لا شك أن أي مجتمع من المجتمعات توجد بين ظهرانيه فئة من الفقراء والأيتام وهؤلاء الفقراء والأيتام يحتاجون إلى الرعاية والاهتمام بشئونهم مادياً ومعنوياً وهذا الإتمام والرعاية تبدأ بالتدريج. أولا : العشيرة تتكفل بفقرائها وأيتامها بإقامة صندوق خيري فأولو الأرحام أولى بأرحامهم، امتثالا لما عبر عنه القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة بأولوية القربى في كل شيء. ثانيا : المجتمع بجميع فئاته بشكل خاص أولى بالفقراء والأيتام الموجودين. ثالثا : الدولة بشكل عام مسؤولة عن الفقراء والأيتام. ومن المؤكد والمعروف ان الضمان الاجتماعي وصندوق الفقر والجمعيات الخيرية والمراكز الفرعية تهتم برعاية الفقراء والأيتام وتتكفل بشئونهم الحياتية من مواد غذائية وملابس والحقيبة المدرسية ولكن تبقى هذه الفئة على خط الفقر وموسومة بالفقراء. والفقر حالة بؤس وضعف والكل يتضرع الى الله جل وعلا بالدعاء (اللهم اغنني من الفقر) ومن القول المأثور انه لو تمثل لي الفقر رجلا لقتلته والفقر والكسل من سمات التخلف على جميع المستويات فالذي ينبغي ألا يكون العمل مقتصراً على إعطاء الفقير ما يحتاج إليه من مؤونة وملابس ولوازم مدرسية بل يجب العمل على رفع معنوية وشأن الفقير وأسرته ولعل من نافلة استراتيجية الإدارة العمل على تطوير العمل الخيري وذلك بالقيام بمسح شامل لهذه الفئة وتحديد قائمتين: القائمة الأولى/ العجزة والمعوزون، وتبقى هذه الفئة في دائرة الاهتمام والرعاية. القائمة الثانية/ من لديه القوة والقدرة والاستطاعة على العمل، ولكن ليس له حظ في عمل ولم يكن لديه رأس مال فهذه الفئة تعالج بالتشجيع والمساعدة لتتكفل بنفسها وتسهل لها سبل العيش من خلال الآتي: 1- تشغيلها في أعمال الحراسة والمراسلة والأمن الدائري في الإدارات الحكومية والمؤسسات والشركات وعمالاً في المراكز والمحلات التجارية. 2- تحديد مبلغ من 10 - 100.000 كرأس مال لعمل محلات بيع خضار وفواكه ومراكز تموين وخردوات وغير ذلك وتسليم كل محل لشخصين أو ثلاثة كرأس مال بالتساوي يقومون بتدويره وتنميته ويتكفلون بعيش أنفسهم وأسرهم. 3- إدخال بعضهم في مراكز التدريب المهني لكسب حرفة كالسباكة والكهرباء وغيرها كوسيلة للعمل وكسب العيش من اليد. 4- إعطاء أبناء وبنات الفقراء والأيتام الأولوية للقبول في الجامعات والكليات ومراكز التدريب والدورات المختلفة. بهذا الطرح أناشد الاخوة المسؤولين في صندوق الفقر وأمناء الجمعيات الخيرية ومجالس الإدارة في المراكز الخيرية سعيا لحفظ كرامة الفقير واليتيم وتضييق دائرة الفقر والكسل حتى نتخطى حالة التخلف التي تلقي بظلالها على الحضارة والمدنية والرقي للفرد والمجتمع. [email protected]