ولن نجد عكاظ. محاور حول: حساسية بعض المبدعين من النقد، وتجرؤ بعض النقاد أكثر من حدود نقده، وحول إمكانية وجود اتحاد أو رابطة تحتضن الأدباء والكتاب، وتشد من أزرهم وتحل إشكالاتهم. كل ذلك تطرحه (الجزيرة) من خلال هذا التحقيق مع عدد من الكتاب والأدباء والأديبات من نجوم ساحتنا المحلية. ***** *الأستاذ عبدالحميد الدرهلي - مدير عام وزارة التخطيط سابقا، والكاتب المعروف. يبدأ بعنوان (أزمة النقد مسؤولية العقل والإبداع) إن الله سبحانه وتعالى أعطى الإنسان نعمة تحمل مسؤولية العقل والعقل إمكانية إدراك شديدة، والعزم يستدعي لها وضبطت الوعي العميق بالطاقة التعبيرية النابضة في الكلمات، وذكاء الإنسان محسوب عليه إذ ما يفيض عن العقل من فكر وقول وعمل هو مادة الحساب يوم الحساب بأمره سبحانه، وأن إبداع العقل هو قمة فن الحياة، إذ عملية الإبداع هي ظهور للفكرة النابضة في كفة الكون في المحسوس، وأنه في ثنايا التاريخ يتبلور أمامنا عقل مبدع عبر إنسان موهوب يبلور تطورا اجتماعيا جماليا حضاريا في اتجاه جديد ينشئ حقبة ذات طابع خاص بإذن الله يعيشها الناس على دروب الخير والجمال، إذ العظيم عبر العقل المبدع يجعل الناس أن تتبعه، وهكذا تعاد صياغة التاريخ نحو ما هو أفضل، وهذا هو الإبداع في أنبل صوره. وتعرف أزمة النقد بأنها نقطة الانعطاف الحاسمة التي تنطوي على نبوءة مضمرة ترهص بالاستقطاب نحو الأسوأ، أوالإفضل، ويقول أحد النقاد: (إن أزمة المنهج في النقد العربي المعاصر تتجلى في ظاهرة استمرار معظم كتب النقد الأدبي بدءا بالدراسات النظرية ومروراً بالمنهج وانتهاء بالتطبيقات التي تستهدف استخلاص - أحكام قيمة - في تبعثرها وعجزها عن تمثل نظام أو تكتيك للتعامل مع المبادئ والنظريات التي تطبق على العمل الأدبي، نظام يدنو من المنطق العقلي، ولا يبارح الحساسية الفنية. هناك إشكالات معروفة طرحت كثيرا هل النقد علم أم فن؟ هل الأسبقية للعمل الفني أم للنقد؟ هل هناك تلاق بين النقد الأدبي ومناهج العلوم الاجتماعية؟ وهناك أجوبة تكاد تكون حاسمة النقد فن وعملية خلق لا تطلق العلوم الاجتماعية وغير الاجتماعية، ولكنها لا تخضع لواحد منها اتجاها وتكتيكا، والعمل الفني السابق باستمرار، ولكنه ينطوي أثناء عملية الخلق على ألوان من النقد الذاتي عند الفنان في نفس الوقت الذي يستلهم النقد نفسه أسسه ومعاييره من الثوابت، وجماليات الأثر الأدبي مضافا إليها حس الناقد وذوقه وطبعه. والتلاقي بين النقد ومناهج العلوم تلاق خاص، فلا يمكن تقويم أي أثر أدبي عن طريق استعمال اللغة العلمية أو المنهج العلمي، أو أسس ذلك المنهج. إن النقد الإيدلوجي مثلا مأزق خطير، وخروج منفلت فأنت ترتاح لتقويم عالم الاجتماع أو عالم النفس أو السياسي باعتباره مختصا إذا كان تقويم العمل الفني يراد به كشف الجوانب الاجتماعية أو النفسية أو السياسية، ولكنك لا ترتاح لرؤية إيديولوجية شاملة تستشرف أثرا فنيا له عالمه وتفاصيله وأجواؤه الخاصة، وله بالإضافة إلى ذلك كله لغته الخاصة ورموزه. إن الناقد يميز بين اتجاهين رئيسين في النقد منهج داخلي يحاول الانطلاق من الوجود الموضوعي والذاتي للعمل الأدبي يمثلهما قلمه الخاص، كما يكشف تصاميمه وألوان تألقه وتناغمه وفعالياته. إن خصوصية العمل الفني تجعل من المتعذر الأخذ فقط بالعوامل الاجتماعية. صحيح أن الفن لا يناقض الواقع والممكن، ولكنه في التحليل الأخير خلق وإعادة تكوين لذائب الواقع، ومن هنا فإن أزمة النقد عندنا تتلخص فيما يلي: - جنوح بعض النقاد إلى اعتماد لم يتم اكتشافها خلال قراءتهم للأدب وتعمقهم فيه، وإنما من خلال معرفة نظرية ولدت غريبة عن أرضه. - عجز بعض النقاد عن تمثل تلك النظريات والمناهج وتطويقها لتعانق ما هو خاص في عالمنا الأدبي. - عجز بعض النقاد - وحتى الكبار منهم - عن الاستفادة من كل المناهج النقدية والمزج بين الاستبصارات والأضواء والمفاتيح التي يمكن أن تعطيها. - عجز أكبر النقاد، بالتالي عن خلق مناهجهم الذاتية النقدية في ضوء المعادلة التالية: الذات النافذة + التراثات العربية القديمة والمعاصرة + التراثات الغربية + الحساسية الفنية. وهناك تساؤل أكبر: هل الحكاية مجرد أزمة في النقد الأدبي أم أن أزمة النقد حلقة من سلسلة أزمة الأدب والحياة من بعد، وغالبا ما يكون الإحساس بالأزمة شيئا مباركا كما قد يكون عكس ذلك تماماً. في هذا الصدد يجب أن نشير وبكامل الصراحة إلى أنه لا يمكن لمشروع هادف للإبداع أن يقوم في أعقاب الحرية وممارسة العمل الديمقراطي، فهما الوجهان السليمان لتوافر مناخ طبيعي للعمل الثقافي الإبداعي، كما أنه لا يمكن النظر إلى المستقبل دون مراجعة الذات واستفسار المراحل التي مر بها الإبداع والعمل الثقافي، كما لا يمكن التطلع إلى المستقبل واستشراف آفاقه دون خلق جو من الحوار. إن إنشاء رابطة للكتابة والآداب حلم يراودني منذ زمن طويل، وقد اقترحت مرات عديدة لإنشاء هذه الرابطة، لكن ذهبت محاولاتي أدراج الرياح، ولم تعر الاهتمام ولا الإيجابية المنشودة. ينبغي أن نلفت إلى دور الصحافة في تعزيز العلاقات، وأن تكون الصحافة عامل بناء لا هدم بين الشعوب وخدمة الوطن والمواطن، وخدمة أهداف الدولة والتعبير عن ضمير الوطن بكافة فئاته وأطيافه، وتعزيز التواصل وإصلاح الخلل والإعوجاج الذي يسببه بعض الكتاب والأدباء، لأن الكاتب يعبر عن رأيه وليس رأي الصحيفة. تؤكد رابطة الكتاب حسب رأيي إلى أن حرية الصحافة ليست مسؤولية فرد بعينه أو مجموعة من الأفراد أو قطاع محدد من قطاعات المجتمع، وليست هي مسؤولية الصحفيين، وواجب الدفاع عنها هو واجب ملقى على عاتق رابطة الكتاب والأدباء، وأن حرية التعبير لا تعني فقط حرية الصحفي أو الكاتب أو الأديب فيما يقول أو يكتب ما يراه، ولكنها تعني في المقام الأول حق المتلقي في خبر صحيح وصادق. وعلى الرغم من وصول الصحافة السعودية إلى مستوى مهني وتقني عال إلا أنه من الضروري الاهتمام بتكوين كوادر فنية بواسطة رابطة الكتاب والأدباء تكون نواة لصحافة متخصصة وأن تضع خطة لتطوير مهنة الصحافة من خلال نظام التعليم المؤهل لممارسة المهنة من ناحية، ومعايير ضبط جودة الممارسة الصحفية، من ناحية أخرى، وتوفير المعلومات الصحيحة للصحفي أو الأديب، فمن غير المعقول مساءلة الصحفي أو الأديب، في غياب حق واضح في الحصول على المعلومات من مصدرها. وتدعو الرابطة في حال إنشائها إلى وضع خطة عمل تتضمن توصيات واقتراحات عملية تهدف إلى تطوير واقع الإعلام على أن يشارك في هذه اللجنة أهل الخبرة. الأستاذ غالب حمزة أبو الفرج - رئيس تحرير جريدتي المدينة والبلاد سابقا: ليست المشكلة مشكلة الحساسية التي ذكرت، فالمبدع إنسان يحترم الآخرين ويجيء هذا الاحترام وفقا لإحساسه بما أن يكون مبدعاً. لكن المشكلة تكمن في الكثير من النقاد الذين لم يطوروا وسائلهم واكتفوا بما درسوه قبل أربعين أو خمسين عاما، ومضوا يحملون أقلامهم على ظهورهم يحاربون بها المبدع بكلام لا يستحق أن يقال. ولهذا نجد المبدع يحترم الناقد الذي يحترمه، والناقد الذي لا يحترم المبدع ولا يعي معنى تطور وسائل الإبداع في هذا العالم نتيجة للانفتاح الكبير بين الإنسان وأخيه الإنسان. ومحاولة إرضاء النفس بشرح بعض الكلمات التي تعوَّد عليها هؤلاء الذين يسمون أنفسهم نقاداً. كثير من المبدعين يصفون الناقد بأنه أديب فاشل، لم يصل إلى درجة الإبداع، لكني لا أريد أن أصفه بهذه الصفة، وإنما أقول: إن وسائل الشهرة جعلته يدرك بأن قدرة القلم على إيصال المعاني على صفحات الصحف تجعله وهو يعرف قدرته أنه قادر على الهدم لا البناء. الناقد الذي يحترم المبدع هو الناقد يفكر في البناء وليس الهدم، وبمقدار ما يتقدم المبدع في وسائله يتأخر الناقد في فهمه لما يجري على صفحات الكتب متخذا من القواعد التي درسها منذ سنوات طويلة والتي لم تعد شيئا مذكورا بعد هذا التطور في وسائل الإبداع، وعدم قدرته على تطوير نفسه كناقد يجعل المبدع لا أقول يكره الناقد وإنما لا يحبه. الأستاذ فاروق باسلامة - الكاتب المعروف لابد من وجود نقد مع النص في بيئة ومطرح أدبي وثقافي، فالأديب ينبغي أن يتقبل النقد الموجه إلى إنتاجه لا ليظن أن النقد يغتال نصه الإبداعي، ولكن ليحسن به الظن خاصة إذا كان الإنتاج أو النص الأدبي حديث الطرح. وللأسف الشديد في المشهد الأدبي اليوم نرى كثيرا من الأعمال، ولكننا لا نرى نقادا، ويكاد الميدان الأدبي أن يخلو من النقاد في هذه المرحلة الثقافية ذات التوجهات والتيارات المختلفة، وليكن صدر المبدع مشرعا للتأمل من الناقد في نصه، ويحكم عليه بما يستحق، وقديما في عكاظ، وتحت مظلة الشعر كان النابغة الذبياني ينصت إلى الأعمال الشعرية التي ينشدها الشعراء الجاهليون من أمثال طرفة بن العبد وحسان بن ثابت، وكان ذلك الحكم وهو النابغة هو ناقد لهذه النصوص، والدليل على النقد ليس بالضرورة ليس كاسحا للنص خلود تلك القصائد المذهبة أو المعلقات التي مرت على سمع الناقد الأدبي كما يسمى في العصر الحديث. مما يدل على أن النقد عملية هادفة، ولا تغتال النص بأي حال من الأحوال. وأنت تقول إن النقد موجه إلى النص، ولا يلتفت إلى كاتبه، وهذا أساس الموضوع الذي يجمع بين الناقد والمبدع. إذن نستنتج مما سبق ألا تكون ثمة حساسية لدى البعض من نقد الناقد، لأن الناقد قبل أن يكون كذلك هو أديب ومثقف ومبدع. أما حلبة النقد فهي إضافية على معلوماته وإنتاجه الذي يتذوق بها الحياة المعنوية كأي شاعر أو خطيب أو كاتب. وإذا علمنا ذلك فلم الحساسية التي تضيق بها كثير من صدور المبدعين. والسؤال الذي يطرح نفسه بعد ذلك أين الناقد الأدبي اليوم حتى في مصر والشام والمغرب واليمن تكاد الساحة النقدية أن تخلو من أربابها، فالمطلب الحالي هو إيجاد نقاد لمستقبل المبدعين الواصلين إلى درب الأدب، وأريد أن أقول للمبتدئين أن يعبروا وينتجوا، ثم يعرضوا ما قالوا على الناقد الذي نريد، وإذا أخطأ المبدع في أول نص، فإنه في العملية الثانية سيكون نصه أكثر إبداعا، ثم من بعد ذلك قد يكون في عداد كبار الأدباء. من هنا أحسنت السؤال هو اقتراح بإنشاء رابطة للأدباء في المملكة العربية السعودية لرعاية النصوص وخلق المبدعين وإيجاد النقاد وتنمية الفكر الأدبي والثقافي، ولنا في رابطة الأدباء الكويتيين مثال لهذه الرابطة المطلوبة لدينا . ولو نظرت أو قرأت فيما أنتجه هؤلاء الأخوة الكويتيون على أقل تقدير هناك برنامج تلفازي أسبوعي للتعريف بأديب أو علم من أعلام الأدب الكويتي، وكذلك في صحافتها ومجلاتها الثقافية، كذلك مؤسس على رابطة أو من الرابطة الأدبية. فالأدباء هم أرباب الفكر والثقافة، ولدينا نحن في المملكة تاريخ للرعيل الأول من أدبائنا يقول: إن ثمة رابطة أو أكثر كانت أعمالها تنافس على كراسي المقاهي في مكةوجدةوالمدينة والطائف، ويكفيك مثالا على ما أنتجوه كتاب وحي الصحراء، الذي هو عمل يخص أدباء الشباب في الحجاز، وكان كتاب وحي الصحراء وأدب الحجاز والمعرض لمحمد سرور الصبان عبارة عن أعمال أدبية وثقافية وفكرية واجتماعية ومعرفية، كان روادها أشبه ما يكونون عصبة أو رابطة من الأدباء الحجازيين. والآن وقد أنشئت الثقافة وزارة بالإضافة إلى الإعلام عادت إليها الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون، وما إلى ذلك، فإن مسؤولية هذه الوزارة بعد إنشاء وكالة للثقافة فيها أن تعنى بهذه الرابطة وإنشائها وتفعيل الأندية وتفعيل وسائل الإعلام للأدب والثقافة والفكر، فقد مر أكثر من عام، ولم تر هذه الوكالة للأسف الشديد، الأمر الذي يجعل الأديب في هذه البلاد أكثر إلحاحا لروابط كثيرة بالإضافة إلى الأندية أو التي تضم هذه الأندية من خلال أعضائها، فكل ناد ثقافي في ربوع بلادنا العزيزة يؤمه أدباء كبار، فهل يكفي إلقاء قصيدة أو نشر مقالة عمل هذه الأندية، إذن فإنشاء رابطة في المملكة للأدباء مطلب هو الأهم حالياً أكثر من أي وقت مضى. نورة المري - طالبة دكتوراه - ومحاضرة في كلية التربية في تبوك 1- تقبل أو انزعاج المبدع من النقد. 2- النقد للنص دون النظر إلى كاتبه. 3- اقتراح إنشاء رابطة للأدباء. من وجهة نظري فإن تقبل أو انزعاج المبدع من النقد يرجع إلى ثلاثة عوامل أساسية وهي: 1- التكوين النفسي للمبدع. 2- أسلوب الناقد. 3- طبيعة المجتمع. فلا يمكن أن نلقي باللوم على المبدع دون الناقد والعكس صحيح، إلا من خلال هذه العوالم. فالمبدع يجب عليه أن يتمتع بروح عالية تتقبل الرأي الآخر إذا أساء الناقد لشخصه بعيدا عن النص، لأن النص الإبداعي يفرض نفسه إذا كان عالي الجودة، والمجتمع المثقف يملك الحس الذوقي الذي يمكنه من الحكم على النص مبدئيا قبل أن يستمع إلى النقاد. ويستطيع أن يميز بين الناقد الهوائي والناقد الموضوعي، لذلك يجب على النقاد أن يدرك الأسلوب المهذب في نقد النص، ويحذر في تعامله مع المبدعين، لأن هذه الفئة تنطلق في كتاباتها الأدبية من حس مرهف، قد تتأثر بهجوم الناقد على كتاباتها، ولا سيما أن المبدع لا يستطيع أن يفصل نفسه عن النص الذي يكتبه، إذ هو بلا شك جزء من ذاته المبدعة. وأعتقد أن الحل الأمثل لذلك هو إيجاد تعاون قوي بين الأدباء والنقاد للارتقاء بالنص الأدبي, وترسيخ الثقة المتبادلة بين الفئتين لارتكاز كل منهما على الآخر. وهذا التعاون لا يبرز إلا من خلال إنشاء رابطة للأدباء، لذلك أتمنى أن تسارع الجهات المسؤولة بإنشاء هذه الرابطة، ليستفيد الأديب قدر الإمكان من خبرات الأدباء والنقاد إضافة إلى ما سبق، ونصل بأسرع وقت ممكن إلى النضج الفني في كثير من النصوص المنشورة، التي في طريقها إلى النشر، خاصة أن الأديب في مجتمعنا يعاني من الانقطاع الفكري بينه وبين الأدباء والنقاد في مجتمعه مما ولد لديه فجوة عميقة انعكست على إبداعه، وعلى نظرة مجتمعه لما يكتب. ولعل أصدق مثال على ذلك ما جرى معي الأسبوع الماضي عندما أنشأت مع المرشد مشروع خطة بحث متكامل وقوي لدراسة المكان في الرواية النسوية السعودية، ورفض من مجلس الكلية في جامعة سعودية مرموقة تشجع على دراسة الأدب السعودي، والسبب أن الروايات النسوية السعودية لم تنضج فنيا بعد.