استغرب العديد من المحللين والمتابعين لحالة البرود والثقة المفرطة التي أظهرها الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير بعد أن تكشفت المعلومات عن (كذب) المعلومات التي قدماها لتبرير شن حرب على العراق فالحرب الأمريكية البريطانية التي انتهت باحتلال العراق من قبل قوات البلدين كانت بسبب ادعاء كل من إدارة الرئيس جورج بوش الابن وحكومة توني بلير البريطانية امتلاك نظام صدام حسين أسلحة نووية تشكل تهديداً خطيراً لأمن العالم (الحر) وبالذات الولاياتالمتحدةالأمريكية، والآن وبعد احتلال العراق من قبل قوات البلدين وتفتيش أراضيه و(نبش) كل مكان فيه تأكد وبشكل قاطع خلو العراق من أية أسلحة نووية، وهذا ما خلق حرجاً للرئيس بوش الابن وحليفه البريطاني بلير مما دفعهما إلى تشكيل لجنتي تحقيق يعتقد الكثيرون أنهما ستلقيان باللائمة على تقارير المخابرات التي لم تحسن تقديم معلومات دقيقة عن أسلحة صدام النووية، التي لم يتعقبها (عملاء) المخابرات الأمريكية والبريطانية بصورة دقيقة..!! الأمريكيون وبالذات جماعة الرئيس بوش الابن وجدوا الحل (الرائع) الذي سيخرجهم من هذه الورطة، ويقدم لهم (مبرراً) جديداً لاتهام دول أخرى ويحرج دولاً أخرى رفضت أو لنقل عارضت تنفيذ خطط جماعة بوش من المحافظين الجدد ل(تأديب) دول الشر، فالأمريكيون تحت يدهم (كنز) اسمه صدام حسين وهذا (الصدام) المخدر الذي يخضع لكل تجارب التجريب البيولوجي والكيمائي والسيكولوجي والفسيولجي سيكون أداة طيعة لتلقينه كل ما يريد الأمريكيون إيصاله للآخرين، فبعد تهيئة الرئيس الذي لم يعد مهيباً سيكون جاهزاً لقول كل ما يبرئ ساحة بوش وبلير وسيقول ك(اعترافات) ما يطلبه العم سام وحليفه ولن يكون منه قول أكثر من شيئين: مصادر حصول العراق على مكونات الأسلحة النووية والكيماوية والبيولوجية وبعد (نجاح) العراق في تصنيع هذه الأسلحة إلى أين أرسلت؟ وما هي الدول التي استقبلت تلك الأسلحة؟ وعندها تكون الإدارة الأمريكية قد خرجت من ورطتها الحالية ونقلت الورطة إلى ما يسمى بدول محور الشر التي تتهمها واشنطن ولندن بامتلاك الأسلحة النووية.. والدول التي عارضت الحرب على العراق وهي الدول التي سيعترف الرئيس المهيب (المخدر) بمساعدتها لنظامه في تصنيع هذه الأسلحة.