دعا الرئيس حسني مبارك أمس الى ضرورة مواجهة الحملات المغرضة ضد الاسلام والمسلمين والتي "تريد أن تجرده من كل ما يعتز به من انجازات حضارية سجلها التاريخ". وشدد في خطاب أمام المؤتمر السادس عشر للمجلس الأعلى للشؤون الاسلامية الذي افتتح أمس في القاهرة تحت عنوان "التسامح في الحضارة الاسلامية"، على ضرورة "ازالة الكثير من الصور الخاطئة عن كل طرف لدى الآخر". وحذر مبارك في كلمته التي ألقاها نيابة عنه رئيس الوزراء الدكتور عاطف عبيد، من دعاوى الانغلاق الفكري والديني "التي تؤدي الى تغذية نار الكراهية والنزاعات التي تؤدي الى التدمير العبثي، وضرورة حماية الاجيال المقبلة التي ليس لها أي ذنب في ان تحصد الثمار المرة للنزاعات السابقة". وقال: "لا يجوز ان تُظلم الامة بسبب وجود بعض الحمقى الذين يتصرفون على نحو مرفوض اسلامياً وامثال هؤلاء موجودون في كل الاديان والحضارات ومهمتنا جميعاً مواجهة تيارات التعصب والكراهية". وألقى البابا شنودة كلمة تضمنت كثيراً من الآيات القرآنية والاحاديث النبوية والحوادث التاريخية التي تؤكد سماحة الاسلام مع غير المسلمين وحمايته لهم. واستشهد بها ليؤكد أن اي خروج على تلك المبادئ يعد خروجاً على الدين. وشن شيخ الازهر الدكتور محمد سيد طنطاوي هجوماً عنيفاً على "الذين يروعون الآمنين في البلاد الاسلامية ويقتلونهم ويخربون ويفسدون في الاراضي بدعوى ان هذا طاعة لله"، وقال إن امثال هؤلاء "مفسدون في الارض ويجب أن يقام عليهم حد الحرابة". وأضاف في كلمته "... امثال هؤلاء يجب التصدي لهم لأنه لا ينفع التسامح معهم إلا إذا سلموا انفسهم للسلطات قبل أن يتم السيطرة عليهم، أما إذا تم القبض عليهم ووجود مقاومة من ناحيتهم فيجب ايقاع اقصى عقوبة بهم". وحذر وزير الاوقاف المصري الدكتور محمود حمدي زقزوق دعاة الصراع الديني والحضاري قائلاً: "ان قيام التعصب وطوفان الكراهية الذي يغرق فيه العالم الآن يمكن ان يدمر سفينة البشرية جمعاء، لهذا ليس من مصلحة العالم ان تكال الاتهامات الظالمة لحضارة او امة فما بالنا إذا كان هؤلاء هم المسلمون الذين يمثلون خمس سكان العالم ولا يجوز تجاهل دورهم في المساهمة في السلام والاستقرار بما لديهم من رصيد حضاري عبر التاريخ".