أكد فضيلة الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع عضو هيئة كبار العلماء أن المعرض الأول ل «وسائل الدعوة إلى الله تحت شعار «كن داعياً» الذي ستنظمه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في الدمام خلال الفترة من 17-23/3/1422ه هو واقع خاص من إبداع وسائل الدعوة ولتفعيلها التفعيل الذي من شأنه أن يكون سبباً من أسباب التوجيه والتبصير والتوعية، وإعطاء الداعية ما يمكن أن يكون سبباً من أسباب قوته في دعوته وصلاحه فيما يدعو إليه.وقال فضيلته في تصريح له بمناسبة إقامة المعرض: إن المعرض سيكون له - بمشيئة الله تعالى- أثر كبير، سائلاً الله تعالى أن يثيب القائمين على مثل هذه المعارض الدعوية التي من شأنها أن تنمي عند الداعية ملكة الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى على بصيرة وهدى، كما تنمي عنده أدب الدعوة إلى الله فيما يتعلق بالرفق واللين تحقيقاً لقوله تعالى: «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن». ونوه فضيلة الشيخ المنيع بجهود صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود أمير المنطقة الشرقية على رعايته المعرض وافتتاحه إياه، مشيراً إلى أن ذلك ليس بمستغرب على سموه الكريم مثل هذا الاهتمام ومثل هذه المبادرة التي هي في الواقع امتداد لما عليه آباؤه وأجداده، وجميع أفراد الأسرة الحاكمة-وفقهم الله لما يحبه ويرضاه-، فهم في الواقع يشعرون بمسؤولياتهم تجاه دينهم، ويعلمون أن أهم ركن من أركان ثبات حكمهم هو العناية بهذا الدين والتمسك به والدعوة إليه، والدفاع عنه، ورد كل من يريد أن يؤثر على اتجاه هذه البلاد نحو هذا الدين، وتمسكها به فشكراً لسموه هذا الشعور المبارك، سائلاً الله تعالى أن يبارك فيه، وأن يجعله من أهل التقوى وأهل المغفرة، وأن يوفقنا للتمسك بدينه والدعوة إليه والاعتماد على الله سبحانه وتعالى ثم على مقتضيات هذا الدين الحنيف الذي هو واقع مصدر سعادتنا وأمننا واستقرارنا. ونوه فضيلة الشيخ المنيع في سياق حديثه بقيام وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمسؤولياتها تجاه الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، بحيث لا يستغرب منها أن تقوم بمهمتها في سبيل الدعوة، وتشجيع الدعاة، وتكثيف وتوسيع دائرة الدعوة إلى الله في داخل البلاد وخارجها، مشيراً إلى أنها أهل لذلك، وهي تحظى برجل فاضل هو وزيرها معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ هذا الرجل الذي هو أحد علماء الأمة، وفي نفس الأمر يشعر بشعوره نحو الدعوة إلى الله تعالى وضرورة توسيع دائرة هذه الدعوة في جميع ما من شأنه أن يكون سبباً من أسباب إعطاء الداعي من القوة والتأييد ما يستطيع به أن ينطلق نحو الدعوة إلى الله في هدوء وراحة، ومسلحاً لتكون دعوته دعوة منتجة، وموجبة للسمع والطاعة. وعلى صعيد آخر، تطرق فضيلة الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع في حديثه إلى الطرق التي يجب أن يسلكها الدعاة في مواجهة الأساليب المعادية لإعاقة المد الإسلامي، قائلاً لا شك أن للدعوة إلى الله طرقاً في الأخذ بها ولها أثر كبير في سبيل الاستجابة والسمع والطاعة نحوها، وهذه الطرق مستمدة من كتاب الله تعالى، حيث يقول الله: «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن»، وأن يكون الداعية على بصيرة من أمره استجابة لقول الله سبحانه وتعالى: «قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني»، ولا شك أن الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى من أسمى ما يمكن أن يسلكه الداعي إلى الله سبحانه وتعالى في سبيل تحصيله ما يمكن أن يكون سبباً من أسباب سعادته في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ولهذا يقول الله سبحانه وتعالى:«ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين». وأضاف فضيلته قائلاً: لا شك أن الدعوة الملتزمة بالرفق واللين والجدال بالتي هي أحسن، هي الدعوة الملتزمة بالحكمة والموعظة الحسنة والمنطق السليم في سبيل الدعوة إلى الله وتبصير وتوجيه وتوعية المدعوين إلى ذلك، كما أن لذلك أثر كبير في سبيل الاستجابة والعناية بهذه الدعوة وما يترتب عليها من آثار جيدة في سبيل الاستقامة والصلاح. وعن الصحوة الإسلامية للعودة إلى نهج السلف الصالح، عبر فضيلة عضو هيئة كبار العلماء عن سعادته بها، وحمد الله تعالى على انتشارها مؤكداً على أنها بحاجة إلى رعاية وعناية واهتمام وإحاطة بها والأخذ بكل ما من شأنه أن يكون سبباً من أسباب عدم انجرافها و اتجاهها إلى اتجاهات من شأنها أن تعطي نتائج عكسية لهذه الصحوة- لا سمح الله-، مطالباً أصحاب الفضيلة العلماء بالعناية بهذه الصحوة المباركة من حيث توجيهها والعناية بها، وتبصير المنتسبين إليها إلى أن ديننا دين عدل، ورحمة، وشفقة، وهو مستمد من قول الله تعالى لرسوله - صلى الله عليه وسلم- «ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك»، فيجب أن تكون الدعوة إلى هذه الصحوة مبنية على الرفق والحكمة والمنطق والجدال بالتي هي أحسن، كما يجب ألا يكون في هذه الدعوة أو الصحوة من عناصر الخلف والتنازع والاختلاف ما يمكن أن يكون سبباً من أسباب التأثير على هذه الصحوة بحيث ينقلب أمرها إلى ما لا تحمد عقباه. وتحدث فضيلة الشيخ عبدالله المنيع عن السبل التي تعين المساجد على أداء رسالتها في نشر الدعوة إلى الله تعالى، قائلاً: إن المسجد هو في الواقع مدرسة ومكان للعبادة والتوجيه والتبصير والتوعية والدعوة إلى الله تعالى بالتي هي أحسن، فلهذا ينبغي أن تكون المساجد محلاً للمحاضرات والندوات والفتاوى الشرعية، ولتعليم كتاب الله تعالى، وتدريس العلوم الشرعية، ونحو ذلك فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعقد الألوية الجهادية في المسجد نفسه، وقد كان صلى الله عليه وسلم يقول بالأمور الإدارية، والعسكرية، والشرعية، والقضائية، وجميع ما يتعلق بشؤون المسلمين كل ذلك في مسجده صلى الله عليه وسلم، وهذا إشعار منه - صلى الله عليه وسلم لأن المسجد يجب أن يكون له رسالة تخدم المسلمين في جميع مجالات حياتهم المختلفة.