في مثل هذا اليوم من عام 1946 تم انتخاب هوي شي منه رئيساً لفيتنام في أعقاب إعلان البلاد استقلالها بعد الحرب العالمية الثانية وخروج قوات الاحتلال الياباني التي كانت قد استولت على فيتنام من القوات الفرنسية. فقد انتهز الثوار الفيتناميون فرصة هزيمة اليابان فاحتلوا هانوي عاصمة البلاد خلال أغسطس 1945. وأرغموا الإمبراطور الفيتنامي (باو داي) على التنحي عن الحكم. وأعلن هو شي منه إنشاء الجمهورية الفيتنامية المستقلة ووافق على ان تكون عضواً في الاتحاد الفرنسي الذي يضم المستعمرات الفرنسية السابقة. ولكن فرنسا لم تكن راغبة في منح فيتنام استقلالها، فعادت إليها بجيوشها بعد انتهاء الحرب رغم أنها كانت منهكة من جراء الاحتلال النازي، لتجهض أحلام الثوار في حكم بلادهم، ووجد ثوار فيتنام أنفسهم مرغمين على خوض حرب تحرر ضد الفرنسيين استمرت ثماني سنوات بدأت عام 1946م. وانتهت بمعركة ديان بيان فو يوم 8 مايو 1954، والتي لقي فيها المحتل الفرنسي هزيمة مرة فتت في عضد فرنسا. وأثناء ثورة الفيتناميين لتحرير بلادهم بدأ تدخل الولاياتالمتحدة حيث انهالت المساعدات الأمريكية على القوات الفرنسية التي تحتل البلاد، وذلك لدعمها في قمع ثورة الفيتناميين وإجهاض محاولتهم الاستقلال عن فرنسا، ولما اتضح أن الأمور لا تسير في صالح الفرنسيين بدأت أمريكا تفكر في أن تحل محلهم في فيتنام. في 21 يوليو 1954 تم توقيع اتفاق جنيف الذي ينهي الحرب بين فرنساوفيتنام بحضور بريطانيا والاتحاد السوفييتي والصين الشعبية والولاياتالمتحدة ولاوس وكمبوديا.وكان من نتائج الاتفاق تقسيم فيتنام إلى شطرين شمالي وجنوبي يفصل بينهما خط العرض 17. ورغم حضور الولاياتالمتحدة وحكومة سايجون الموالية لها إلى جنيف إلا أنهما لم توقعا على الاتفاق. وفور رحيل فرنسا من فيتنام بدأت الولاياتالمتحدة تساعد حكومة سايجون عسكرياً. بعد التوقيع انتخب هو شي منه كأول رئيس لجمهورية فيتنام الشمالية وطبقا لاتفاق جنيف كان من المفترض إجراء انتخابات عامة في البلاد (بشمالها وجنوبها) بحلول عام 1956 على أساس أن يتولى الحزب الذي يفوز في الانتخابات حكم فيتنام موحدة. ولكن الولاياتالمتحدة كانت قد دخلت على الخط، داعمة سلطات فيتنام الجنوبية لكي تبقي على انقسام البلاد من ناحية ومن أجل السيطرة عليها كليا من ناحية ولكن هو شي منه نجح في قيادة الثورة الثانية لدحر الغزو الأمريكي لفيتنام.