في مثل هذا اليوم من عام 1953 أمام مؤتمر الحاكم في سياتل، حذّر الرئيس دوايت أيزنهاور بأن الوضع في آسيا أصبح (منذراً بالخطر بالنسبة للولايات المتّحدة). وفي خطابه، أشار على نحو خاص إلى الحاجة للدفاع عن الهند الصينية الفرنسية ضد الشيوعيين. وبحلول عام1953، أصبح المسؤولون الأمريكيون مهتمّين على نحو متزايد بالأحداث في آسيا وبأماكن أخرى فيما يسمّى بالعالم الثالث. وأثناء السنوات الأولى من الحرب الباردة (1945 إلى 1950)، ركزت سياسة أمريكا الخارجية الخاصة بمكافحة الشيوعية في أوروبا. ومع اندلاع الحرب في كوريا في عام 1950، بدأت الحكومة الأمريكية تتجه إلى مناطق أخرى من الكرة الأرضية، خاصة منطقة آسيا. وأثناء الحملة الرئاسية عام 1952، انتقد أيزنهاور سياسة الرئيس هاري ترومان الخارجية، حيث أعلن أنه قد وجه القليل من الاهتمام إلى آسيا وأن الحرب الكورية كانت نتيجة إهمال النوايا الشيوعية في تلك الزاوية من العالم. وبعد فترة قليلة من تولّي منصبه في أوائل عام 1953، تبنّى أيزنهاور المنتصر سياسة عنيفة نحو الوضع في كوريا، لدرجة أنه ألمح بإمكانية استخدام الأسلحة النووية لكسر حالة الجمود العسكري بين الولايات المتّحدة والقوى الشيوعية. وفي 27 يوليو 1953، تم توقيع الهدنة ووضع نهاية للحرب الكورية. وبعد مرور أسبوع فقط، أعلن أيزنهاور في مؤتمر الحاكم أنّ الخطر الشيوعي في آسيا لم ينته بعد. وأشار إلى التهديد الشيوعي في الهند الصينية الفرنسية، حيث كان الجيش الفرنسي يجابه الثوار الفيتناميين للسيطرة على فيتنام. وقد دافع أيزنهاور عن قراره الخاص بالتصديق على 400 مليون دولار كمساعدات للفرنسيين من أجل (الحيلولة دون الأسوأ للولايات المتّحدة حيث إن أي نصر شيوعي في الهند الصينية سيكون له نتائج بعيدة المدى). كما أوضح أيزنهاور أن ضياع الهند الصينية سيؤدي إلى سقوط دول أخرى في المنطقة مثل قطع الدومينو. كما أشار الى أنّ الولايات المتّحدة ملتزمة بالكامل بالدفاع عن الهند الصينية لمنع حدوث ذلك. وبعد هزيمة الفرنسيين في عام 1954، احتلت أمريكا مكان فرنسا في قتال الثوار الشيوعيين الفيتناميين، وهكذا بدأت مسيرة حرب فيتنام.