استهل إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور فيصل غزاوي خطبة الجمعة بوصية للمسلمين بتقوى الله حق التقوى والتمسك من الإسلام بالعروة الوثقى. وبين أن كون هذه الأمة أقصرَ عمرا ممن سبقها من الأمم لكنَّ الله تفضل عليها بما لم يتفضل به على الأمم قبلها وأكرمها بما لم يكرم به غيرَها؛ فقد عوضت ببركة أعمالها، فأعطاها الله أعمالا كثيرة مباركة في الثواب، وشرع لها قربات نافعة ذات أجر عظيم وثواب عميم، متى استثمرها المسلم انتفع نفعا عظيما وطال عمره في الطاعة. واستطرد غزاوي: المسلم -عباد الله - يحرِصُ على حياته لا لذاتها ولكن ليكسب أكبر قدر ممكن من الحسنات ويستثمر أوقاته المحدودة بالعمل الصالح الذي يرفع درجاتِه في الجنة، ويضرب بسهم في جميع مجالات الخير وأبواب البر فينال أعظم الأجر عند ربه الكريم داعيا إياه أن يجعله ممن حسن عمله، فالعبرة بحسن العمل لا بطول العمر. وأردف غزاوي: أما الزمان فالأشهر الحرم وهي: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب، وأما شرف المكان فهذه مكة البلد الحرام أقدس بقعة على وجه الأرض. وبين أنه قد أظلنا موسم عظيم وأيام مباركة كريمة هي أيام العشر الأول من ذي الحجة، هذه الأيام التي هي أفضل أيام خلقها الله على الإطلاق، أفضل أيام الدنيا، إنها أيام خير وفوز وفلاح. وفي الختام بين غزاوي أنه من الفطنة والفقه أن يختار المسلم من الأعمال الصالحة أحبَّها إلى الله تعالى فيتقرب إليه بها؛ فالعمل في العشر محبوب أيا كان نوعه فيشرع فيها التسبيح والتهليل والتكبير والتحميد والذكر والاستغفار وقراءة القرآن والصيام والصدقة والدعاء وبر الوالدين وصلة الأرحام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتوبة إلى الله، والمقصود تحصيل أكبر ثمرة مرجوة من الأعمال الصالحة في هذه العشر، فتعرضوا عباد الله لنفحات الجليل واغتنموا أوقاتَكم وافعلوا الخير فعسى أن تدركَ المرءَ نفحة ٌمن نفحات الكريم فيسعدَ بذلك سعادة ما بعدها شقاء ويصبحَ ممن طهرهم الله وزكاهم وحباهم واجتباهم ورضي عنهم وأرضاهم.