تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض تنطلق - بمشيئة الله تعالى - اليوم السبت الثاني عشر من شهر ربيع الأول الجاري منافسات المسابقة المحلية على جائزة سموه لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات في دورتها السادسة التي تنظمها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بفندق قصر الرياض بالرياض، وتستمر حتى التاسع عشر من الشهر نفسه، ويشارك فيها 98 حافظاً وحافظة، منهم 40 حافظة. وبهذه المناسبة أبدى معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على المسابقة الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ عظيم الثناء ووافر التقدير لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز على رعايته لأهل القرآن وحفظته من البنين والبنات مبرزاً أن هذه الرعاية, وذلك الاهتمام كان لها أكبر الأثر في الإقبال على هذه المسابقة من ناشئة وشباب المملكة من البنين والبنات. ورأى معاليه أن في تكلف سموه الكريم بجوائز المسابقة وكافة مصاريفها المالية التي تبلغ مليوناً ونصف المليون، دليل على ما يوليه سمو الأمير سلمان من اهتمام بأبناء وبنات المملكة وحرصه- وفقه الله- على أن يكونوا على صلة دائمة بكتاب الله تلاوة وحفظاً وتجويداً، والتزاماً بهديه والتأدب بآدابه وأحكامه، معتبراً معاليه المسابقة أحد أهم وأبرز مظاهر عناية المملكة بالقرآن الكريم، والتشجيع على حفظه وتعاهده. وأكد معاليه أن أبناءنا وبناتنا يلتقون في المسابقة المحلية على جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات التي تتشرف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بتنظيمها بمدينة الرياض يحدوهم الأمل في الفوز بالجائزة السخية التي خصصها سموه الكريم لأفضل حافظ وحافظة، وفي ذلك حث لهم على التعلق بكتاب الله، وصرف الهمم، والعناية الخاصة لإتقان حفظه وتجويده، ودراسة تفسيره، والاجتهاد في تعاهده، والعمل به. وقال: إن جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات تعد امتداداً للأعمال الخيرة الكبيرة التي يقوم بها سموه في مختلف مجالات الخير وترسيخاً لسمة من السمات التي ربى الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود- رحمه الله- أبناءه عليها، حتى صار فعل الخير، والمسارعة إلى أعمال البر من الصفات التي اشتهر بها قادة المملكة العربية السعودية منذ نشأتها حتى العهد الزاهر، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه. وفي هذا السباق لاحظ معالي الوزير آل الشيخ أن اهتمام سموه بهذه المسابقة أثمر ثماراً يانعة، إذ بلغ عدد الذين شاركوا في هذه المسابقة في دورات المسابقة الخمس الماضية 435 متسابقاً ومتسابقة، يحفظون القرآن الكريم كاملا،ً أو كثيرا من أجزائه، فحثت الجائزة هؤلاء جميعاً وآباءهم وذويهم على الاهتمام بالقرآن. وأضاف أن من ثمار هذه المسابقة أيضاً تزايد الإقبال على حلق ومدارس القرآن الكريم في كافة الأرجاء منوها بجهود هذه الحلق والمدارس في حماية النشء من الانحرافات الفكرية والعقدية والسلوكية، وتيارات الغلو، وترسيخ مبدأ الالتزام بالوسطية والاعتدال في كل أمر من أمور الدين والدنيا، فهي تربي فيهم الجد والاجتهاد، وتزرع فيهم حب التخلق بمكارم الأخلاق من الرفق، والأناة والصدق، والورع، والود، والرحمة، والعدل، والإحسان، وتعودهم على علو الهمة، واستثمار أوقاتهم بما يعود عليهم وعلى أهليهم وأمتهم بالنفع والفائدة، ويعمق في نفوسهم الاعتزاز بهذا الدين. ونصح معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لحفظة كتاب الله من البنين والبنات بتعاهد القرآن الكريم، والحرص على متابعة التلاوة والحفظ والتجويد مبيناً أن حفظ كتاب الله من أفضل الطاعات وأجل العبادات التي وردت بفضائلها الآثار، وتواترت ببيان أجرها وثوابها الأخبار، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ {29} لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ}. سورة فاطر،(29-30 ) وقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، وقال أيضا-ً صلى الله عليه وسلم-: (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: آلم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف). ولفت معاليه أنظار الجميع إلى أنه بقدر ما يحفظ المرء من كتاب الله تعالى، ويتلوه تعلو درجاته وترتفع منزلته حتى تكون عند آخر آية يقرؤها، فعن عبدالله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما- عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: (يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها). وفي نهاية تصريحه، نوه معاليه بالعناية التاريخية التي أولاها قادة المملكة لكتاب الله الكريم، وقال: إن عناية المملكة بالقرآن الكريم ممتدة عبر قرون، وهذه العناية لها أنحاء شتى ظاهرة، وليست منحصرة في جانب واحد، ويأتي في مقدمتها تطبيق كتاب الله في المملكة هدياً وعقيدة وتوحيداً وحكماً وتحاكماً إليه، حتى أصبحت هذه الدولة السنية كالشامة في الأرض في تطبيقها للقرآن الكريم، ونشر هدايته، وتكريم أهله، والحفاوة بحملته من أهل العلم، وعنايتها بكل وسيلة تحقق حفظ القرآن الكريم، وتدارسه, وتفسيره، وما إقامة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وإنشاء الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، وافتتاح المدارس والكليات المتخصصة في تعليمه، وإقامة المسابقات القرآنية إلا مظهر من مظاهر عناية المملكة بالقرآن الكريم وأهله. الجدير بالذكر أن المسابقة تهدف إلى خدمة كتاب الله الكريم بما يليق ومكانته العالية، وربط الأمة به تعلماً وتعليماً وعملاً، وتشجيع الشباب والناشئة من البنين والبنات على العناية بحفظ كتاب الله الكريم، إجادة تلاوته، ومعرفة معانيه، والعمل به، والإعانة على إعداد جيل صالح ناشىء متخلق بآداب القرآن الكريم ملتزم بأحكامه، وإبراز الجهود المبذولة لتحفيظ القرآن الكريم بالمملكة. وتتكون المسابقة من خمسة فروع هي: الفرع الأول: حفظ القرآن الكريم كاملاً مع التلاوة والتجويد، وتفسير مفردات معاني غريب القرآن للبنين, وتفسير الجزءين الحادي عشر والثاني عشر للبنات. الفرع الثاني: حفظ القرآن كاملاً، مع التلاوة والتجويد. الفرع الثالث: حفظ عشرين جزءاً متتالية مع التلاوة والتجويد. الفرع الرابع: حفظ عشرة أجزاء متتالية مع التلاوة والتجويد. الفرع الخامس: حفظ خمسة أجزاء متتالية مع التلاوة والتجويد. وعن الجوائز والمكافآت التي تمنح للفائزين والفائزات سيصرف للفائزين الأول والثاني والثالث من البنين والبنات في كل فرع من فروع المسابقة جوائز مالية وفق التالي: بالنسبة للفرع الأول، يمنح الفائز الأول مبلغ سبعين ألف ريال، والثاني ثمانية وستين ألف ريال، والثالث ستة وستين ألف ريال، وفي الفرع الثاني يمنح الأول، خمسين ألف ريال، والثاني ثمانية وأربعين ألف ريال, والثالث ستة وأربعين ألف ريال، أما بالنسبة للفرع الثالث، فيمنح الأول أربعين ألف ريال، والثاني ثمانية وثلاثين ألف ريال، والثالث ستة وثلاثين ألف ريال، وبالنسبة للفرع الرابع، فيمنح الأول ثلاثين ألف ريال، والثاني ثمانية وعشرين ألف ريال، والثالث ستة وعشرين ألف ريال ويمنح الفائز الأول في الفرع الخامس عشرين ألف ريال والثاني ثمانية عشر ألف ريال، والثالث ستة عشر ألف ريال. كما ستقدم هدايا باسم راعي الجائزة إلى الجهات المرشحة للفائزين، وكذا سيقدم لكل متسابق ومتسابقة حقيبة بداخلها مصحف جيب، وبعض الكتيبات والرسائل وفق الإمكانات المتاحة.