ما زالت التطورات في دارفور تلقي بظلالها على الشارع السياسي السوداني خصوصا وان هذه الأحداث قد ارتبط بها القبض على الدكتور حسن الترابي الذي جدد الرئيس السوداني عمر البشير اتهامه بالتخطيط لإحداث فوضى بالسودان وتدمير بعض المنشآت وذلك في افتتاح المؤتمر السادس للحركة الإسلامية بالسودان. (الجزيرة) أجرت هذا الحوار مع وزير الإعلام السوداني الزهاوي إبراهيم مالك الذي نفى أن يكون القبض على الترابي بسبب فاعلية حزب المؤتمر الشعبي وقال ان ذلك من أوهام هذا الحزب الذي لا وجود له على الأرض في الشارع السوداني، ورفض وزير الإعلام الكشف عن الشخصيات السودانية التي أعلن أنها مهددة بالاغتيال بسبب تخطيط حزب الترابي وأضاف أن الخرطوم ترفض التدويل في قضية دارفور وهنا نص الحوار : أعلن عن تخطيط حزب الترابي لاغتيال شخصيات سودانية مهمة من هؤلاء المخطط لاغتيالهم. فالعسكريون الذين قبض عليهم تحدثوا عن هذا العمل التخريبي الذي كان مخططا له والسبعة المقبوض عليهم من حزب المؤتمر الشعبي هم على صلة بهذه المجموعة ، الدكتور الترابي تم استدعاؤه في المرة الأولى بسبب بيان صادر عن الحزب بشأن الأوضاع في دارفور ثم تم إلقاء القبض عليهم بسبب الفتنة الجهوية والعنصرية وهزّ الثقة في القوات المسلحة السودانية ووصفها بان هنالك مجاملات على أسس عرقية. * هناك معلومات بشأن القبض على عناصر من جهاز الأمن الوطني ؟ - في ضوء التحقيقات فانه يتم القبض على عناصر لاستكمالها وبعد انتهائها سوف يقدم كل من يثبت تورطه إلى المحاكمة. * هناك معلومات حول الإفراج عن عناصر كانت مطلوبة لمكتب التحقيقات الفيدرالي ؟ - هذه المعلومات تخص الأجهزة الأمنية وهي أجهزة لها قيادتها ولها ضوابطها. * يعتقد البعض أن مسألة القبض على الترابي جاءت بسبب فاعلية الحزب السياسية وعدم قدرة الحكومة على مواجهة هذه الفاعلية....ما تعليقكم ؟ - هذا كلام مغلوط فالحكومة التي خرجت من جلباب الترابي قادرة على تسيير أمورها خارج هذا الجلباب ولكن ما يقال له أهداف إعلامية في التهويل والتشويش وإثبات قدرات لا وجود لها ولا ظل لها على ارض الشارع السوداني. * ما هي أسباب المصاعب التي كانت تواجهها حالياً المفاوضات في تشاد ؟ - تم الاتفاق على أن يلعب الوسيط التشاوري دوره في أن يقابل كل طرف على حدة لوضع الأسس التي تبنى عليها المفاوضات وهي خطوات إجرائية تصب في خلق الآليات الخاصة بتفعيل إعلان الرئيس البشير بعقد مؤتمر سياسي جامع في دارفور والذي يناقش بصورة تفصيلية هؤلاء الاخوة من حملة السلاح ، فإذا ما أرادوا المشاركة في هذا المؤتمر الجامع فالحكومة سوف تبحث في كل التفاصيل التي تؤمن لهم هذه المشاركة وفي ضوء ما تم الاتفاق عليه سابقا في مدينة ابشي التشادية فنحن نرفض تدويل هذه القضية ونعتبر أن الحل الداخلي لأحداث دارفور ما زال ممكنا وهو الحل الأمثل. * إذن وجود مراقبين دوليين لمباحثات انجمينا هو السبب وراء رفضكم الجلوس مع الطرف الاخر في بداية المفاوضات ؟ - نعم نحن نطلب فقط مراقبة مفوضية الاتحاد الأفريقي لأن التدويل في دارفور سيكون مؤثراً على مجمل أوضاع أفريقيا. * لكن هناك تدويل في قضية الجنوب فلماذا ترفضون التدويل في الغرب وتقبلونه في الجنوب؟ - هذه مسألة مختلفة ونحن حين قبلنا التعامل مع المبادرة المصرية الليبية كنا نريد الوصول إلى عدم التدويل ولكن افتقاد هذه المبادرة إلى آليات العمل الخاصة بها اضطررنا لقبول مبادرة الإيقاد وإذا كنا قد قبلنا وضعاً استثنائياً في الجنوب فلن نجعله قاعدة على الإطلاق. * هناك تحركات ضدكم في أروقة الأممالمتحدة بسبب ما يقال انه جرائم الإبادة في دارفور كيف ستتعاملون مع هذا الموقف ؟ - لا يمكن تفسير هذا الكلام إلا في ضوء انه للبعض أجندة خاصة ضد السودان ولهم مواقف عدائية ومن هؤلاء يحاولون تصعيد الموقف حتى يتم تدويل مسألة دارفور حتى لو كان ذلك بالافتراءات والكذب بشأن المجازر او ما يسمونه بجرائم الإبادة. * هل تعتقد أن القول بوجود مجازر في دارفور له علاقة بمائدة المفاوضات في نيفاشا والمطلوب هو الضغط على المفاوض السوداني ؟ - لا ليس هناك من علاقة وأعود هنا إلى ما قاله د.جون جارانج بالقول اننا ملزمين بما تم الاتفاق عليه بشأن أجندة التفاوض ونحن نعتقد انه إذا ما وصلنا إلى حل شامل لهذه القضية المحورية في الجنوب فان كل القضايا الأخرى سوف تتساقط فمسألة اقتسام الثروة والسلطة شيء متفق عليه لكل أقاليم السودان ونعترف أن التنمية في كثير من مناطق السودان قد عانت مشكلات في الفترة الماضية ذلك أن خروج مليون دولار يومياً من الموازنة السودانية لصرفها على الحرب في الجنوب اقتطعت بالتأكيد من نصيب كل مواطن سوداني في التنمية ومن لقمة عيشه.