تتواصل جهود اللجنة المنظمة واللجان المنبثقة عنها في الإعداد والترتيب واستكمال التجهيزات الخاصة بالمعرض الخامس لوسائل الدعوة إلى الله تحت شعار «كن داعياً» الذي تنظمه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المدينةالمنورة في شهر محرم القادم 1425ه، وذلك من خلال الاجتماعات التي تعقد اسبوعياً في الرياض. ويوضح وكيل الوزارة للتخطيط والتطوير رئيس اللجنة المنظمة للمعرض الشيخ أحمد الصبان أن خمسين جهة حكومية وأهلية وخيرية أكدت مشاركتها في المعرض، بأجنحة تجاوز مجموع مساحتها نسبة (73%) من إجمالي مساحة المعرض البالغة (600.3) متر مربع. وفي ذات الوقت، لاتزال ترد إلى إدارة المعرض طلبات المشاركة في المعرض التي حدد لها آخر موعد للقبول يوم السادس عشر من شهر ذي القعدة الجاري. وتعمل الوزارة على نشر الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة من خلال تنظيم الندوات والمحاضرات والدروس الدينية، وإلقاء الكلمات الوعظية والخطب المنبرية، وإجراء الجولات الدعوية على المناطق النائية، وتوزيع الاصدارات الدينية المختلفة من مصاحف وترجمات لمعاني القرآن وكتب دينية وثقافية ونشرات توعوية وشرائط تسجيلية، وذلك إسهاماً منها في دعم العمل الريادي الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية وقيادتها الرشيدة. وإيماناً من الوزارة بأن العمل الدعوي يحتاج إلى فكر خلاق وإبداع متجدد يلتمس معايش الناس ووسائل حياتهم، لينشر بينهم كلمة الحق، ويلزمهم صراط ربهم المستقيم، فقد أخذت على عاتقها مهمة تجديد، وتفعيل، وتطوير وسائل الدعوة، فنظمت معرضاً دورياً لوسائل الدعوة تحت شعار «كن داعياً» نظم المعرض الأول منه في مدينة الدمام بالمنطقة الشرقية في شهر ربيع الأول من العام 1422ه والمعرض الثاني في محافظة جدة بمنطقة مكةالمكرمة في شهر جمادى الآخرة من العام نفسه، والمعرض الثالث في مدينة الرياض في شهر ربيع الأول 1423ه والمعرض الرابع في بريدة بمنطقة القصيم في محرم 1424ه، والمعرض القادم سيكون -بإذن الله- في المدينةالمنورة. وقد أجمع المشاركون في تلك المعارض من الجهات الحكومية والأهلية والجمعيات والمؤسسات والمجالس الإسلامية، على أهمية هذه المعارض وفائدتها العظيمة ونتائجها المثمرة في خدمة العمل الدعوي، وفي اعطاء دفعة قوية لتنشيط جهود الدعاة، وإعطاء الصورة الحقيقية للناس لمختلف وسائل الدعوة إلى الله سواء كانت مرئية، أو مسموعة أو مقروءة. والوزارة وهي عازمة على الاستمرار في الإعلان عن تنظيم مثل هذه المعارض الدعوية تحت شعار «كن داعياً»، فإنها تعلن دائماً انها من خلال دعاتها تعتمد في منهجها لتبلغ الدعوة إلى الله تعالى على الالتزام بهدي الكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح، ووفق المنهج الوسطي المعتدل، كما أنها تؤدي رسالتها مستعينة بكافة الوسائل المشروعة في مجال الدعوة، وتعمل على تحديث أجهزتها ومراعاة أولويات العمل بحيث يتم على أسس علمية وخطط وبرامج مدروسة تدرك واقع الدعوة والمستجدات المحيطة بها، وتوظف في سبيل ذلك كافة الإمكانات للنهوض برسالتها. وتعود فكرة إقامة معرض وسائل الدعوة إلى الله تحت شعار «كن داعياً» إلى معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ. ويُعَدُّ معرض الدعوة إلى الله في المدينةالمنورة -الذي سيقام في مركز المدينة للمعارض والمؤتمرات الدولية جنوب مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز في الثامن عشر من شهر محرم 1425ه، وسيستمر - بإذن الله تعالى- إلى الثامن والعشرين من نفس الشهر. وقد أخذت الوزارة بعين الاعتبار ان تقيم المعرض في كل منطقة من مناطق المملكة باعتبار ان الرسالة هي تعريف الناس بوسائل الدعوة إلى الله، وحظهم على استخدامها فتسهيلاً للناس، وتشجيعاً للجهات العاملة في مجال الدعوة، اتخذت الوزارة سياسة إقامة المعرض مرة أو مرتين في كل عام على الأكثر في منطقة أو منطقتين من مناطق المملكة، ويسهم ذلك أيضاً في تعريف مجتمعات المناطق الأخرى وسكانها من المواطنين والمقيمين على وسائل الدعوة وكيفية استخدامها من خلال الحملات الاعلامية المصاحبة للمعرض. وفي المعرض الأول الذي أقيم في الدمام كانت البداية، قد أخذت الوزارة على عاتقها جميع الأسباب لإقامته والاستفادة منه كونه تجربة أولى، وكانت بالفعل تجربة رائدة، حيث تم لأول مرة اجتماع الجهات العاملة في مجال الدعوة إلى الله تحت مظلة معرض واحد، وكانت سبقاً ولله الحمد، وقد نجح نجاحاً باهراً، حيث زار المعرض حوالي 147 ألف زائر وزائرة خلال أيام المعرض. ثم أقيم المعرض الثاني في محافظة جدة بمنطقة مكةالمكرمة، ونتيجة للتجربة الأولى، فقد تم استدراك بعض الأمور، وقد ظهر معرض وسائل الدعوة إلى الله في جدة بمساحة أكبر نظراً لكبر القاعة التي أقيم فيها، كما تميز بعدة خصائص أهمها العدد الكبير من الزائرين والزائرات، وتخصيص أجنحة خاصة بالمرأة، والطفل والشباب، وركن للتعرف على الاستشراق، وركن للتنصير وسبل مواجهته، وأركان بلغات مختلفة للجاليات، وتميز أيضاً باتساع مشاركة الجهات الحكومية والأهلية من القطاعين العام والخاص في مجال الدعوة إلى الله. كذلك تميز معرض «كن داعياً» بإقامة عدد من الأجنحة بتصاميم وأشكال جميلة وخاصة بها، وأيضاً كان لمشاركة شركة النقل الجماعي بنقل الزوار من المناطق البعيدة في جدة إلى المعرض وإعادتهم الأثر الفاعل في زيادة عدد الزوار وتحقيق أهداف المعرض. حيث تجاوز عدد الزوار 157 ألف زائر وزائرة. أما معرض «كن داعياً» الثالث الذي أقيم في مدينة الرياض، فقد كان الأكبر، والمتميز بكثافة المشاركين بسبب وجود برامج دعوية مصاحبة مخصصة للنساء، وأخرى للجاليات إضافة إلى محاضرات لكبار العلماء، كما أقيم برنامج للتطوير الإداري الدعوي، حيث عقد البرنامج لأول مرة في معرض الرياض، جمع بين مميزات المعرضين الأول والثاني، إضافة إلى ما انفرد به من المميزات المذكورة. وقد زار معرض الرياض أكثر من 250 ألف زائر وزائرة. أما معرض «كن داعياً» الرابع الذي أقامته الوزارة في مدينة بريدة بمنطقة القصيم، فقد بلغ عدد زواره حوالي المائة وخمسين ألف زائر، وتميز بتنظيم جناح جديد معتاد في وسائل الدعوة وباختصار يمكن القول إن الوزارة بفضل الله -سبحانه وتعالى- قد نجحت في تنظيم المعرض واستقطاب أعداد كبيرة من الزوار وإدخال بعض الأساليب الرائدة في تنظيم المعارض وإداراتها: من حيث تقسيم المعرض إلى أقسام مميزة بألوان أرضية لكل قسم وألوان أسماء المشاركين، وتسيير حافلات مجانية من وإلى المعرض وإدارة وتشغيل المعرض في الأيام المخصصة للنساء بواسطة طاقم نسائي (100%) من عارضات وعاملات نظافة ومراقبات أمن، وهو ما تم لأول مرة في مجال المعارض ولله الحمد. ولأن الدعوة واجب كل مسلم ومسلمة، فقد حرص معرض «كن داعياً» على تخصيص بعض فعاليته للنساء، حيث تم في معرض وسائل الدعوة إلى الله في مدينة الدمام تخصيص يوم واحد للنساء، وزيدت المدة إلى يومين في معرض جدة، ثم زيدت إلى ثلاثة أيام في معرض الرياض بسبب الإقبال الكبير والمهم من قبل النساء على المعرض، فقد بلغ عدد الزائرات فقط في معرض «كن داعياً» بالرياض حوالي 125 ألف زائرة، وبناء على ذلك، فقد تقرر زيادة عدد الأيام المخصصة للنساء في معرض «كن داعياً» في القصيم إلى أربعة أيام كاملة، وكذلك الحال بالنسبة لمعرض المدينةالمنورة. وقد أجمع عدد من أصحاب الفضيلة المشايخ والدعاة -في أحاديث صحفية بمناسبة تنظيم وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لمعارض الدعوة إلى الله تحت شعار «كن داعياً» في عدد من مدن المملكة، أجمعوا على ان المعارض الأربعة التي أقيمت حتى الآن هي واقع خاص من إبداع وسائل الدعوة ولتفعيلها التفعيل الذي من شأنه أن يكون سبباً من أسباب التوجيه والتبصير والتوعية، وإعطاء الداعية ما يمكن ان يكون سبباً من أسباب قوته في دعوته وصلاحه فيما يدعو إليه. وأكدوا أن تنظيم تلك المعارض الماضية والمستقبلية كان وسيكون لها -بمشيئة الله تعالى- اثر كبير في توعية الناس بأهمية الدعوة إلى الله وتعريفهم بمختلف وسائل الدعوة وسائلين الله تعالى ان يثيب القائمين على مثل هذه المعارض الدعوية التي من شأنها ان تنمي عند الداعية ملكة الدعوة إلى الله -سبحانه وتعالى- على بصيرة وهدى، كما تنمي عنده أدب الدعوة إلى الله فيما يتعلق بالرفق واللين تحقيقا لقوله تعالى: {ادًعٍ إلّى" سّبٌيلٌ رّبٌَكّ بٌالًحٌكًمّةٌ والًمّوًعٌظّةٌ الحّسّنّةٌ وجّادٌلًهٍم بٌالَّتٌي هٌيّ أّحًسّنٍ}. ونوهوا بجهود أصحاب السمو الملكي أمراء المناطق التي أقيمت فيها المعارض على رعايتهم المعارض وافتتاحهم إياها، مشيرين إلى ان ذلك انعكاس طبيعي للثوابت التي قامت عليها المملكة، ومنها العناية بهذا الدين والتمسك به والدعوة إليه، والدفاع عنه، ورد كل من يريد أن يؤثر على اتجاه هذه البلاد نحو هذا الدين. وأوضح أصحاب الفضيلة والمشايخ والدعاة ان للدعوة إلى الله تعالى طرقاً في الأخذ بها، ولها أثر كبير في سبيل الاستجابة والسمع والطاعة نحوها، وهذه الطرق مستمدة من كتاب الله تعالى، حيث يقول الله: {ادًعٍ إلّى" سّبٌيلٌ رّبٌَكّ بٌالًحٌكًمّةٌ والًمّوًعٌظّةٌ الحّسّنّةٌ وجّادٌلًهٍم بٌالَّتٌي هٌيّ أّحًسّنٍ}، وأن يكون الداعية على بصيرة من أمره استجابة لقول الله سبحانه وتعالى: {قٍلً هّذٌهٌ سّبٌيلٌي أّدًعٍو إلّى اللَّهٌ عّلّى" بّصٌيرّةُ أّنّا ومّنٌ اتَّبّعّنٌي}. وقالوا: إن الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى من أسمى مايمكن ان يسلكه الداعي إلى الله - سبحانه وتعالى- في سبيل حصيله مايمكن ان يكون سبباً من أسباب سعادته في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ولهذا يقول الله سبحانه وتعالى: {ومّنً أّحًسّنٍ قّوًلاْ مٌَمَّن دّعّا إلّى اللَّهٌ وعّمٌلّ صّالٌحْا وقّالّ إنَّنٌي مٌنّ المٍسًلٌمٌينّ}، مؤكدين على ان الدعوة الملتزمة بالرفق واللين والجدال بالتي هي أحسن، هي الدعوة الملتزمة بالحكمة والموعظة الحسنة والمنطق السليم في سبيل الدعوة إلى الله، وتبصير وتوجيه وتوعية المدعويين إلى ذلك، كما ان لذلك أثر كبير في سبيل الاستجابة والعناية بهذه الدعوة وما يترتب عليها من آثار جيدة في سبيل الاستقامة والصلاح. كما أثنوا -في سياق آحاديثهم- على قيام وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمسؤولياتها تجاه الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، بحيث لايستغرب منها ان تقوم بمهمتها في سبيل الدعوة، وتشجيع الدعاة، وتكثيف وتوسيع دائرة الدعوة إلى الله في داخل البلاد وخارجها.