الروضة من البقل والعشب والجمع روض ورياض صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها والروض نحو من نصف القرية ماء وفي الحوض روضة من ماء إذا غطى أسفله وأنشد أبوعمرو (الرجز): - (وروضة سقيت منها نضوتي) ورضت المهر أروضة رياضاً ورياضةً فهو مَروُضُ وناقة مَروَضَةُ والروضة (غالباً) ما استقر بها سيل الوادي واحتجزته جميعه وانبثت بها الأشجار السدر والطلح وأحياناً التنضب واختصت بنباتها وأشجارها الخاصة ذكرها الحسن بن عبدالله الأصفهاني والذي قدر السيوطي وفاته سنة 310ه في كتابة (بلاد العرب) وهو يعدد مساكن العنبر بقوله: ثم بطن الحريم وهو واد لبلعنبر بالفقء ثم زلفة وهي لهم أيضاً ولهم جلاجل ومعزل ثم الروضة وهي لبلعنبر أيضاً، فذكرها ولم ينسبها وذلك قبل نزول (الحازمي) وجماعته بني (عائذ) عليها وبعتها وتسميتها عليه وكذلك لم يذكر القارة التي سميت عليه قارة الحازمي فقد انتقل جزء من قبيلة (عائذ) الجنبية من عبده من قحطان من اليمن وحلت في نواحي السراة جنوب الجزيرة العربية فاستطونتها ثم انتقل جزء منها إلى نواحي (تثليث) وبعد ذلك انتقلت فرقة منها إلى وادي (القرى) واودي (الفقي) ووادي (سدير) اليوم فاستطونت بعض قراه ومرابعه والمتربع عادة عند العرب المكان جيد النبت وافر المياه فنزل فلان (الحازمي) كبير وعقيد فرقه من بني عائد هذا المتربع وهذه الروضة أو الفيضة وهو مستقر السيول الكبار والتي عرفت فيما بعد بالأربع والطريق وذلك في العقود الأولى من القرن الرابع الهجري. فلما سكنها الحازمي وقومه سماها باسمه (روضة الحازمي). وقد ذكر صاحب كتاب (صفة جزيرة العرب) لسان اليمن الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني المولود سنة 280 والمتوفى على الأرجح سنة 344ه (الروضة) منسوبة إلى الحازمي بقوله: ثم تصعد في بطن (الفقي) فترد (الحائط) حائط بني غُبر قرية عظيمة فيها سوق وكذلك (جماز) سوق في فريقة عظيمة أيضاً ثم تخرج منها إلى (الروضة) روضة الحازمي وبها النخيل وحصن منيع ثم تمضي إلى (قارة الحازمي) وهي دون (قارة العنبر) وأنت في النخيل والزروع والأبار طول ذلك ثم (توم) ثم (أشتي) ثم (الخيس) ثم تنقطع الفقي. وقد ذكر ابن فضل الله العمري كاتب السر في عهد المماليك في مصر ونيابة الشام (700-749ه) في كتابه (مسالك الأبصار في ممالك الأمصار) بني عائذ هؤلاء الذين سكنوا بعض قرى وادي (القرى) (الفقي) وادي سدير اليوم بقوله (عائذ بن سعيد دارهم من حرمة إلى جلاجل والتويم ووادي القرى وليس المعنى بالوادي المقارب للمدينة الشريفة النبوية زادها الله شرفاً ويعرف بالعارض ورماح والحفر وهو يقصد وادي (الفقي) وادي (سدير) اليوم. وحديث بن فضل الله العمري عن بني (عائذ) هو نقل عن (المهمندار) سيف الدولة الحمداني الذي كان مسؤولاً عن الضيافة في عهد الدولة القلاوونية في عهد الممالك في مصر وناية الشام (602-680ه) وهو المستقبل للضيوف الذين يغدون على السلطنة في مصر وكلمة (مهمندار) معناها المستقبل للضيوف والمتصدي لهم، وكلمة (مهمندار) هي كلمة فارسية مكونة من جزءين الجزء الأول مهمن ومعناها ضيف والجزء الثاني دار. كما نقل ابن فضل الله العمري ما أخبره الجد أحمد بن عبدالله الواصل عن وادي (القرى) (الفقي) (سدير) اليوم في كتابه مسالك الأبصار في ممالك الأمصار بقوله: (إلى ما كنت نقلته عن أحمد بن عبدالله الواصل وغيره من مشيخة العرب) وقوله:(وحدثني) أحمد بن عبدالله الواصل: إن بلادهم بلاد خير ذات زرع وماشية بقرى عامره وعيون جاريه ونعم سارحة ولأرضهم بذلك الوادي منعة وحصانة قال وقد كان المظفر بيبرس الجاشنكيز اهتم بقصده واللحاق به والمقام فيه وأن يكون كواحد من أهل مرتزقاً من سوائم الإبل والشاه قال: ثم أثنى رأيه عن ذلك آخر وقت ولوجه إليه وجهه كان أحمد لمنتجعه وادي لعودة إلى صلاح الحال ومرتجعه. فقد أفاد الجد أحمد بن عبدالله الواصل سيف الدولة الحمداني وابن فضل الله العمري عن هذا الوادي وعن بني عائذ وذكر ديارهم وهي حرمه وجلاجل والتويم ووادي القرى (الفقي) (سدير) اليوم فسكن (الحازمي) وقومه هذا المتربع (الروضة) مجاوراً بني العنبر الساكنين في الناحية الشمالية الغربية من روضته قرية منبجس (المنبجس) التي ذكرها ياقوت الحموي المتوفى سنة 626ه بقوله: (فنبجس من نواحي اليمامة قرية لبني العنبر) ممتد سكنه وقومه جهة الشمال عن روضة إلى القارة التي سميت باسمه (قارة الحازمي) وقد وفد بنو (عائذ) إلى وادي (القرى) (الفقي) (سدير) اليوم في العقود الأولى من القرن الرابع الهجري ثم انتقل طائفة منهم من بلدان سدير إلى بلدان الوشم وبقي منهم أسر كريمة في مواطنها الآن في بلدان سدير فقد ذكر ياقوت (574-626ه) في معجمه ما يلي: (وأخبرنا بدوي من أهل تلك البلاد أن الوشم خمس قرى عليها سور واحد من لبن وفيها نخل وزرع لبني عائذ لآل مزيد وقد يتفرع منهم والقرية الجامعة فيها ترامدا وبعدها شقراء وأشيقر وأبو الريش والمحمدية وهي بين العارض والدهناء). وصواب ذلك بأن على كل قرية سور كما أنه لم يذكر مراة وهي من أشهر قرى الوشم كما أن الوشم يقع غرب العارض وليس شرقه. وقد ذكرها باسمها (الروضة) أبو بكر بن بهران الدمشقي المتوفي سنة 1102ه في كتابه (مختصر الجغرافيا الكبير) المعرب بسم (جزيرة العرب في مختصر الجغرافيا الكبير لأبي بكر بن بهرام الدمشقي المتوفى سنة 1102ه) ترجمة عن التركية العثمانية وحققه وعدل عليه د. مسعد بن سويلم الشامان قال: وصف نجد العارض: مواضيع بلاد: (السرين)، وقصبة (العيينة)، و(وملهم)، وقصبة (مقرن)، وقصبة (الضبيعة)، و(الحوضية)، و(الجزعة)، بلاد (الوشم)، (مراة)، (القف)، (العرمة)، (شقراء)، (أوشيقر)، ناحية (الرياض)، (منفوحة)، (قصر معكال)، (بلاد النخلين)، (عودة سدير)، (قارتان)، الروضة)، (التويم)، (جلاجل). و(بلاد النخلين) سميت باسم واد هناك، يسمى أعلاه (جلاجل)، وأسفله النخيل، ويقال لجبله (سدير)، ويسمى أيضاً (طويق). والنخلتين يسمونها أيضاً (عودة سدير). وهذه الناحية مستقلة، ويسمون قصبتها (عودة سدير)، وبها نخيل وزرع وضرع. و(قارتان): تقع في واد، وتبعد عن (النخلتين) بنصف مرحلة، انتهى. فعادت لها التسمية (الروضة) مجردة منذ قرون حتى بداية القرن الثالث عشر الهجري، ثم سميت (روضة سدير) تمييزاً لها. وقوله و(قارتان) يقصد بها (القارة) قارة بني العنبر (صبحاء) و(قارة الحازمي) في الداخله. ومن معالم الروضة: جامع مشرفة: جامع قديم يقع في البلدة القديمة أم فيه الشيخ/ سليمان بن علي بن محمد بن أحمد بن راشد بن بريد بن مشرف الجد الأدنى لشيخ الإسلام المجدد الشيخ/ محمد بن بعدالوهاب والشيخ سليمان ولد في روضة سدير في نهاية القرن الهجري وقد توفي في العينية سنة 1079ه رحمه الله تعالى. وأم فيه كذلك الشيخ/ عبدالرحمن بن عبدالله بن سلطان بن خميس أبا بطين المولود في روضة سدير والمتوفى فيها سنة 1121ه وذلك في الوباء الذي وقع في بلدان سدير رحمه الله تعالى، وكذلك أم فيه حفيدة الشيخ/ عبدالله بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن بابطين. عالم الديار النجدية والمولود في الروضة في 20-12-1194ه والمتوفى في شقراء في 7-5-1282ه رحمه الله تعالى وذلك حينما ضم له الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود قضاء سدير مع قضاء الوشم بعد وفاة قاضي سدير ومقره جلاجل الشيخ/ عبدالله بن سليمان بن عبيد سنة 1241ه فكان يأتي إلى الروضة شهرين ثم يقيم في شقراء شهرين وكذلك أم فيه الشيخ/ حمد بن غنام قاضي الروضة والذي سار مع الأمير عبدالعزيز بن محمد بن سعود لمقابلة الشيخ/ محمد بن عبدالوهاب في الدرعية بعد رجوع الأمير عبدالعزيز من جلاجل سنة 1170ه ثم رجع إلى الروضة على سابق عمله في قضائها وكتابة الوصايا والعقود والوثائق حتى وفاته -رحمه الله تعالى- وقد استلحقه الإمام/ عبدالعزيز بن محمد بن سعود مع من استلحق. من قضاة سدير حيث سار الإمام عبدالعزيز إلى بلد جلاجل سنة 1170ه فنازلوا أهل جلاجل فهزموهم وألجؤوهم إلى دخول بلدهم وإغلاق أبواب بيوتهم عليهم؛ وحين وصل الإمام عبدالعزيز إلى سدير أرسل إلى قضائها وهم: حمد بن غنام وإبراهيم المنقور وابن عضيب.. وطلب منهم أن يرحلوا معه ليقدموا على الشيخ/ محمد بن عبدالوهاب ويقروا عليه ويأخذوا عنه. بعد رجوعه من جلاجل وتوجهه للدرعية في تلك السنة 1170ه. وكذلك أم فيه الشيخ/ محمد بن عبدالله بن عبيد عدة عقود وحتى وفاته في الروضة سنة 1264ه وكان وكيل تمر الصوام في هذا الجامع ومساجد الروضة هو (أبو الحسن) حمد بن عليان عدة عقود منها سنة 1224ه ومن بعده ابنه عبدالله منها سنة 1275ه وقد جدد هذا الجامع عدة مرات منها سنة 1339ه. حكر السبعين: بناه أمير الروضة (رميزان بن غشام التميمي) في النصف الثاني من القرن الحادي عشر الهجري حيث إن رميزان المذكور قتل سنة 1079ه ويقع الحكر في الجهة الجنوبية الغربية من الروضة وهو سلسلة من الحجارة المرصوفة على بعضها وتسعة (كبوش) للحد من سرعة اندفاع السيل وعدد (23) (عرضه) وفتحات مستطيلة عددها (26) فتحة ومسانيد (رداعات) لتقوية الحكر وعدم سقوطه وحال بنائه في ذلك الزمن كان له (70) عرصة ويعتبرها هذا الحكر من أقدم ما حكر في منطقة نجد. مساكن بني ضبقة وبني العنبر: قال ياقوت الحموي (ت626) في كتابه (معجم البلدان): قال السكوني: من خرج من القريتين متياسراً يعني القريتين اللتين عند النباج فأول منزل يلقاه الفقي وأهله بنوضبة ثم السحيمية والفقي واد في طرف عارض اليمامة من قبل مهب الرياح الشمالية. وقيل: هو لبنى العنبر بن عمرو بن تميم نزلوها بعد مقتل مسيلمة لأنها خلت من أهلها وكانوا قتلوا مع مسيلمة، وبها منبر وقراها المحيطة تسمى الوشم والوشوم ومنبرها أكبر منابر اليمامة. وقال في موضع آخر: الفقيُ: بلفظ تصغير الأول وما أطنه إلا غيره ولا أدري أي شيء أصله، وقال الحفصي في ذكره نواحي اليمامة: الفقي بفتح الفاء ما يسقي الروضة وهي، نخل ومحارث لبني العنبر. وقد ذكر وادي الفقيء في كتاب المناسك وأماكن طرق الحج ومعالم الجزيرة لأبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم الحربي (198-285) أو كتاب (الطريق) للقاضي وكيع محمد بن خلف بن حيان من تلاميذ الحربي المتوفي سنة 306ه تحقيق حمد بن محمد الجاسر رحمهم الله في طريقي اليمامة إلى مكةالمكرمة بقوله: (والطريق الآخر يتياسر عن طريق مرأة فأول منبر يلقاك بالفقي وأهله بنوضبه) أنتهى. فكانت مساكن (بني ضبه) هذه المواضع ثم رحل بنو (ضبه) إلى شرق (وادي الفقي) وادي (سدير). وسكنوا (نطاع) و(طويلع) و(اللهابة) و(اللصافة) و(الشيطيين) و(الأدواء) وهو ماء لبني (ضبه) إلى ما يصل إلى (نطاع) وكل ذلك في (الصمان) وهذه الأماكن تقع شرق وادي (الستارين). وقد حل بنو العنبر مساكن بني عمومتهم بني (ضبه) عندما انضم بنو العنبر إلى جيش القائد خالد ابن الوليد رضي الله عنه بعد قتال (بني حنيفة) وقتل مسيلمة في حروب الردة في اليمامة فقد وطنهم القائد خالد بن الوليد رضي الله عنه منطقة (سدير) وذلك لتغيير التركيبة السكانية في إقليم اليمامة. فكان من نتائج هذه المعركة العريضة: توطين بطون القبائل العربية في الأماكن التي آلت إلى الخلافة الإسلامية بموجب عقد الصلح بين خالد وأهل اليمامة، حيث أسكن بني امرئ القيس من تميم مرأة (مراة) وأسكن بني سعد من تميم جزءاً من وادي العرض، أسكن وادي الفقي (سدير) بني العنبر من تميم، وأسكن المجازة أخلاطاً من الناس من حوالي قريش وغيرهم والعرض من هذا تفكيك الوحدة السكانية بإدخال عناصر جديدة فيها. فأسكن الفقي (سدير) بني العنبر لخلوه من أهله الذين قتلوا من مسيلمة ولا يزال بنو العنبر في سدير. منبجس (المنبجس): قال ياقوت الحموي في معجمه (منبجس) (من نواحي اليمامة قرية لبني العنبر) وهذه القرية في الجهة الغربية من الروضة في أعلاها والمنبجس هو منازل بني العنبر الأولى بعد ما وطنهم القائد خالد بن الوليد رضي الله عنه بعد حروب الردة في اليمامة والقضاء على مسيلمة وبني حنيفة وذلك في بداية السنة الثانية عشرة من الهجرة النبوية على مهاجرها أفضل الصلاة والسلام. مقبرة بني العنبر: تقع على شاطئ وادي الفقي (وادي سدير) وهي قديمة جداً في العقود الأولى من القرن الأول الهجري. الكتاتيب: توجد في الروضة عدة كتاتيب درَّس بها معلمون وطلب فيها العلم طلاب علم منها: كتاب عبدالمحسن الفتوح وقد دَرَسَ في هذا الكتاب فوزان من هديب القديري 1322ه. وكتاب ابنه عبدالله بن عبدالمحسن الفنتوخ. وكتاب عبدالله بن فوزان القديري وغيرها. الحامي: يحيط بالروضة حام بني قديماً ثم هدم سنة 123ه من قبل الأتراك مع حوامي بلدان سدير حال إقامتهم فيه ثم أعيد بنائه سنة 1347ه وهي سنة السبلة حينما أرسل الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- لبعض البلدان أن عليهم بناء ما تهدم من الحوامي حماية لهم. البلدة القديمة (البلاد): بنيت بيوتها على نمط بلدان سدير وبلدان نجد بالطين واللبن والجص للزخرفة والأسقف بخشب الأثل وجذوع النخل وجريدة وسعفه وتتكون من طبقة وطبقتين وعلَّيه. هذا وبالله التوفيق،،، الباحث والمؤرخ/ عبدالعزيز بن محمد بن سليمان الفايز الواصل - سدير - جلاجل