أكد الرئيس المصري حسني مبارك على ضرورة حشد الطاقات لمحاربة العنف والتعصب والعمل على اظهار روح التسامح في الحضارة الاسلامية وقال مبارك في كلمته التي وجهها الى افتتاح مؤتمر التسامح في الحضارة الاسلامية امس بالقاهرة والقاها نيابة عنه د.عاطف عبيد رئيس الوزراء ان الحضارة الاسلامية لم تعرف العنف ولا التعصب ولم تكن ابدا انعزالية او رافضة للاخر وقدمت عطاءها الوفير للانسانية جمعاء ولم تعرف ابدا الكراهية او التعصب مشيراً الى أن السلام هو الاصل في الاسلام وهو اسم من اسماء الله تعالى وأن الحضارة الاسلامية استطاعت ان تستوعب كل الاجناس والاديان في نموذج فريد للتعايش السلمي البنّاء وطالب مبارك العلماء أن يضطلعوا بدورهم وان ينيروا لامتهم طريقها. من جانبه اكد شيخ الازهر الدكتور محمد سيد طنطاوي ان التسامح في الحضارة الاسلامية امر ثابت ولا يقبل الجدل وهو في الاقوال والافعال، في الوقت نفسه شدد طنطاوي على معاقبة المخربين والمفسدين في الارض وعدم التسامح معهم في حدود الله. واوضح وزير الاوقاف المصري الدكتور محمود حمدي مرزوق ان المؤتمر سيسعى الى ابراز قيمة التسامح على الصعيد العلمي والتأكيد على انها ليست شعارات جوفاء وانما واقع عملي داعياً الى مزيد من التسامح في العالم ومزيد من دفع الظلم. واكد د. زقزوق انه ليس من مصلحة العالم واستقراره تجاهل المسلمين الذين يمثلون خمس سكان العالم ومناصبتهم العداء وان تكال لهم التهم بالارهاب والعنف. أما وزير الاوقاف والدعوة والارشاد السوداني الدكتور عصام البشير فاكد على أن التسامح في الاسلام قيمة حضارية تنبت من روح الرحمة التي هي ميثاق الدعوة الاسلامية ورسالة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم حيث يقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }.. فهذه الرحمة هي التي وسعت الجميع المسلم وغير المسلم الجماد والحيوان والنبات وجعلت العالم ينطلق متنوعاً بالتعددية الثقافية والفكرية والحضارية واعتبر البشير الظرف الراهن في العالم بمثابة مخاطر عسيرة مؤكداً أن تجديد التسامح يكون بالحوار مع الذات ومواجهة حالات التكفير المتبادل التي بدأت تستشري في المجتمعات الاسلامية مما ادى الى الانتقال الى التفجير الذي تعاني منه بلادنا وشعوبنا. من ناحية اخرى واصل المؤتمر فعالياته ومناقشاته بجلسة نقاشية يرأسها الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ وزير الدعوة والاوقاف والشؤون الاسلامية بالمملكة وشارك فيها كل من الشيخ محمد بن نخيرة الظاهري من الامارات ود. محمد عمارة من مصر والمدير العام للمنظمة الاسلامية للتربية والثقافة والعلوم الايسكيو الدكتور عبد العزيز التويجري ومفتي القدس الشيخ عكرمة صبري والمدير العام للمنظمة الاسلامية لامريكا اللاتينية محمد يوسف هاجر. ويشارك في المؤتمر الذي يعقده المجلس الاعلى المصري للشئون الاسلامية على مدى 4 ايام وزراء الاوقاف والمفتون بالدول الاسلامية وممثلون عن الاقليات المسلمة من 71 دولة و8 منظمات اسلامية من مختلف دول العالم الاسلامي وتدور مناقشاته في 3 محاور: الاول التسامح الاسلامي بين النظرية والتطبيق ويتضمن عدة ابحاث منها النصوص الدينية من الكتاب والسنة والتطبيقات العلمية في التاريخ الاسلامي والتسامح الديني والتسامح الحضاري والتفاعل المتبادل والتواصل بين الحضارات ونماذج من التسامح الاسلامي والثاني يتناول الاسلام والاخر في العلاقات الدولية ويتناول المحور الثالث التسامح الاسلامي بين الحقيقة والافتراء والجهاد واخلاقيات الحرب في الاسلام.