تعهد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بالبقاء في منصبه رغم اللطمة القوية التي تلقاها من حزبه الذي رفض في استفتاء اجري يوم الاحد خطته المسماة فك الارتباط التي تقضي بالانسحاب من غزة، وبات من المرجح ان يسعى شارون الى تطبيق خطته وفقا لتصريحات قبل الاستفتاء قال فيها ان النتيجة ايا كانت لن تثنيه على المضي قدما في تلك الخطة، وقد ايدت الولاياتالمتحدة في اول رد فعل لها على فشل شارون على سعيه لتطبيق الخطة. واكد البيت الابيض فجر امس بتوقيت الخليج ان الولاياتالمتحدة لن تفقد الامل في ان يطبق شارون خطة الانسحاب احادية الجانب من قطاع غزة على الرغم من رفضها من قبل اعضاء حزب الليكود الذي يتزعمه. وقالت الرئاسة الاميركية في بيان ان (رأينا لم يتغير. الرئيس (بوش) اشاد بخطة رئيس الوزراء شارون لاجلاء المستوطنات من غزة وجزء من الضفة الغربية باعتباره خطوة مهمة وشجاعة على طريق السلام)، على حد تعبير واشنطن. واضاف (سنتشاور مع رئيس الوزراء وحكومة اسرائيل حول التحرك قدما). وقد رفضت غالبية من اعضاء حزب الليكود الاحد الخطة التي دعمها الرئيس الاميركي جورج بوش خلال لقاء مع شارون الشهر الماضي. وفور الاعلان عن نتيجة الاستفتاء تعهد ارييل شارون بالبقاء في منصبه وامتنع عن اعلان انتهاء اقتراحه بالانسحاب من غزة رغم رفض حزب ليكود اليميني بشكل ساحق للخطة التي وافقت عليها الولاياتالمتحدة. وقال شارون مساء الاحد في اعتراف بهزيمته في الاستفتاء (انوي الاستمرار في قيادة دولة اسرائيل بافضل السبل التي اعرفها وفقا لما يمليه ضميري والواجب العام. انها ليست مهمة سهلة ولكن انوي تنفيذها). وشيء واحد واضح بالنسبة لي الا وهو ان الشعب الاسرائيلي لم ينتخبني كي اجلس دون ان افعل شيئا اربع سنوات. انتخبت كي اجد وسيلة لاحلال السلام والامن الذي يستحقه الاسرائيليون، على حد زعمه. ولكن محللين سياسيين قالوا ان من المؤكد ان شارون الذي مني بأقوى نكسة منذ توليه منصبه في عام 2001 سيضعف بعد ان اخفق في اخماد تمرد من جانب الاعضاء المتشددين في حزب ليكود غير المستعدين للتخلي عن الاراضي التي احتلتها اسرائيل في عام 1967 بقطاع غزة. وعكست الانتخابات الرسمية الجزئية ما أظهرته استطلاعات للاذاعة والتلفزيون الاسرائيليين من رفض 60 في المئة للخطة التي تدعو للانسحاب من كل المستوطنات اليهودية في قطاع غزة ومن اربع من بين 120 مستوطنة في الضفة الغربية. وقال محللون سياسيون ان من المحتمل ان رفض الخطة تعزز بسبب غضب القاعدة العريضة لحزب ليكود بسبب كمين وقع قبل ساعات قتل فيه مسلحون فلسطينيون خمسة مستوطنين. وقال ايهود اولمرت نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي للصحفيين ان شارون لا ينوي التخلي عن خطة (فض الاشتباك) التي زعم شارون انها ستعزز الامن للاسرائيليين بعد اكثر من ثلاثة اعوام من العنف مع الفلسطينيين. ولكن المعلق الوف بين قال في صحيفة هاارتس اليوم الاثنين ان شارون سيجد ان من الصعب بث حياة جديدة في خطة الانسحاب. وتدعو ايضا خطة شارون أحادية الجانب الى الاحتفاظ بتجمعات سكنية أكبر في الضفة الغربية تضم أغلب اليهود المقيمين في الأراضي التي احتلتها اسرائيل منذ عام 1967. هذا وقد رحب المستوطنون الاسرائيليون مساء الاحد برفض اكثرية كبيرة من اعضاء الليكود خطة شارون للانسحاب من قطاع غزة. وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال رئيس المجلس الاقليمي لمستوطنات قطاع غزة افنير شيموني (ابتداء من يوم غد، سنباشر العمل لنستعد للرد على اي محاولة جديدة يمكن ان يتخذها رئيس الوزراء). وكان شيموني يلمح الى تصريحات مقربين من شارون قالوا فيها انه ينوي تطبيق خطته.