إلى رحمة الله تعالى أبا علي، في يوم لن أنساه، ولن أنساه، يوم لن أنساه ما حييت، ولن يغيب عنا ما بقيت الجوف وأهل الجوف عاشوا حزن ذلك اليوم. يوم الاثنين التاسع عشر من صفر لهذا العام حينما أمتدت يد الغدر يد الاثم، اليد الغاشمة المفسدة لتنال الإنسان البريء، الإنسان المتسامح الطيب، الكريم صاحب القلب الكبير بحبه وعطفه وحنانه ونزاهته، وبدل أن يشارك أهله الغداء، جاءتهم الفاجعة، جاءهم النبأ، الذي أخرس الألسنة وهل الادمع فأنقلب الانتظار ناراً، والفرح حزنا وألماً وجراح. أي عزاء فيك أبا علي، يكفيهم ويكفكف أدمعهم ويذيب حزنهم، أي عبارات، بل أي عبرات تحرق الخد حزناً إلا عبرات فراقك، رحلت عنا يا صديقي، واخي ورفيق دربي، ولكنك بقيت في القلب اسمك منقوشاً وفي كل مكان ذكراك، في مكتبك، في منزلك، بل في كل شوارع الجوف وميادينها ومساجدها ومجالسها، الكل يبكيك، وبه ذكراك من اعزي فيك، أعزي النفس، وأعزي والدتك التي بكتك وتبكيك، ولم تخلد للنوم من هول الفاجعة والمصيبة العظيمة، أعزي زوجتك وأولادك وأخص حامل لوائك شبلك القادم علي، واقول له، اصبر وكن رجلاً وتذكر، نعم تذكر يا علي أنك الآن الأب والأخ. رحمك الله أبا علي.. من أعزي فيك، نواف. ذلك الصغير الذي انتظرك طويلاً وما زال ينتظر، عينه الصغيرة البريئة التي لم تعرف الا الصفاء والنقاء، اهٍ ويح نفسي ويحها ما أصعب الموقف وما أوجع الغدر، ما ذنبك نواف ما ذنب ذلك المنزل العامر بالمودة والرحمة والمحنة ماذنبه وفي ظروف صعبة ومرة ومؤلمة يفقد أهم أركانه وأعمدته، حسبنا الله ونعم الوكيل، أحبائي علي، جواد، جود، ريان، ونواف لكم مني العزاء الخالص وأسأل الله لكم الصبر والسلوان. أخي الغائب الحاضر، رحمك الله، اسكنك في قبرك مرتاحاً فأنت شهيد الواجب، نسأل الله أن يكون قبرك روضة من رياض الجنة، وأهنأ بقبرك فهذا يومك وهذا أمر الله، أما ضعاف النفوس، واصحاب الفكر المنحرف الضال فلهم يوم قريب وبعون الله ثم بقيادة ولاة الأمر، سيطهر بلدنا من كل هؤلاء وسنسعد بالأمن والأمان ولن يتغير الحال ولن يؤثر مثل هؤلاء الخارجين على القانون لن يؤثروا على أمن هذا البلد وأطمئن ايها الحبيب الراحل فكلنا ندعو لك. فلا تخف عملك الطيب سينفعك فلن ينساك ايها المتسامح الكريم من وصلت إليه يدك الكريمة وسماحتك العظيمة، نسأل الله ان يتغمدك بواسع رحمته انه ولي ذلك ، ونسأله سبحانه أن يرزقك الجنة ويرزقنا الصبر والسلوان.