الصحة في اي مكان هي هم الهموم وهي العنصر الأساسي في حماية البشر والتنمية البشرية وتوليها جميع الدول جل اهتمامها وتنفق عليها بسخاء، وقد حظيت الصحة لدينا باهتمام منقطع النظير وأنفقت الدولة عليها جزءاً ضخما من الميزانية ينفق في كل عام وها هي المستشفيات الحديثة المجهزة تكتمل، بأحدث الوسائل في كل مدينة وقرية ولاشك أن التخطيط الاستراتيجي ضرورة قصوى في إنشاء هذه المستشفيات، وهذا التخطيط لاشك انه يعتمد على عدد السكان والكثافة السكانية، فالمستشفى هو خدمة لبشر ويستهدف خدمة السكان بالدرجة الأولى ولا عجب إذن من ربط التخطيط للمستشفى بعدد السكان فهم الفئة المستهدفة. وسوف أتحدث عن مستشفى رفحاء الجديد الذي تم إنجازه مؤخرا من تجهيزات كاملة والذي تبلغ سعته الإجمالية (100) سرير قابلة للزيادة و(44) غرفة ترقيد، حيث بلغت تكاليفه الإجمالية أكثر من (250) مليون ريال وعلى مساحة إجمالية تقارب (100,000) مائة الف متر مربع فالمبنى يشتمل على أربعة أدوار حيث يشتمل دور التسوية (القبو) على آليات ميكانيكية من تبريد وتدفئة مياه وأدوات كهربائية ومحولات وغيرها أما الدور الأرضي فيشتمل على خدمات الطوارئ والعيادات الخارجية، واقسام الإدارة، ومبنى الخدمات المساعدة، ومختبرات، وبنك للدم، ومولدات كهربائية، أما الدور الأول فيضم جناحين كبيرين لغرف العمليات، وغرفة للولادة، والاطفال وجناحين للتنويم الجراحي والباطني، ويضم الدور الثاني غرفا للتنويم متنوعة بعضها (5) أسرة وبعضها (4) أسرة وبعضها (3) أسرة وسرير واحد، وتوجد غرفة لكبار الشخصيات، أما الدور الثالث فهو مخصص للادوات الميكانيكية، كما انه يوجد في جوار المستشفى مبنى مخصص للسكن عبارة عن ست فلل لعموم العاملين في المستشفى في اقسام التمريض وللاطباء والفنيين وللمدير وكبار الموظفين ويشتمل على كافة الخدمات الترفيهية والخدمات المساعدة للافراد والعائلات ويوجد به مسبح وصالة للألعاب ومطعم وكافتيريا للعاملين، وبالقرب منه مسجد يتسع لحوالي (400) مصل ومواقف سيارات عددها أربعة تتسع لأكثر من (100) سيارة كما ان معظم الأجهزة والتخصصات (غير موجودة في المستشفى القديم) وهي موجودة في هذا المستشفى الجديد كما ان هناك العديد من الاجهزة الحديثة والخاصة بالمختبرات والأشعة ومناظير العمليات والأسنان وغيرها، بالاضافة للخدمات المساندة، وسيكون المستشفى الجديد قادراً بإذن الله على إنجاز معظم العمليات بمختلف أنواعها التي كان المستشفى القديم يحولها لمستشفيات اخرى فهو يحتاج إلى المسارعة بتشغيله عاجلاً غير آجل لأن مستشفى رفحاء القديم في الصيف يتحول إلى مركز إسعاف وطوارئ نتيجة عدد الحوادث الكثيفة التي تفد اليه والتي غالبيتها تحول الى المستشفيات المجاورة في عرعر وحفر الباطن والتي اقلها على مسافة تبلغ (300) كلم وذلك بسبب ضعف الإمكانيات وعدم توافر الاجهزة المطلوبة لبعض الحالات مما يثقل الحمل والمسؤوليات على تلك المستشفيات المحوَّل اليها ومما يميز المبنى الجديد عن القديم ان سكن العاملين موجود ضمن مساحة المبنى وهذا يسهل عملية استدعائهم بالسرعة المطلوبة. ونحن أهالي محافظة رفحاء والقرى والهجر التابعة للمحافظة نعاني معاناة شديدة من سوء خدمات المستشفى (القديم) الموجود حاليا رغم ما تقدمه ادارة المستشفى من جهود يشكرون عليها وعدم تقصيرهم في حدود الإمكانيات المتاحة لديهم ولكن الجود من الموجود كما قال المثل حيث لا يفي باحتياجات المرضى اما المستشفى الجديد الذي ذكرته لكم في اول حديثي فقد طال وطال انتظاره وأهالي رفحاء جميعا ينتظرونه بشغف كبير لتشغيل هذا المشروع الحيوي العملاق الذي يخدم المواطنين والذي لا توجد أسباب واضحة تستدعي عدم تشغيله فهو مستشفى مهم جدا وتتوقف عليه بعد الله سبحانه وتعالى حياة الناس ، وان كانت الاعمار بيده سبحانه، فهو يخدم محافظة رفحاء وأكثر من (25) قرية وهجرة ومركز والبالغ عدد سكانها حوالي (100000) مائة الف نسمة، فقد اصبح الوضع ملحا جدا لتشغيل هذا المستشفى الجديد لخدمة هذا العدد الكبير من السكان بالاضافة الى مرتادي الطريق الدولي المار بالمحافظة والذين تكثر اعدادهم في فصل الصيف. باختصار جدا وضع المحافظة سيئ جدا صحيا فالمستشفى القديم لا تتناسب خدماته الصحية مع كثافة السكان الكبيرة للمحافظة والقرى والهجر المحيطة بها. لذا نناشد ثم نناشد جميع المسؤولين بوزارة الصحة وعلى رأسهم معالي الوزير الدكتور حمد بن عبدالله المانع ووزارة المالية والاقتصاد الوطني وعلى رأسهم معالي الوزير الدكتور ابراهيم العساف ان يتدخلوا شخصيا وبسرعة عاجلة لإنهاء الاجراءات وتذليل العقبات وادراجه ضمن الميزانية لافتتاح هذا المستشفى الجديد المهم لحياة المواطنين. في هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين وتوجيهاته المستمرة لجميع المسؤولين بتذليل الصعاب لخدمة المواطنين. مازلت أتساءل وأنا اخط هذه العبارات الشاكية عن سر عدم تشغيل هذا المستشفى الجديد والذي يتعلق بصحة وأرواح آلاف المواطنين والمقيمين هنا في رفحاء الشمال. سائلين المولى عز وجل ان يحفظ لنا قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني ويحفظ لنا هذا الوطن الغالي ورجاله المخلصين. عفوا لقد أطلت الكلام ولكن أحببت ان اضع النقاط على الحروف عن هذا المستشفى وأمام الجميع ونرجو المثوبة من الله تعالى واخيرا نقول يا ترى من هو المسؤول؟! وفي الوقت نفسه انا متأكد كل التأكيد ان هذا النداء العاجل سيصل إلى اسماع المسؤولين المخلصين فقط أقول المخلصين فقط وسوف يحل عاجلاً. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. حماد بن رهيمان الرويان