قال تعالى في محكم كتابه: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ) (سورة البقرة آية 197) والدولة وفقها الله لما فيه خير للإسلام والمسلمين، وفرت الكثير من المال والإمكانات وبذلت جهوداً كبيرة في سبيل راحة وسلامة الحجاج، والجهود مهما بذلت فلن ترضي المتربصين، أما الزعم بأن حج هذا العام وصل إلى مرحلة الكمال فأقول: زمن الدعاية والتطبيل قد ولى والأعمال مهما كانت لابد لها من نقصان، والكمال لوجه الله، والمتربصون عادة مايذكرون السلبيات القليلة دون إيراد ذكر لإيجابية واحدة، أما المطبلون وما أدراك ما المطبلون فهم يزعمون بنجاح حج هذا العام وبنسبة 100% وينفون وجود سلبية واحدة، أقول: ليتهم قالوا بنسبة 99% فذلك أمر مقبول.والأولى للمرء عند إصدار الحكم أن يخشى الله سبحانه وتعالى في أقواله وأفعاله. وفي كل عام نشاهد التحسينات والأعمال الكثيرة لراحة الحجاج، ولعل من أبرزها في هذا العام ماجرى من تعديل على مكان ماء زمزم. ويهمنا في هذا المقام توضيح الاقتراحات والآراء لحل مشكلة الجمرات، وليس بسط الحديث عن إنجازات الدولة وفقها الله فهذا له مقام آخر، وتُحَتِّم هذه المشكلة وغيرها من المشاكل الهامة أن يساهم كل مواطن غيورعارف على مصلحة بلاده بالمشاركة في حل مشاكل العباد والبلاد. وهناك عدة مقترحات وآراء لتحسين وحل مشكلة الجمرات منها: إنشاء عدة أدوار لرمي الجمرات ، على غرار الجسر الحالي. - ابتكار طرق لرمي الجمرات من مسافات بعيدة، مثلاً: عمل قنوات ينحدر منها الحصى بشكل انسيابي نحو الجمرة. - منع الجلوس حول الجمرات. - إزالة المباني القريبة من الجمرات. - عمل دراسات حول الاستفادة من الإمكانيات الحديثة في حل هذه المشكلة، مثال على ذلك: تل إفريك، أو قطارات أو عربات مخصصة لرمي الجمرات. - أن يكون الدخول إلى الجمرات عبر طريق واحد. - يتم الدخول على شكل مجموعات منظمة (تفويج). - تخصيص صفحة واحدة في إحدى الصحف المحلية لطرح آراء ومقترحات القراء. - استفتاء أهل العلم فيما يمكن عمله في مثل هذه المواقف، وطرح الحلول سابقة الذكر وغيرها، كحكم زيادة وقت الرمي. - إتاحة الفرصة بالكتابة بكل حرية للمواطنين، والبعد عن التطبيل، فنحن بحاجة لقطع الطريق على المتربصين. - طرح مسابقة على شكل بحوث لحل هذه المشكلة. - عمل ندوات لحل هذه المشكلة. - عمل دورات تدريبية خاصة برجال الأمن. - إلزام الدول بتزويد الحجاج بكتيبات عن تأدية الفريضة والمخاطر التي ربما تواجههم عند الجمرات وكيفية حلها. - من الملاحظ على الأكتاف الحديدية الموضوعة لحماية الحجاج في أعلى الجسر أنها قصيرة ، بل تشكل خطورة على الحاج في وقت ذروة الزحام. - التوعية الإعلامية، وأخص بالذكر منها عمل نشرات عن أهم المخاطر التي قد تواجه الحاج. وأخيراً أحب أن أشيد بالتنظيم الذي لمسه الجميع من رجال الأمن ولاينكره إلاَّّ جاحد، كما أهيب بالقراء بالمشاركة بطرح الحلول والبدائل للمشاكل الأخرى كمشكلة الصلاة عند المقام في وقت الذروة. هذا ما عَنَّ لي قوله آملاً أن أكون قد ساهمت في خدمة حجاج بيت الله. والمِنْةُ مَنْ مَنَّ الله عليه بالإيمان. [email protected]