قتلوك يا وجدان.. وقتلوك يا محمد الدرة.. طفلان بريئان اغتالتهما يد الغدر والإرهاب.. فمحمد الدرة.. الطفل الفلسطيني اغتالته عصابات بني صهيون التي لايهمها من تقتل.. إن كانوا رجالاً أو نساءً أو حتى أطفالاً.. فليس للصهاينة ما يمنعهم من اغتيال براءة الأطفال وأصوات البلابل.. ووجدان.. الطفلة السعودية.. كانت تطعم الحمام.. تمارس هوايتها الإنسانية كعادتها كل يوم.. وامتدت يد الإرهاب والإرهابيين في تفجير (الوشم) في مدينة الرياض وسقطت وجدان شهيدة ودفنت مع طيورها (الحمام) تحت أركام المبنى.. كانت وجدان تمرح وتلعب بروح طفلة صغيرة لاتعرف شيئاً عن الإرهاب إلا أنها رحلت.. ودفنت بأيدي الغدر والخيانة في حادثة تفجير الوشم. وكما بكى العالم العربي والإسلامي شهيد فلسطين الطفل محمد الدرة.. نحن أيضاً بكينا وجدان.. شهيدة السعودية.. ولو أن المثل لا يعترف بالدموع.. فمن فات مات.. والموت حق على الجميع.. وقد تفاعلت وسائل الإعلام السعودية والخليجية والعربية والدولية باستشهاد الطفلين.. محمد الدرة ووجدان فعرضت القنوات التليفزيونية مشاهد مؤلمة عن الحدثين.. وأذاعت الإذاعات تقارير مختلفة عن استشهادهما ونشرت الصحف والمجلات المواضيع والقصائد والمقالات والتحقيقات السياسية والاجتماعية عن الشهيدين وبالرغم من مرور مدة طويلة على استشهاد الطفل محمد الدرة.. إلا أن اسمه لايزال يتردد بين الحين والآخر.. إلا أن الشهيدة وجدان.. صورتها أمام أعيننا واسمها في قلوبنا وعقولنا فلابد إذاً أن ننقل ما تتناقله بعض الصحف والمجلات عن شهيدتنا وشهيدة الدين والوطن وجدان. ففي إحدى الصحف المحلية رسالة موجهة من أطفال السعودية إلى والدة وجدان تقول الرسالة: اصبري يا والدة وجدان فإن ابنتك عصفورة في الجنة وقصيدة أخرى تصف وجدان بالقول: وجدان.. وجدان الوطن ماتفرقنا المحن نقف وراء عز الوطن طفل صغير شيخ كبير وجدان أنت على صدر الرياض وشم منقوش على صفحة بياض وفي صحيفة أخرى التي تساءلت: ما الفرق بين (محمد الدرة) في فلسطين.. و(وجدان) في الرياض؟.. لا فرق الأول مات شهيداً على يد جنود الاحتلال.. ووجدان ماتت شهيدة أيضاً ولكن على أيدي أعداء الشعب والوطن.. وتكمل الصحيفة: (الأول مات في حضن ابيه أمام انظار العالم.. والثانية ماتت وهي تطعم حماماتها.. بريئة طاهرة). وعلى صفحات إحدى الصحف الخليجية نشر هذا المقال تحت عنوان (وجدان).. يقول المقال: مَنْ مِنَّا حتى الآن يمكنه أن ينسى منظر الطفل الفلسطيني محمد الدرة ورصاصات الغدر الصهيوني تغتاله وتقطع جسده علناً على الهواء سجلته كاميرات التلفاز بينما والده يستصرخ العالم ويلوح بيديه للجنود الصهاينة بإيقاف إطلاق النار.. واليوم في الرياض تعود النقمة بشكل أعمق على إرهاب من نوع لا يقل قساوة من إرهاب الصهاينة.. إنه إرهاب من يدعي الإسلام.. والإسلام بريء منه.. إنهم يدينون بديننا.. ويتحدثون لغتنا ويحملون جنسيتنا.. إلا أنهم إرهابيون قتلة.. اغتالوا براءة الطفلة السعودية.. وجدان. وتقودني هذه الجرائم والاغتيالات إلى قصيدة للشاعر الراحل نزار قباني حينما اغتالت يد الإرهاب في بيروت زوجته وحبيبته بلقيس الذي قال فيها: بلقيس.. كانت أجمل الملكات في تاريخ بابل بلقيس.. كانت أطول النخلات في أرض العراق كانت إذا تمشي.. ترافقها طواويس وتتبعها أيائل بلقيس.. ياوجعي.. وياوجع القصيدة حين تلمسها الأنامل هل يا ترى من بعد شعرك سوف ترتفع السنابل؟ تحية إلى محمد الدرة.. ووجدان وإلى كل شهيد على كل أرض. والموت للإرهاب والإرهابيين.