قرأت مقالك، «شكراً يا أهلنا الطيبين» الموشح بالحزن، والمتقد بالشجن، والذي يشف عن جرح عميق، وقلب متصبّر، وبرحمة الله موقن وثيق. لعمري لقد أبكيتني يا حمامة العقيق وأبكيت العيون البواكيا أُخيَّة: لك ولكل الثكالى لكل من فقدتْ إشراقة عمر، وبسمة ثغر لكل من نزفت جراحها، وذرفت من دم الفؤاد دموعها، وأقفر إلا من الحزن قلبها.. لكل من قاست وعاشت معاناة عودٍ أخضر، مورقٍ مزهر، وراقبت بلَوْعةِ قلبٍ، يباسه ومن ثم سقوطه.. لكل من اعتصر الألم فؤادها، وقرّح الدمع عينيها، وأدمى الثكل كبدها أما يسرك قول الله سبحانه «وبشر الصابرين «. وقول رسول الله لرجل فقد ابنه: «أما تحب أن تأتي باباً من أبواب الجنة إلا وجدته عليه ينتظرك؟« أما وقد وقعت المصيبة فليس إلا الاحتساب والصبر، وهنيئا لكن الأجر. آخر الكلام قال صلى الله عليه وسلم: (يقول الله عز وجل: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيّه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة). نورا العلي