تفاعلاً مع ما كتبه أحد الأخوة في صفحة الرأي بتاريخ 21 صفر الجاري حول الإرشاد الطلابي لافتاً النظر إلى أمرين مهمين بشأنه هما: 1 - أن تعيين المرشد الطلابي يتم بشكل عشوائي وأحياناً لمجرد سد الفراغ وإلا فقسم كبير من المرشدين بحاجة إلى من يرشدهم. 2 - أن كل معلم وكل إداري ينبغي أن يكون مرشداً حتى نصل إلى منظومة إرشادية متكاملة يمكن أن تحقق أفضل النتائج التربوية. ولا شك أننا إذا أمعنا النظر في واقع الإشراف والتوجيه في مدارسنا سنجد أن أقل ما يقال فيه أنه ليس على مايرام لعدة أسباب منها: 1 - أكثر المرشدين غير مؤهلين للمهنة كما هي حال أكثر الموجهين التربويين فهم في الأصل معلمين عاديين خدمهم الحظ أو بعض العوامل المساعدة الأخرى وهم يتعاملون مع أمور الإرشاد حسب اجتهاداتهم وثقافتهم الخاصة ، وقد يجهل أحدهم ابسط الطرق الحديثة لحل مشاكل الطلبة كاختبارات الذكاء واختبارات القدرات والميول وغيرها من الأساليب الحديثة في التربية وعلم النفس. 2 - قلة المرشدين حيث يوجد في المدرسة الواحدة إذا وجد مرشد واحد مهما بلغ عدد الطلبة وهناك مدارس بلا مرشدين. 3 - تكليف المرشد الطلابي ببعض الأعمال الكتابية أو المسئوليات الإدارية وقد يشترك في وضع الجدول وغيرها من الأعمال التي ليست من اختصاصه ولكنها تشغله كل أو بعض الوقت عن مهمته الأساسية. 4 - قلما يقوم المعلمون والإداريون بأي نشاط إرشادي يذكر إما لانشغالهم بواجباتهم الخاصة أو لأن ذلك مما يعتبرونه من مسئولية المرشد الطلابي الذي ان لم يكن موجوداً فيفترض وجوده. وقد أدت هذه الأسباب مجتمعة إلى اضعاف دور الإرشاد والتوجيه في مدارسنا الذي انعكس سلباً على سلوك الطلبة تجاه دراستهم وتجاه معلميهم وتجاه بعضهم البعض بل وتجاه مستقبلهم الدراسي. هذا هو الواقع أما المأمول فهو أن ترتفع وتيرة اهتمام الجهات التعليمية بأمر الإرشاد والتوجيه المدرسي للقضاء على ما في مدارسنا من السلبيات غير المرغوب فيها الناجمة في الغالب عن كون الطالب يواجه مشاكله التربوية والنفسية والاجتماعية والمالية بمفرده. والله الموفق.