القاطن في مدينة الرياض منذ زمن بعيد يلحظ هذه الأيام اختلافاً في جغرافية الطرق سواء في الأحياء أو الشوارع الرئيسية، فلا يكاد شارع فرعي أو رئيسي في مدينة الرياض يخلو من المطبات الاصطناعية التي أكاد أجزم بأنها وُضعت بدون أي تخطيط أو دراسة!! فكل شارع تسلكه اليوم بهدوء تفاجأ به في الغد قد وُضعت فيه جبال من المطبات الاصطناعية، فلست أعلم ما سبب سر كثرة المطبات الاصطناعية المفاجئة في مدينة الرياض، هل هو بسبب تسكع الكثير من الشباب في هذه الشوارع، وارتأت الجهة المسؤولة عن هذه المطبات بأن هذا هو أفضل حل للحد من كثرة تسكع الشباب بسياراتهم في هذه الشوارع. إن كان كذلك مع الأسف الشديد فإن هذا الحل هو حل فاشل بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، فما ذنبي وذنبك أننا نسلك هذا الطريق اليوم بهدوء وسكينة وارتياح ونسلكه في الغد ونفاجأ بجبال شاهقة من المطبات الاصطناعية التي تسببت في الإضرار بأطفالنا ونسائنا الحوامل وأمهاتنا وآبائنا العجائز، وتسببت أيضاً في إتلاف سياراتنا، ورفع ضغطنا كسائقين!! هل هذه المطبات هي قرارات ارتجالية ولمَ لم تتم دراسة وضعها بشكل جيد ولمَ لم يراع فيها الاحتياطات اللازمة، كالتنبيه على سالكي الطريق بأن أمامهم مطبات اصطناعية على مسافة كذا.. من الأمتار، ألم يعلم مقرر هذه المطبات أن هذه المطبات قد تتسبب بالعديد من الحوادث المرورية والمقصد من وضعها هو الحد من الحوادث فهل يعالج الخطأ بخطأ أعظم منه!! إن القاطن في مدينة الرياض والزائر لها يرى أن هذه المدينة الجميلة والعاصمة الغالية على قلوبنا قد تشوهت شوارعها الجميلة بتلك الجبال الشاهقة من المطبات الخطيرة. تلكم هي العشوائية في وضع المطبات الاصطناعية. أما الحاجة لها فبلدتنا الشيحية في منطقة القصيم إن شارعها العام والوحيد بالبلدة والذي لا يتجاوز طوله ثلاثة كيلو مترات بحاجة ماسة جداً للمطبات الاصطناعية كون هذا الشارع هو امتداد لطريق زراعي يسلكه الكثير من المزارعين الذين يريدون التوجه لمزارعهم حيث إن القادم من طريق المطار يكون على نفس سرعته حينما يدخل الشيحية وقد تسبب ذلك في العديد من الحوادث المرورية والدهس والتي راح ضحيتها العديد من الأنفس البريئة كان آخرها في عيد الأضحى المبارك من العام 1424ه حيث تم دهس أحد العمالة الهندية الذي تقطع أوصالاً، وقبلها بشهر تم دهس طفل في عمر الزهور لم يتجاوز السادسة من عمره كانت أمه تنتظره في الجهة الأخرى من الطريق كي يأتي لها بالخبز، فتم دهسه أمام عينيها، فأي أم مكلومة مثل هذه الأم التي دهس ابنها أمام عينها، وانه والله لموقف مبك أبكى العديد من سالكي الطريق عندما شاهد الأم تبكي أشد البكاء وهي تتمرغ بدم ابنها الذي راح ضحية هذا الشارع الخطير الذي يحتاج إلى وقفة جادة من المسؤولين لوضع مطبات اصطناعية في أقرب فرصة، علماً أن بعض المواطنين الغيورين قد قاموا بمطالبة المسؤولين بضرورة وضع مطبات اصطناعية للحد من حوادث المرور وحوادث الدهس التي كثرت في الآونة الأخيرة، ولكن مع الأسف الشديد فإن كل جهة تحمل الجهة الأخرى مسؤولية هذه المطبات حيث إن الشيحية هي تابعة لخدمات بلدية البكيرية ولكن البلدية تتعذر عن وضع المطبات كون هذا الطريق هو من اختصاص فرع وزارة النقل بمنطقة القصيم وفرع وزارة النقل بالمنطقة يتحجج بأن هذا الطريق هو داخل البلدة وبالتالي فإنه من اختصاص البلدية؟! وكل هذا شفهياً وبدون أي خطابات رسمية!! فمن المسؤول عن إزهاق هذه الأرواح التي راحت ضحية هذا الطريق ومن المسؤول مستقبلاً عن الأرواح البريئة التي ستروح ضحية هذا الطريق؟ إنني أناشد المسؤولين في منطقة القصيم سواء في فرع وزارة الشؤون البلدية والقروية أو في فرع وزارة النقل بسرعة إيجاد مطبات اصطناعية في الشارع العام بالشيحية لمنع إزهاق أرواح بريئة أخرى لا نعلم متى.