يقوم المؤرخون برصد الاحداث على مر الزمن ومنهم تستقي الأجيال التي تلي عصورهم.. تلك الأحداث لتفي أغراض دراساتهم وبحوثهم ليكونوا مصدرا آخر للأجيال التي تليهم ولم يتوانى الجيولوجيون ومختصو الآثار في التوغل لمعرفة طبيعة الأرض والحياة التي كانت فيها. والمعلومة مهمة مهما كان نوعها لتشحذ الهمم في البحث والتقصي للوصول إلى الحقيقة في حقبة الزمن والتاريخ.. ولقد سعدت بوجود أحد أبناء عشيرة سدير من الجيل الجديد له ميول لمثل تلك المعرفة لتقصي حقائق الزمن مع ما يعاني منه من قلة المصادر المتوفرة والوثائق الدالة، والمعلومات المستقاة من أناس أمناء على الكلمة ليتم ايصالها مع حقائقها لمن يريدها. وفي هذا البحث المتواضع أورد لك أيها القارئ الكريم التالي على ما كتبه عبدالعزيز بن محمد بن دريس في جريدة (الجزيرة) حيث كتب مقالاً مطولاً، وعجبت من سرده لمقولته فكأنما صدق الكلمة والتجرد في دواعيها هو الصادق فيه وان توثيقه هو الصحيح والأكمل على الآخرين وعلى ما كتبتُ حول ديرتي عشيرة سدير في المجلة الثقافية الملحقة العدد (41 - ص20 بتاريخ 6-11- 1424ه) فابن دريس.. استخدم عبارة (مدينة عشيرة).. فهي ليست مدينة بالمعنى المتكامل للمدن فيفضل استخدام عبارة بلدة (عشيرة سدير).. وعشيرة سُمّيت بذلك نسبة إلى كثرة شجر العَشَّرْ على وادي أبا المياه الواسع الطويل أو كما ورد في بعض المصادر نسبة إلى (عَشِيرة آل غزي) من (آل فضول) وسدير كما ذكر الدكتور إبراهيم الأحيدب في كتابه عن مدينة جلاجل سميت بسدير نسبة إلى سدير بن عبدالرحمن بن عبدالوهاب بن غانم بن صقر الذي أرسله والده للسيطرة على المنطقة واستقر في (وادي الفقي) وتغلب على القبائل الموجودة به وسمي الوادي باسمه (شعيب الدوسري) سدير. فابن دريس معه وثيقة ان صحت فهي في القرن الحادي عشر كما ذكر ولقد استنتج مخطئا فيما أورد بعدم تواجد (بني لام) آل فضول وآل كثير وآل مغيرة في وسط نجد في القرن الثامن.. وما قبله وما بعده فاليه أورد التالي لعله يعي تاريخ نجد جيداً.. أولاً: قبيلة: طيء ومنهم بنو لام (آل فضول، آل مغيرة، آل كثير) كانت مساكنهم في العارض وهي عالية نجد وأسافل نجد والأحساءوحائل وبالرجوع إلى علماء نجد خلال ستة قرون كانت مساكن طيء في حائل وأبناء عمومتهم في العارض والوشم وسدير. 1- ذكر الأستاذ راشد بن حمدان الأحيوي المسعودي نقلا عن ما ذكر ابن الاثير (غزية) قبيلة كثيرة العدد تنزل أرض نجد.. وقال في حوادث سنة (517ه) غزية من عرب نجد ومن أشهر قبائل غزية والتي كانت تستوطن منطقة جنوبي بلاد نجد واليمامة وعالية نجد عامة قبائل (آل فضول، آل كثير، آل مغيرة) مجلة العرب (ج9، 10 - ص486 - 489 عام 1423ه). 2- ذكر الأستاذ فايز بن موسى البدراني الحربي في أخبار القبائل في نجد عام (850 - 1200ه). أ- عام (851ه) وقعة بين آل مغيرة وآل فضول.. في سدير. ب- عام (856ه) وقعة بين آل مغيرة وعنزة.. في سدير. ج- عام (951ه) وقعة بين آل مغيرة والدواسر وآل فضول في سدير. د- عام (986ه) عين الشريف حسن بن أبي نمي محمد الفضلي أميراً على معكال بالرياض. ولمزيد من المعلومات راجع جمهرة الأنساب للعلامة حمد الجاسر (ص897، 898) حيال سيطرة (آل نبهان) على وسط نجد للفترة المذكورة أعلاه. 3- قال الشاعر عودة عبدالعزيز آل عودة آل فضلي: يا ناشد عنا حن فضولات غزي لنا جدًّ وفضل ولام وحن بنجد أصلنا في القديمات وملهم وطنا من عصور قدام صارت لنا رغبة الشأن الزراعات نخيل حلوات التمر والطعام ورد ذكر ملهم: بلدة قديمة ل(آل فضول) وبجانبها حصاة أبو ريشة مدينة حريملا (وتبعدان حوالي 80كم شمال غرب الرياض) حيث كانت حريملاء قديما ل(آل أبو ريشة) من آل ربيعة من طيء وللتنويه فإن جبال العرمة بالعارض تسمى (عرمة آل فضول) راجع (جمهرة الأنساب للعلامة حمد الجاسر ص791). 4- ذكر الأستاذ فرحان أحمد بن سعيد في كتابه (آل ربيعة): (آل غزي) من آل فضول من طيء وهم بنجد. أ- عام (630ه) كانوا ملوك البر في الشام والعراق وبرية نجد وسادت الناس ومعركة عين جالوت أكبر برهان. ب- عام (851ه) مناخ بين آل فضول وآل مغيرة على مبايض (بالقرب من سدير). ج- عام (855ه) مناخ بين الجبري والفضول في حفر العتك (العتش) السدير د- عام (894ه) عنزة يأخذون قافلة لآل فضول في سدير. فمبايض والعتش قريتان من عشيرة سدير. 5- ومن الأحداث الأخرى: أ- سنة (850ه) أصبح ابن غرير آل مغيرة من بني لام على حائر المجمعة. ب- سنة (856ه) قتل رئيس آل مغيرة لاهم بن مدلج الخياري. ج- سنة(857) كانت رئاسة آل فضول في آل غزي في سدير. د- سنة (888ه) استولى آل مغيرة على قافلة لقبيلة آل عنوز في سدير. سنة (1105ه) حجر (آل كثير) عبيدالله الغرير في العطار من قرى سدير. 6- نشرت جريدة (الجزيرة) الغراء في عددها (3332) وتاريخ 20-12-1401ه. للعلامة الشيخ حمد الجاسر- رحمه الله -ردا على عبدالله عبدالرحمن بن تميم.. (آل مغيرة) من آل فضول من قبيلة طيء وذكر قوتهم في نجد وبأن لهم صولات وجولات سنة (850 - 1098ه) حيث صبحهم محمد بن غرير على حائر المجمعة. أ- سنة (1015ه) الشيخ علي بن جعفر الفضلي قاضيا في أوشيقر. ب- سنة (1063ه) سار الشريف محمد الحراث إلى نجد ونازل آل مغيرة على عقربا عند الجبيلة بالقرب من الرياض وقتل غانم بن جاسر رئيس (آل فضول). ج- سنة (1047ه) قدمت قافلة لجساس رئيس آل كثير إلى سدير. د- سنة (1081ه) طلعت حمولة آل مساعيد وآل قوامين من آل غصون من عشيرة سدير إلى قرب قطر ثم إلى جنوبالعراق. ه- سنة (1081ه) أخذ براك بن غرير آل نبهان من (الكثير) على بلد سدوس. و- سنة (1085ه) حدرت بعض من قبائل آل فضول من نجد إلى الشرق. ذكر ذلك المؤرخ آل حنقور والذي قال في سنة (1085ه) سنة جرمان.. وهي سنة قحط شديد حدّرت آل فضول إلى الشرق وتاريخ المؤرخ آل منقور هو الأقرب كتاريخ لسدير من تاريخ المؤرخ ابن بسام مع تقارب المؤرخ آل منقور لفترة الزمن الذي حدث فيه الحدث من المؤرخ ابن بسام والذي كان مرجعا لابن دريس في مقالته وبدون الرجوع للمصادر الأخرى. ز- سنة (1099ه) استولى عبدالله بن معمر على بلدة العمارية وقتل رئيس آل كثير جساس واخيه شهيل بن غنام من آل كثير. ح- سنة (1099ه) حاصرت قبيلة عنزة بلدة عشيرة سدير وحوصر ابن جاسر في عشيرة. ط-سنة (1121ه) مات آل منشرح شيخ الفضول من آل غزي ومنهم آل صلال من الدهاميل وكلنا يعرف انه فتح طريق من سدير إلى الكويت بقوة من البشر والدواب وموجود اثره إلى الآن ومعروف للجميع. ي- سنة (1111ه) غزا الامام عبدالعزيز بن محمد بن سعود قرى سدير ووعدهم بالأمان. ك- سنة (1243ه)قتل هادي بن مذود رئيس آل كثير.كانت ابنته زوجة للامام تركي بن عبد الله آل سعود رحمهما الله. ل-سنة (1230ه) ذكر ابن بسام ان ناصر بن برخيل من رؤساء عشيرة سدير. م- سنة (1408ه) توفي صلال بن عويد آل مجيول من أهالي عشيرة من آل صلال من الدهاميل من آل غزي من آل فضول. 7- ذكر ابن فضل العمري في كتابه المسالك والأبصار والقلقشندي في كتابه القلايد والجمان في القرن الثامن بلدة (عشيرة سدير). ومن هذا تبين قدم بلدة عشيرة سدير وينافي ما جاء في الوثيقة المؤرخة بتاريخ (1079ه) حيث حدد ابن دريس ان تاريخها منتصف القرن الحادي عشر. وربط ذلك بأول بئر حفرت في عشيرة سدير وهي الموفية أو بإمارة محمد بن ناصر بن حمد آل عشري حيث توفي سنة (1239ه) وان قدوم مانع التميمي من الشارخية بالقرب من بلدة الجنيفي بسدير إلى عشيرة سدير قبل (500) سنة.. من هنا فاسم عشيرة كان موجودا عند قدوم مانع التميمي وبعملية حسابية بسيطة نحن الآن في عام 1425ه - 500 سنة = (925ه). إذن سنة (925ه) توافق ما ذكر في فقرة (1) وفقرة (2) وفقرة (4) وفقرة (6) وفقرة (7) بوجود آل فضول في عشيرة سدير ونجد وعدم وجود مانع التميمي في عشيرة سدير حتى عام (1079ه) أي قبل طلوع حمولة (أسرة) آل مساعيد وآل قوامين من عشيرة وهذا يثبت بأنه سمح له من قبلهم بحفر بئر الموفية كما ذكرت في مقالتي السابقة فكيف يكون لرجل عليه ديون ولم يكن ميسور الحال بحيث يستطيع شراء موقع البئر أو دفع تكاليف أعمار بلدة بأكملها حيث كان يستظل تحت شجيرة لوحده يتفادى حرارة الشمس الشديدة ولم تحدث تلك المعجزة إلا لسيدنا إبراهيم عليه السلام حيث أسكن زوجته وابنه بواد غير ذي زرع.. كما ان القادم من عودة سدير هو هميلان التميمي وربما يكون هو مانع العتيبي. ثم ان الأستاذ الفهد أورد تلك المقولة بكلمة تقال ويقال تحتاج إلى توثيق ولا تعني التشبث بتلك المعلومة لاثبات مستند غير صحيح. ولكن المعروف ان أهالي عشيرة سدير بالفزعات على مر التاريخ للمحتاج والمسكين وتوجد شواهد تاريخية لتلك الفزعات أي (النصرة أو المدد). فهذه اسطورة ورواية لقدوم مانع من الشارخية وهي ليست ببعيدة عن عودة سدير. 8- ذكر الأستاذ فهد بن عبدالعزيز الجعد ان الشيخ سعد بن محمد آل صالح من أهالي عشيرة سدير أخبره بوجود وثيقة لديهم بأن (الشبيرمة) بعشيرة سدير اشتروها من آل حافض من آل فضول. كما توجد وثيقة بأن (الوَدي) باعه راشد البويدي من آل فضول مع الذين يملكونه في الوقت الحالي.. علماً ان جميع زروع ونخيل عشيرة سدير تؤول الوثائق مع من هي معه الآن إلى ملكية (آل فضول ما عدا نخيل الضبيبية.. فكان أول من غرسها فارس بن هادي المطيري) من الدوشان. كما ان وضيمة العجرمية وهباياها (ابارها) تعود إلى قبيلة (آل عجرم) وهي قبيلة (فضلية) في عشيرة سدير وكذلك فيد القويماني وفيد آل حامض وفيد بن عيسى (أن آل عيسى من آل فضول) كما أورد الأستاذ أحمد بن سعيد في كتابه (آل ربيعة) من طيء. 9- ذكر محمد بن مزعل العشري بقوله (العشري بعضهم يحمل هذا الاسم وليس صحيحا عنهم بأنهم آل عشيرة من العشري) مجلة العرب س 32 ص714 سنة 1418ه. 10 - ذكر الأستاذ عبدالهادي بن سفر الكمالي.. وأسرد مراجعه إلى (15) مرجعاً.. بني لام (آل فضول - آل مغيرة - آل كثير) كانت مساكنهم في الجزيرة العربية في العارض والزلفي وحزما والأحساء سنة (857ه) ولهم زعامة وبعد هذه الزعامة لبني لام وقبائلها في الحجاز ونجد دالت عليهم الدول فتشتتوا في أنحاء الجزيرة وان كان بقي لبعض القبائل المتفرعة منهم ذكر وسيطرة (كالفضول والظفير وكذا بني خالد). وهذا ينفي ما ذكره ابن دريس من ان من بقي من آل فضول تعلق بالعربان. حيث توجد أسر كريمة وذات شأن في كل من الأفلاج، جلهم، القرنية، الأحساء، العمارية، سدير، القصيم، الشعراء، ضرية وكلها أسر متحضرة. وأما عن علاقة آل جاسر بعشيرة سدير فإن الحامض سكان عشيرة هم من عقب الجاسر شيوخ آل غزي وهم ملاكها الأصليون وأن أسرة آل سهو أهل عشيرة سدير هم من (آل حنافا) و(آل مضحي) أهل عشيرة سدير من (آل كثران) وآل (مريسي) أهل خطامة سدير وفي البحرين هم من آل مغيرة.. وهم من بني لام. كما ذكر في الفقرة (1) و(4) و(7) وفي ذكر ابن عباد في أحداث (1100) حصار ابن جاسر من الفضول وحيث ذكر ابن دريس.. ان باب الحتافا بعشيرة يعود إلى أسرة كانت موجودة في عشيرة سدير قديماً وانقطع ذكرهم وهذا ينافي مع ما ذكر ابن دريس ويثبت أن أبواب عشيرة سميت بأسماء أسرها (آل فضيلة) التي كانت فيها ومازال البعض متواجدا فيها ولم ينقطع ذكرهم كما قال. ثانياً: أسر أهالي عشيرة سدير: آل سهو، آل برخيل، آل سند, آل نفجان، آل عويد، آل صلال، القويماني، آل مجبول، آل فهد، آل بويدي، آل هديب، آل دريس، آل مانع، آل نوفل، آل عثمان، آل فلاح، آل حبيش، آل بوحيمد، آل ماضي، آل مزاريع، آل صالح، آل موسى، آل هلالي، الجاسر، آل عبدالله، آل ثامر، آل خميس، آل مغيصب، آل دخيل، آل شايقي، آل عليان، آل عليان، آل فريج، آل رشيد، آل خراجا، آل مريدي، آل عبيد، آل شلهوب، آل دخيل، آل مسلم، عليه فلا غرابة في قوم إذا دب الخلاف بينهم بأن يأمروا من ليس فيهم تفادياً للنزاع والضغينة فهذا حل جميل لأولي الألباب فتأمر ضباح السبيعي لمدة أربع سنوات وتوجد وثائق مكتوبة باسم ولده محمد بن ضباح، وبعد امارة محمد بن صالح واستمرت لمدة (40) سنة تولاها ابنه عبدالعزيز لأكثر من (18) سنة ثم سعد آل فلاح لأكثر من (18) سنة رحمهم الله جميعا فلقد رأيت عبدالعزيز آل صالح فكان رجلاً كريماً وخيراً محباً للخير ولجماعته وذريته فيهم الخير الكثير. وتكرر الخلاف فيما بين أهل (عشيرة سدير) في الإمارة فرأت الحكومة الرشيدة ارسال منصوبين من قبلها هم: 1- سائر العنزي، 2- منديل الدوسري 3- وابن ربيعان ومثل هذه الحالة موجودة في النواحي والبلدات الأخرى. عليه فإن الإمارة تكون بالتراضي وأهل البلدة يختارون من يرون من جماعتهم مثلما اختاروا عشري بن حسين وعبدالله بن ناصر، وغيرهم. وذكر ابن دريس (وليس كل مورد ما يرد له يكون ملكا له وان آل فضول بادية والبادية لا تعمر بلدان؟! فلقد نسي ابن دريس أن: - الشمري قبل 7 قرون عمر بلدة المجمعة مع وجود بادية لشمر الآن. - الشعراء مورد ماء لبني نمير عمرها (آل مغيرة) وسكنوا فيها وشيخهم عجل بن حنيتم من (آل مغيرة) اللامية آل فضلية. كما ان للبوادي والبادية دور كبير في الانماء الحضاري في عهد الدولة السعودية وما قبلها. وآل فضول وغيرهم لهم بادية وحاضرة في نجد والعراق والشام مثلهم مثل القبائل الكبيرة وذات السيادة على مناطق واسعة في الجزيرة العربية. ثالثاً: قبيلة تميم: قبيلة عريقة ذات سيادة ولها في القلب ولهة وولعة وانني أجل أسمى التقدير والاحترام لجميع منسوبي هذه القبيلة العظيمة وبمعرفتي المتواضعة مما قرأت أورد التالي: 1- كانت قبيلة تميم تسكن أرض العروض والتي فيها مورد ماء نطاع وهي ركية عذبة وغزيرة (بئر) ونطاع قرية تقع (50) ميلا من نهاية خليج المسلمية وعلى بعد (140)كم جنوب شرق الكويت وعلى بعد (360) ميلا شمال غرب من الهفوف، حيث كانت تلك الأرض ل(ربيعة) قبل ان تستولي عليها تميم في عهد الهمداني ويطلق عليها بادية البصرة (الطريق إلى المدائن ص42 - 43). وقال شاعرهم: ورئيس يوم نطاع صعصة الذي حيناً يضْرُ وكان حيناً ينفْعُ 2- أرسل الخليفة ابو بكر الصديق للقائد خالد بن الوليد رضي الله عنهما في زحف خالد من الشام إلى الحيرة بجعل طيئا عليها عدي بن حاتم في الميسرة.. وان اليمامة المقصودة في كتاب أبوبكر هي اليمامة الواقعة بين الكوفة والبصرةبالعراق حيث وقعت فيها موقعة (ذي قار) ضد بني تميم والتي أمر بها خالد بن الوليد باحضار بني الاعرج وبني الحارث من تميم واسكنهم في هدار ومحرقة من بلدان حنيفة وبعد ذلك زحف البقية من أرض العروض إلى أرض طيء بقفار بحائل وبعضهم إلى وسط نجد والحوطة بالوادي. 3- كان تواجد بعضهم من تميم في سدير يعود الفضل في ذلك إلى رميزان بن غشام من آل بوسعيد من تميم وخاله جبر بن سيار آل خالدي (ساكن بلد القصب). حيث ولاه الشريف (فهد بن محسن) أمير مكة سنة 1057 على روضة سدير وكلنا يعرف قصة الشريف عندما سأل رميزان في اجتماع الحج السنوي: بيشن يا رميزان - أي وش عندك - فرد رميزان بالنكد يا سيدي. وعندما اعطاه ما اراده من رجال ومؤن ومال، سأله الشريف في السنة الأخرى فرد رميزان بالصفا والعسل يا سيدي.. والرجال كانوا جنودا أتراكا وكلنا نعرف مصيرهم. وبقي رميزان إلى ان أخرجه أحمد بن عبدالله بن معمر من أم حمار المعروفة في أسفل بلدة الحوطة بسدير وقتل رميزان بن غشام سنة (1079ه). وقصيدة رميزان: حكرنا لها وادي سدير غصيبه بسيوفنا اللي مرهفات حدودها لاصدر اللامي والاجناب وردوا على عيلم بالقيض يكثر ورودها ومعنى لاصدر: تعني انتهى شرب قبيلتهم وخيلهم وابلهم والمقصود بعد انتهاء بني لام من كفايتهم من الماء لذا يسمح للآخرين باستخدام ما تبقى من الماء. وقصيدة رميزان تثبت وجود بني لام (الفضول، آل كثير، آل مغيرة) في سدير وتميم وطيء قبيلتان عربيتان مسلمتان تجمعهما أواصر المحبة والنسب، كما ان التميميين سكنوا مع الطائيين في أرض قفار الطائية وان الشريفات ويعرفون ب(المناع) من تميم انضموا مع قبيلة (آل غزي، آل فضلية) في سدير وبعشيرة سدير. وذكر ابن دريس ان الفقي بسدير ل(آل حماد).. ولم يكمل ما ذكره العلامة الشيخ حمد بن جاسر.. عن جلاء (آل حماد) إلى جبال طيء واتضح من مقالة ابن دريس السابقة رجوعه إلى أحد المصادر وهو كتاب (خزانة التواريخ النجدية) وهذا الكتاب عبارة عن نسخة مسروقة من كتاب لم يوزع وبه أخطاء كثيرة وقبل ان يصحح مما جعله مصدرا غير موثوق فيه. أما عن التعليم في عشيرة سدير كما ذكر ابن دريس بأنه فيها منذ قرون فهذا يثبت قدم (عشيرة سدير) ولكان أهلها جميعا يعرفون القراءة والكتابة ولكن الفضل لله ثم للملك عبدالعزيز - رحمه الله - ومن بعده أبناؤه في فتح المدارس النظامية.علماً انه لا توجد مؤسسات تعليمية آنذاك كما ذكر ابن دريس، حيث تعلم حوالي 2% من سكان عشيرة سدير على يد الكتاتيب في مدينة الرياض في ذلك الوقت.ذكر الشيخ سعود العجاجي: كان يوجد في مدينة الرياض 3 كتاتيب عام (1360ه) يعلمون الناس في الديرة بوسط الرياض بتوجيه من الملك عبدالعزيز - رحمه الله -. استغرب ابن دريس باستخدام كلمة مطوع كيف تطلق على من يصلي بالجماعة ويفضل استخدام كلمة إمام جامع.. فيبدو على ابن دريس انه لا يطلع على الكتب فكلمة مطوع كانت هي المستخدمة آنذاك وكلمة إمام تطلق على من يحكم الرعية والشيخ تطلق على من يعمل في القضاء. حيث أرسل محمد بن غرير قائد الاحساء والقطيف لسليمان بن عثمان بن حمد بن معمر كتاب سنة (1135ه) ان هذا المطوع.... يقصد الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - وهنا يجدر بي ذكر حادثة عندما تولى الشيخ عبدالله العنقري القضاء في سدير وكان مقره المجمعة.. وأراد ان يغير المطاوعة في قرى سدير بنقلهم من قرية إلى أخرى وذهب مجموعة من أهالي عشيرة سدير إليه وطلبوا عدم تغيير المطوع ابن مغيصب من عشيرة فاعترض الشيخ عليهم. وقال أحدهم (ان كان لنا نظر في الصلاة ما نبي غير المطوع ابن مغيصب) فإن هذه العبارة ان كانت لا تعني بشيء الا بمحبتهم للمطوع ابن مغيصب رحمه الله. ذكر الشيخ سالم بن محمد (الحميد) من أهالي الشعراء انه شاهد الوعول في الجبال المحيطة ببلدة الشعراء منذ ما يقارب (40 - 50) سنة مضت كما شاهدت وشاهد غيري الغزلان في جبل خزة وجبال (الرأس) المحيطة بعشيرة سدير منذ ما يقارب ال(40) سنة مضت. أما عن ما ذكر بأن القادة الغازيين يذلون أهل البلد بطمر الآبار أقول بل ويتعداه إلى حرق النخيل واتلاف الزروع وإلى سبي النساء والأولاد إلا في حالة السلم والمسالمة فكانت الحكمة في عدم مواجهة جيش الشريف زيد وجنح أهالي عشيرة إلى السلم معه وابقى الشريف حامية عسكرية له في عشيرة سدير ودخل وبقية جيشه إلى قرى سدير وقدم وآخر فيها ولرغبة أهالي عشيرة ببعد الحامية عن البلدة حفروا البئر المسماة (السالمية) لهم وكان موقعها أيضاً هو الذي جرى فيه السلم بينهم وبينه.. والحديث عن الغزاة فلقد ذكر ان في إحدى غزوات خورشيد لبلدان سدير انه مر بإحدى القرى ولم يجد أهلها إلا شخصا كان به لوثة في عقله (يصدر) في إحدى المزارع فسأل: أين أهل هذه البلدة فقال هربوا منك فقال لماذا لم تهرب معهم فقال الرجل المسكين انني كنت اسمع صوت الطوب (المدفع) فكأنما هو صوت رعد وكنت.. البي ربي لينزل المطر فلما فرغ ذلك القائد في التزود من مياه بئره أمر أحد رجاله بأن يجعل حبال الصَدْر الذي يحمل (غروب الماء) فيه وعندما قاربت (الغروب) (دلو الماء) قريبة من الخروج من البئر تركوا ذلك الرجل مربوطا بها فسحبته إلى ان ضَرَبَ رأسُه في محال البئر (السواني) فتوفي ذلك المسكين على الفور وذكر لي مصدر آخر انها حدثت في حملة موسى كاشف سنة (1237ه) مع 80 فارساً على المجمعة وسدير.. وأنا أرجح الاحتمال الثاني لتزامن هذا التاريخ مع تواجد أسرة ذلك المسكين في تلك القرية. وأما عن تنقل القادة في عدة أمكنة في أملاكه وأرضه التي تقع تحت سيطرته من أجل التكتيك والمناورة الحربية فهذا أمر طبيعي للكر والفر. وأما عن وجود الخدمات في عشيرة سدير فهي متوفرة وبلدة عشيرة سدير ترتبط إداريا بمدينة (حوطة سدير) والتي تزودها بالخدمات البلدية والتعليمية والهاتفية والصحية والبريدية.. وتوجد عدة مشاريع ستتم لبلدة عشيرة في القريب العاجل تحت توجيهات أولي الأمر في ذلك حفظهم الله من كل مكروه. رابعاً: متناقضات أخرى لابن دريس: أ- نسب ابن دريس القصيدة التي مطلعها (يا رأس ياللي قام يضربه الدجر) إلى أبيه والصحيح انها لابن ناصر من كبار أسر عشيرة سدير. ب- ذكر ابن دريس مزارع آل بوحيمد والناصر والدريس على وادي (الودي) ولم يذكر المزارع الأخرى مثل مزرعة آل فهد (سلام) ولم يتحدث عن أصل ملكيات تلك المزارع لأهلها السابقين (فيد آل مجيول) و(فيد البويدي) و(فيد القويماني).. وهي أسرة فضلية كانت تملك تلك المزارع في السابق. ج- اختلط الأمر على ابن دريس حينما ذكر وجود المطوع عبدالعزيز بن صالح بن مغيصيب وعبدالعزيز بن إبراهيم بن مغيصيب والصحيح انهما شخص واحد وهو المطوع عبدالعزيز بن إبراهيم بن صالح بن مغيصيب- رحمه الله. د- لم يتحدث ابن دريس عن بقية مزارع أهالي عشيرة سدير فهو ينوه عن المزارع والقصور التي تخصه فقط ولم يراع بقية أسر أهالي عشيرة سدير في الأملاك في بلدتهم وهذا وهم جلي في مقاله السابق ولم يتحر كثيرا في تعقيبه ويبدو ان ذلك نتيجة حداثة سنه وخبرته.. والقصر الذي أورده ونسبه إليه هو قصر مبارك الدعيليج حسب الوثائق وحسب رواية كبار السن. وفي الختام: أتعشم أن أكون قد أوصلت ما قرأته وتعلمته وفهمته للقراء الكرام.. وسأترك بقية الحوار حول هذا الموضوع لغيري وهنا اتذكر مقولة لأحد الشعراء: نحن وراث هداة للبشر نحن عند الحق سر مدخر ولا تزال الشمس تبدي نورنا علمنا فيه يروق وسنا انت نشٌ وكلامي شعل على شدوي مضرم فيك حريقا اللهم وفقنا فيما سعينا إليه واهدنا واصلح نياتنا وذرياتنا اللهم صلِّ على محمد. عبدالعزيز بن ناصر بن سند السند من أهالي عشيرة سدير ص.ب (50273) الرياض (11523) المصادر: 1- مواطن الشعوب - محمود شاكر 2- مجلة العرب وجمهرة الأنساب للعلامة حمد الجاسر 3- مخلاة المكاتب كشكول القارئ - محمد زيدان 4- تفسير ابن كثير 5- تاريخ ابن بشر وابن عيسى وآل منقور والفاخري 6- كتاب جلاجل للدكتور ابراهيم الاحيدب 7- صحيح الاخبار لابن بليهد ج ص128 8- آل ربيعة الطائيون - فرحان سعيد 9- بحث سعود محمد الغريب عن ضرية بالقصيم 10- سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب 11- كتاب المنطلق - محمد احمد المراشد 12- المستظرف في كل فن مستطرف- اللابشيهي 13- قبيلة آل فضول اللامية - كاظم علي شكر 14- اخبار القبائل في نجد - فايز البدراني 15- كتاب الشيخ حمد الحقيل (كنز الأنساب) 16- كتاب المسالك والابصار - فضل العمري 17- كتاب القلائد والجمان - القلقشندي 18- الشيخ محمد بن لعبون 19- وثائق ومكاتيب لبعض من أهالي عشيرة 20- جريدة الجزيرة الغراء العدد (3332) 20-12- 1401ه للعلامة حمد الجاسر ردا على الاستاذ عبدالله بن عبدالرحمن بن تميم 21- الطريق إلى المدائن - أحمد عادل كمال 22- أنساب العرب - سمير القطب 23- المنتخب في ذكر قبائل العرب - عبدالرحمن المقيري 24- المعجم الجغرافي - سعد بن جنديل ص795 25- وثائق ومذكرات وتسجيلات صوتية لكبار السن من أهالي عشيرة سدير بلدة (عشيرة سدير) ومزارعها 1- مسجد عشيرة 2- دار الجماعة 3- مدرسة عشيرة القديمة 4- باب السليل 5- باب الخنافا 6- باب الحوش 7- مقبرة عشيرة 8- المرقب 9- مدرسة عشيرة (مستأجرة) 10- مستوصف عشيرة (مستأجر) 11- رجم عشيرة 12- وادي أبا المياه (كبش لرد لطم الماء عن اليابسة) 13- مربع (1)