لطخة من دماء أثارت شجوناً في دواخلنا، ونحن نعيش أحداثا دامية.. جرح غائر نزف في مملكتنا السعودية.. دماء بريئة أهريقت ظلماً وعدواناً.. تجعلنا.. نرجع الى الوراء قليلاً.. ونحاسب أنفسنا.. ونقارن أحداثا كهذه وقعت في بلد الحرمين، وبين ما نحن عليه.. وما عليه بعض العاصين.. لقد اخذت بأيدينا هذه الآثار من التفجيرات والأعمال الارهابية الى مراجعة ومحاسبة أنفسنا.. ولنحرص على أن نسير مركبنا.. وبجدية.. ونطبع خطانا فوق هامة الاستقامة.. والأمانة ومن المهم ان نسير على منهج متعقل حكيم. * حقيقة.. ما اقترفته هذه الفئة الضالة.. صار هذه الأيام شيئاً من حياتنا.. يمزق افئدتنا.. ويُرعش ضمائرنا ونحن نستقبل تلك النقط السوداء والتي لطخت تاريخ مملكتنا الحبيبة والتي رشقتها فئة ضالة لم ترع في ذلك إلا ولاذمة. غير أننا مازلنا نتساءل.. أي حياء لم يستنهضهم.. وأي ضمير لم يصرخ في وجوههم.. ويؤنبهم.. نعم لنتصل بربنا ونرتبط به ارتباطا وثيقاً.. لنستقرىء احداثنا.. ولا نكون سذجاً.. باحكامنا الاجتهادية لتفسير دوافع هذه الاعتداءات الغاشمة.. ولكن ثمة استقراء وفوائد خلصنا بها من هذه الأحداث عندما نتذكر ونستشعر قول الحق جل وتبارك قال تعالى {وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ} فعلا تلك الفئة التي ارتكبت ما ارتكبت خرجت من حياض الإسلام.. وما حدث أكد ان الاقنعة سقطت.. وان عويلها وصراخها من أنها هدفها نصرة الإسلام.. وقمع أهل الكفر والفساد ما هي الا أهداف وتضليلات سرعان ما انكشفت عنها الاقنعة بعد ان طالت أيديهم مبنى الأمن العام.. عندما استهدفوا أناسا ابرياء ومواطنين استهدفوا رجال الأمن.. ثم ماذا؟ لا شيء غير أنه: اليوم الذي انبلج فيه الفجر.. وزال التشويش.. كل ما في الامر اننا ربطنا ما حدث بكثير من الحقائق الإسلامية!! فبالأمس قالوا: نستهدف الأجانب.. واليوم قتلوا السعوديين. لذا ليقف كل مواطن أمام حقيقة مهمة جداً ، انه ليس رجل الأمن المسؤول الوحيد بل المسؤولية أصبحت مشتركة.. انهم يريدون الفتك بأجيالنا.. أنهم يؤخرون أمتنا ويجبرونها لأن تخطو بخطواتها الى الخلف. ثمة قصص سمعناها ابّان التفجيرات في مبنى الأمن العام.. في رياض الإسلام.. يذكرنا بقصص التاريخ.. والتي سجلت ملاحم البطولة من رجال الأمن! تناهى الى علمنا ان رجلا من رجال الأمن السعودي.. والذي أصيب بجروح بسيطة.. وهو يستنفر نفسه مسرعا للخروج.. من مبنى المرور والذي فجر مؤخراً واذا به يفاجأ بوجود زميل له.. مضرحاً بدمائه.. حاله اصعب بكثير من مصابه فنسي نفسه.. وهم بمساعدة زميله.. حتى قضيا نحبهما جميعا واستشهدا.إن ما حدث من هذه الفئة لا يمت للإنسانية بصلة.. إننا نتساءل وبحرقة ما ذنب الاطفال الأبرياء وبأي ذنب قتلوا.. ومن وحي صور أطفال ضحايا هذه التفجيرات الآثمة.. لي ان اخاطب هؤلاء الفئة الضالة.. قائلاً: لكل فرد منهم: تخيل ان صورة الطفل الضحية لهذه التفجيرات.. كان ابنك الصغير اسألكم بالله ما موقفكم من هذه الصورة وهذا العمل المشين، انكم ارتكبتم جريمة بحق دينكم.. وتاريخكم.. وحق وطنكم. حقا وكما سمعنا.. هؤلاء العدوانيون لو كانوا على صلة بعلماء الشريعة والدين الأفاضل لما وصولوا لما وصلوا إليه.. الا أنهم أناس غرر بهم.. ويحركون بالريموت كنترول طويل الذبذبات من أعدائنا قاتلهم الله.. نعم اتخذوا كوسيلة لتمرير الأهداف العدوانية من أعداء الإسلام!! الى هؤلاء المفجرين اقول: أين أنتم من عقولكم؟!! ولكن لا نقول إلا ما أحمقكم واشقاكم وما أغباكم..!!هؤلاء الذين لا يستهويهم إلا جنح الظلام الحالك ليطلقوا رصاصاتهم الغادرة الى صدور رجال أمننا وابناء وطننا..!! ومنهم من يطلق من خلف الأسوار صيحات مفتعلة!! لقد ارتجفت اصواتهم.. وارتفعت مكشوفة!! بسخف مقاصدهم.. ومن استهدافهم لمبنى المرور ادركنا أنها رصاصة أخيرة كشفت الغبش.. لقد اعجبتني بحق كلمات سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - وهي كلمات نعدها شيئا من العزاء لنا فيما حدث من أحداث قال عنها سمو الأمير: ان هذه الاحداث ما هي إلا ابتلاء. وان ذلك لا يزيدنا إلا اصراراً وتماسكاً وثباتاً على موقفنا!! وكفى رسالته الأخيرة للارهابيين.. عندما طُلب منه ان يوجه رسالته اليهم حيث قال لهم: (توبوا الى الله.. توبوا الى الله.. توبوا الى الله). انه تصريح ينم عن قيادة حكيمة.. ثم ان كل عملية ارهابية تزيدنا ثقة في قيادتنا وفي رجال أمننا الأشاوس.. حفظ الله بلادنا من كل سوء. وقفة هذه الأحداث جاءت من رحم الفتن داء قديم في بني آدم.. فتنة إنسان بإنسان * معلم بمتوسطة صقلية - المذنب /ص.ب 25 الرمز البريدي 51931