باسم الله القائل {فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} والصلاة والسلام على نبيه المختار سيد الأبرار الذي قال فيما رواه عن ربه, يقول الله في الحديث القدسي (أبتلي عبادي بالمصائب لأطهرهم من الذنوب), نسير في هذه الدنيا وتقلباتها, تجرعنا من مصائبها, ومصاعبها غصصاً عظيمة تحزننا وتقطع نياط قلوبنا بفواجعها الأليمة, فلا نملك حينها إلا الحزن اذا افتقدنا عزيزاً غالياً, ولا تملك أعيننا إلا دمعاً تسقطه, نطفئ به نيران الحسرة والألم في قلوبنا.. وأنفسنا, صابرة على ما قدر الله وقسم, فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (من يتصبر يصبره الله). ففي يوم السبت الموافق الثامن من الشهر المحرم لهذا العام, شاء الله ان يلفظ جدي الشيخ ابراهيم العبيد أنفاسه الأخيرة صبيحة ذاك اليوم, لنفجع بذلك الخبر الذي أبكانا وأحزننا وهزّ وجداننا, سكبنا فيه دموعاً على جدي رحمة الله عليه,.. فرحت أقول: فقدناك يا جدي, لقد كنت كريماً معطاءً وعالماً جليلاً, وشيخاً نبيلاً, افتقدناك وافتقدك كل من يحبك, وكل من نهل من علمك الغزير, الذي لم تبخل به على احد, حتى مسجدك الذي كنت تؤم الناس فيه افتقدك, حتى مآذنه تبكي حزناً على فراقك, كما بكيناك جميعاً, تركته وتركت هذه الدنيا بأجمعها ورحلت الى قبرك الذي ادعو الله أن يكون روضة من رياض الجنة. انقطعت عن هذه الدنيا وما انقطع عملك فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا مات ابن ادم انقطع عمله إلا من ثلاث, صدقة جارية, أو علم ينتفع به, أو ولد صالح يدعو له), هذه الأعمال الصالحة جميعها لك فيها نصيب, فطوبى لمن مات ولم ينقطع عمله, وعزائي أقدمه لوالدي ولأعمامي وأبنائهم, فجبر الله مصابكم وأحسن الله عزاءكم, وعظم الله لكم الأجر في فقيدكم, فهذه الدنيا ليس فيها خلود ولا مستقر, فرحمك الله يا جدي رحمة واسعة, واسكنكم فسيح جناته, ورزقك الفردوس الأعلى من الجنة, وعزائي ان هناك لقاءً بإذن الله سيجمعنا بك في جنات عرضها كعرض السماوات والأرض. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }.