كتبت صحيفة الشرق القطرية يوم الإثنين الموافق 9-2-2004م في زاويتها الرسمية (رأي الشرق) مقالاً بعنوان (ليس دفاعاً عن قناة الجزيرة) وعند قراءة هذا المقال لا نستطيع أن نقول عنه سوى أنه أخذ من اسم جريدته أوفر الحظ والنصيب ،فالمقال وكاتبه في (الشرق) ،والواقع والحقيقة في الغرب!! وكما قال القائل: سارت مشرِّقة وسرت مغرِّبا شتان بين (مشرِّق) ومغرِّبِ حيث علقت هذه الصحيفة على التصريح الذي أدلى به الأمير عبدالعزيز بن بندر بن عبدالعزيز مساعد رئيس الاستخبارات من قوله: ان بث قناة الجزيرة للفيلم الذي تحدث عن تفجير المحيا يمثل تحريضاً على الإرهاب، ونشرت هذا التصريح الزميلة جريدة عكاظ. وقد انطوت هذه الكلمة الصادرة عن جريدة الشرق (على وجازتها) على عدد من المغالطات حقيق بأن يفرد كل منها بمقال مستقل للرد عليها لكن هذه إشارات سريعة فيما احتواه هذا المقال ولعل أبرز سبب للرد عليه هو الواجب الوطني الذي هو مستمد من النصوص الشرعية التي تؤكد على كل مسلم حقه في الذب عن المفترى عليه فما بالك إذا كانت الفرية على الوطن ورجاله وصحافته. (1) استغربت جريدة الشرق أن يكون تصريح الأمير هذا بعد ساعات من صدور مرسوم ملكي بتعيينه مساعدا لرئيس الاستخبارات (!)، وكأنهم يربطون (أو يريدون أن يربطوا!!) التصريح بتعيينه في هذا المنصب مع أن الجميع يعلم بأن التصريح ليس له علاقة بالتعيين فسواء كان الأمير في الاستخبارات أو في التربية والتعليم أو في وزارة الإعلام أو أي قطاع آخر فكلُّ مواطن في هذه البلاد ، ما عادت قناة الجزيرة تحتاج إلى طويل تفكير حتى نعرف توجهاتها، وبخاصة في الآونة الأخيرة ، فتصريح الأمير هو نتيجة قناعة، وسبب خروجه ليس التعيين بقدر ما هو بث الجزيرة للشريط، فهو المناسبة الحقيقية لحديث الأمير. (2) هل تعتقد جريدة الشرق القطرية أن المشاهد السعودي بل العربي مغفل حتى لا يفرق بين ما بثته العربية من دقائق محدودة بطريقة فيها إدانة من قام بالعمل وبين ما بثته قناة الجزيرة من ذكر المسوغات التي قالها هؤلاء من قيامهم بعملهم المشين ؟هذا إضافة إلى أن جريدة الشرق غالطت الواقع كثيراً حين قالت: ان قناة العربية بثت الشريط (كاملاً دون انتقاص)! فما بثته قناة العربية بثت ما هو أقل مما بثته قناة الجزيرة ومع ذلك تقول الجريدة القطرية: انه دون انتقاص؟!. وليس الكلام على بث مقاطع من الشريط بل الكلام على الطريقة الانتقائية في عرض هذا الشريط. فحديث الأمير ليس عن مجرد بث مقاطع من الفيلم بل هي طريقة العرض والانتقائية، ولا أظنه يخفى على الإخوة في صحيفة الشرق ان عموم الصحف السعودية تحدثت عن هذا الشريط ومثل ذلك بعض الصحف العربية الواسعة الانتشار ولم يتحدث أحد عنها كما هو الحال بقناة الجزيرة. (3) ولعل مما لا يستطيع أحد أن يتجاوزه من الكلمات في هذا المقال قوله عن الجزيرة (رفضها الخضوع لأي توجه حكومي) وهنا لن أعلق طويلا حتى لا اتهم بأني من أعداء الحقيقة كما يصف المقال منتقدي الجزيرة بل سأحيل القارئ الكريم إلى كتاب متوفر على شبكة الإنترنت وهو مشاهدات خرجت من رحم الجزيرة نفسها حيث سبق وأن ألف أحد مراسلي قناة الجزيرة (جمال إسماعيل) كتاباً بعنوان (ابن لادن والجزيرة وأنا) وانظر الكاتب بكامله حتى تعرف مدى صحة ما ورد في الجريدة القطرية وبخاصة الفصل الذي تحت عنوان: محاولات الجزيرة اللقاء مع أيمن الظواهري لابتزاز الحكومة المصرية!! وهو الفصل الأول من الكتاب. وللمعلومية لن يستطيع أن يقول أي شخص أن هذا المؤلف يجامل السعودية أو أنه محسوب عليها فقد نال السعودية نصيب وافر من النقد في هذا الكتاب (4) وجاء في آخر هذه الكلمة ما نصه (حتى (أعداء الحقيقة) في مناطق أخرى من العالم مثل أوروبا والولايات المتحدة، لم يصلوا في تحاملهم ظلماً على (الجزيرة) إلى ما وصل إليه المسؤول السعودي) نقول نعم فهم لم ينتقدوا قناة الجزيرة بمثل ما قاله المسؤول السعودي ولا قريباً منه وليس السبب انهم أنصار الحقيقة لكن السبب ان قناة الجزيرة لا تستطيع أن تشهر سيف النقد سوى في وجه مصر والكويت والأردن والسعودية وأمثالها من بقية الدول العربية أما هذه الدول الغربية فهي بمأمن من نقد قناة الجزيرة. وليس سراً ما تتداوله بعض الأقلام من أشرطة القاعدة التي بثتها قناة الجزيرة لا تبث إلا بعد أن تعرض على مقص الرقيب لكن من هو هذا الرقيب؟!