قرأت في صفحة الرأي بالعدد 11542 الصادر الأربعاء 16-3-1425ه من هذه الجريدة المتألقة مقالة للدكتور محسن الشيخ آل حسان بعنوان (شهيدان في الجنة). وقد أعجبتني المقالة أيما إعجاب، حيث وصف الكاتب كلاً من الطفلين الشهيدين البريئين محمد الدرة ووجدان وصفاً أدمى قلبي حزناً وأدمع عيني. فرغم مصيرهما الواحد، وهو الجنة بإذن الله، إلا أن ظروف استشهاد كل منهما مختلفة، فمحمد الدرة قتل غدراً من أعداء معروفين بالغدر منذ قرون ووسط مكان غير آمن فيه حرب ومقاومة.. أرض مغتصبة شعبها أعزل إلا من حجارة ترمى في وجه المعتدين الغاصبين. أما حالة وجدان فهي المستغربة والتي لا تخطر على البال أو يصدقها عقل. قتلت وجدان في مكان آمن في عاصمة سعوديتنا الطيبة الآمنة بلاد الخير.. وكما قال سيدي صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز، فإن هذا قدر الله أن يجعل في بلادنا فئة ضالة ادعت باسم الدين لتزعزع الأمن. وإني أود أن أعبِّر عن مدى حبي لهذه البلاد وأهلها واستعدادي للتضحية بنفسي، رغم أني لستُ من جنسية هذا البلد الحبيب لكني ولدت ونشأت هنا وعلى استعداد أن أكون في أول صفوف من يقدم روحه ودمه وماله وأولاده فداءً لها. وإنني أُقسم بالله أني أحبها أكثر من نفسي ومن كل الدنيا. أذكر في مرة من المرات كنت مسافراً خارج المملكة في إجازة، وكانت إجازة طويلة، وعندما رجعت إلى الرياض لم أتمالك نفسي وسجدت على الأرض أقبلها فرحاً برجوعي إليها.. كيف لا وهذه بلادي التي ولدت وعشت وترعرعت فيها. تباً لكم أيها الإرهابيون.. يا مَن تريدون المساس بأرض عليها قبلتي, تباً لكم وتبت أيديكم، وتبقى بلادي رمزاً للأمان والمحبة، وسوف ينصرنا الله عليكم لأنكم أغضبتموه تعالى في أرض هو جلَّ جلاله يحبها وكرَّمها, تباً لكم أيها الإرهابيون وتبت أيديكم حتى يرث الله عزَّ وجلَّ الأرض ومن عليها. عذراً إخوتي فإنني أكتب ودمعي ينحدر من عيني وسأكتفي لأنني أشعر أن عيني أصبحت كالجمر. حفظك الله أيتها البلاد الطيبة في ظل القيادة السعودية الرشيدة. المعتز عبد الهادي الطيب/فلسطيني - الرياض