في مثل هذا اليوم من عام 1954، أطلق الرئيس الأمريكي دوايت ايزنهاور إحدى أشهر عبارات الحرب الباردة عندما ذكر أن سقوط الهند الصينية الفرنسية (فيتنام) في أيدي الشيوعيين يمكن أن ينشأ عنه ما يشبه عملية (الدومينو) في جنوب شرق آسيا، حيث إنه لو سقطت دولة تتابع سقوط الدول الأخرى في المنطقة. وقد سيطرت نظرية الدومينو على الفكر الأمريكي بخصوص فيتنام على مدى العقد التالي ، ففي أوائل عام 1954، اتضح للعديد من صانعي السياسة الأمريكيين أن الفرنسيين أخفقوا في محاولتهم استعادة السيطرة على الهند الصينية التي فقدوها أثناء الحرب العالمية الثانية عندما سيطر اليابانيون على هذه المنطقة، وكان الوطنيون الفيتناميون بقيادة الشيوعي هوشي مينه على وشك تحقيق نصر ساحق على القوات الفرنسية في معركة دين بين بهو. وخلال أسابيع قليلة، تقرر أن يقوم ممثلون عن القوى الرئيسية في العالم بالاجتماع في جنيف لمناقشة التسوية السياسية للنزاع الفيتنامي. وقلق المسؤولون الأمريكيون من أن انتصار قوات هوشي مينه والاتفاق في جنيف قد يبقي على سيطرة الحكم الشيوعي على كافة أو جزء من فيتنام. وفي محاولة للحصول على دعم من الكونجرس والرأي العام لزيادة المساعدات الأمريكية للفرنسيين، عقد الرئيس ايزنهاور مؤتمرا صحفيا تاريخيا في 7 إبريل 1954. وقد خصص معظم خطابه لشرح أهمية فيتنام للولايات المتحدة، حيث جاءت الأهمية الاقتصادية في المقدمة حيث المواد الخام المهمة مثل المطاط والكبريت، كما كان هناك أيضا خطر تعرض البشرية للدكتاتورية، وفي النهاية أشار الرئيس إلى (نظرية وحدات الدومينو المتساقطة)، أي أن سيطرة الحكم الشيوعي سوف يؤدي إلى سقوط دول جنوب شرق آسيا متتابعة. وبين أن اليابان نفسها سوف تكون في خطر. وكان لكلمات ايزنهاور حينها تأثير فوري مباشر، وبعد شهر واحد سقطت دين بين بهو في أيدي الشيوعيين، وتم التوصل لاتفاقية في مؤتمر جنيف تركت لقوات هو تشي مينه السيطرة على شمال فيتنام، ولكن على المدى الطويل، أصبح إعلان ايزنهاور (لنظرية الدومينو) أساس تدخل الولاياتالمتحدة في فيتنام، واستخدمها كل من الرئيسين جون كينيدي وليندون جونسون لتبرير مطالبهما بزيادة المساعدات الاقتصادية والعسكرية الأمريكيةلفيتنامالجنوبية غير الشيوعية، وفي نهاية الأمر تورطت القوات الأمريكية في حرب هناك في عام 1965م.