اعظم المنن على المرء أن هداه الله للإسلام، وأعظم بها من نعمة والحمد لله.. حثنا ديننا الحنيف على الصبر عند المصائب واحتساب ذلك عند الله، قال تعالى: {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين} وفي صحيح البخاري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يقول الله تعالى : ما لعبدي المؤمن عندي جزاء اذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة». في الأيام القريبة الماضية صفعني نبأ وفاة زميل عزيز، وصاحب فذ، ورجل مفضال، إنه الأستاذ الكريم علي بن عبدالله بن علي العباد رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته. لقد نزل النبأ على الجميع نزول الصاعقة؛ فالأمر جلل، والمصيبة عظمى، والفاجعة كبيرة، ولكن لا مفر من قضاء الله ولا راد له «فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون». رحمك الله يا ابا عبدالله رحلت وقد خلدت لنفسك ذكراً حسنا وسمعة طيبة؛ ولا عجب فلقد كنت حريصا على الدعوة الى الله ساعيا لنشر الخير بين الناس، ناهيك عن لطفك، وخفة ظلك، وحلمك، وكرمك، وتواضعك، ولعلي لا أجامل ابدا اذا قلت لطالما افدت من اخلاقك الطيبة، وتعاملك المهذب، ولا انسى انك تنزعج حيث اصرح لك بهذا الكلام. لقد امضينا سنوات ست معا في فصل واحد، ولا ريب انها كانت مليئة بالذكريات الهادئة، ممزوجة بالمضحكات والملهيات، أضف اليها لقاءاتنا خارج المعهد تلك التي لا تعد. يابن عباد ارقتني الليالي يوم قالوا قد وسدوه الترابا يوم قالوا الخل ذاك علي ودع الكون آفلا لا ايابا رحم الله اعظما دفنوها قرب سمنان فاح مسكا وطابا اريحيا يسير للخير دوما ونبيلا فليس فينا معابا وسدوك الثرى اخيا فبشرى للثرى ان يضم غضا اهابا لقد مضى صفينا ابو عبدالله طيب النفس، محمود السيرة، كريم الطرفين، شريف الجانبين، احوذيا، فرحمك الله يا ابا عبدالله وأسكنك فسيح جناته، ورحم الله امرأ قرأ هذا المقال فدعا لك.