التقيت بالعم صالح الحلوان منذ عشر سنوات حيث يقيم مع أكبر أبنائه (عبدالله) في مدينة الرياض، ومع أن هذا الأخير قد وافاه الأجل إلا أن العم صالح لم يغادر الرياض فقد انتقل إلى منزل ابن أخيه وزوج ابنته عبدالرحمن الحلوان لما يجده عندهما من محبة ولطف وبر وأيضاً تعلّقه بالمسجد القريب من سكنه والذي لا يكلفه سوى خطوات قليلة يدبها دبيباً بعد أن تقدّمت به السن ولم يعد يستطيع السير مسافات أبعد وهو المعروف بحرصه وتعلّقه بالحضور إلى المسجد قبل النداء أو بعده مباشرة . وظل على هذا الحال إلى أن فقد القدرة تماماً على الصلاة مع جماعة المسجد نتيجة الكبر الذي أناخ على ما تبقى من جسمه النحيل لينتقل أو ينقل على الأصح إلى مسقط رأسه عند أحد أولاده البارين في مدينة مرات ليقضي بقية حياته هناك حيث وافاه الأجل يوم الجمعة 4-3- 1425ه. رحم الله العم صالح الحلوان فقد كان صاحب قلب سليم لا يحقد ولا يشتم ولا يظن في أحد سوءاً، أحبه الجميع، وألفوا الحديث معه ففي كلامه حكمة وفي سكوته موعظة سابحاً في طاعة ربه كثير التهليل والتحميد والاستغفار. نسأل الله أن يتغمده برحمته، ويسكنه فسيح جناته،، ويلهم أبناءه وبناته وابن أخيه جارنا الوفي عبدالرحمن الحلوان الصبر والسلوان والحمد لله على قضائه وقدره.