يعد معرض وسائل الدعوة الى الله في المدينةالمنورة بمركز المدينة للمعارض والمؤتمرات الدولية جنوب مطار الامير محمد بن عبدالعزيز بالمدينةالمنورة في الثامن عشر من شهر محرم الجاري 1425ه, ويستمر الى الثامن والعشرين منه, الخامس في سلسلة المعارض الدعوية التي تنظمها وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد تحت شعار (كن داعيا) منذ عام 1422ه حيث نظمت المعرض الأول في مدينة الدمام في شهر ربيع الأول من عام 1422ه والمعرض الثاني في محافظة جدة في شهر جمادى الآخرة من العام نفسه, والمعرض الثالث في مدينة الرياض في شهر ربيع الاول 1423ه, والمعرض الرابع في بريدة في محرم 1424ه, بلغ مجموع زوارها اكثر من سبعمائة الف زائر وزائرة. وكان المعرض الاول الذي اقيم في الدمام البداية, وكانت بالفعل تجربة رائدة حيث تم لاول مرة اجتماع الجهات العاملة في مجال الدعوة الى الله تحت مظلة معرض واحد, وكانت سبقا ولله الحمد, وقد نجح نجاحا باهرا, حيث زار المعرض حوالي 147 الف زائر وزائرة خلال ايام المعرض. ثم اقيم المعرض الثاني في محافظة جدة بمنطقة مكةالمكرمة, ونتيجة للتجربة الاولى, فقد تم استدراك بعض الامور, وقد ظهر معرض وسائل الدعوة الى الله في جدة بمساحة اكبر نظرا لكبر القاعة التي اقيم فيها, كما تميز بعدة خصائص اهمها العدد الكبير من الزائرين والزائرات, وتخصيص اجنحة خاصة بالمرأة, والطفل والشباب, وركن للتعرف على الاستشراق, وركن للتنصير وسبل مواجهته, واركان بلغات مختلفة للجاليات. وتميز ايضا باتساع مشاركة الجهات الحكومية والاهلية من القطاعين العام والخاص في مجال الدعوة الى الله, كما تميز معرض. (كن داعيا) في جدة باقامة عدد من الاجنحة بتصاميم واشكال جميلة وخاصة بها, وايضا كان لمشاركة شركة النقل الجماعي بنقل الزوار من المناطق البعيدة في جدة الى المعرض واعادتهم الاثر الفاعل في زيادة عدد الزوار وتحقيق اهداف المعرض. حيث تجاوز عدد الزوار 157 الف زائر وزائرة. اما معرض (كن داعيا) الثالث الذي اقيم في مدينة الرياض, فقد كان الاكبر, وتميز بكثافة المشاركين بسبب وجود برامج دعوية مصاحبة مخصصة للنساء, واخرى للجاليات اضافة الى محاضرات لكبار العلماء, كما اقيم برنامج للتطوير الاداري الدعوي, حيث عقد البرنامج لاول مرة في معرض الرياض, حيث جمع بين مميزات المعرضين الاول والثاني, اضافة الى ما انفرد به من المميزات المذكورة. وقد زار معرض الرياض اكثر من 250 الف زائر وزائرة. ومعرض (كن داعيا) الرابع الذي اقامته الوزارة في مدينة بريدة بمنطقة القصيم, حيث بلغ عدد زواره حوالي مائة وخمسين الف زائر, وتميز بتنظيم جناح جديد معتاد في وسائل الدعوة وباختصار يمكن القول ان الوزارة بفضل الله - سبحانه وتعالى - قد نجحت في تنظيم المعرض واستقطاب اعداد كبيرة من الزوار وادخال بعض الاساليب الرائدة في تنظيم المعارض واداراتها: من حيث تقسيم المعرض الى اقسام مميزة بالوان ارضية لكل قسم والوان اسماء المشاركين, وتسيير حافلات مجانية من والى المعرض وادارة وتشغيل المعرض في الايام المخصصة للنساء بواسطة طاقم نسائي 100% من عارضات وعاملات نظافة ومراقبات امن, وهو ما تم لاول مرة في مجال المعارض ولله الحمد. وللنساء نصيب لان الدعوة واجب كل مسلم ومسلمة فقد حرص معرض (كن داعيا) على تخصيص بعض فعالياته للنساء, حيث تم في معرض وسائل الدعوة الى الله في مدينة الدمام تخصيص يوم واحد للنساء, وزيدت المدة الى يومين في معرض جدة, ثم زيدت الى ثلاثة ايام في معرض الرياض بسبب الاقبال الكبير والمهم من قبل النساء على المعرض, فقد بلغ عدد الزائرات فقط في معرض (كن داعيا) بالرياض حوالي 125 الف زائرة, وبناء على ذلك زيدت عدد الايام المخصصة للنساء في معرض (كن داعيا) في القصيم الى اربعة ايام كاملة, وكذلك الحال بالنسبة للمعرض القادم في المدينةالمنورة. المعارض في رؤى المشاركين واصحاب الفضيلة وقد اجمع المشاركون في هذه المعارض من الجهات الحكومية والاهلية والجمعيات والمؤسسات والمجالس الاسلامية, على اهمية هذه المعارض وفائدتها العظيمة ونتائجها المثمرة في خدمة العمل الدعوي, وفي اعطاء دفعة قوية لتنشيط جهود الدعاة, واعطاء الصورة الحقيقية للناس لمختلف وسائل الدعوة الى الله سواء كانت مرئية, او مسموعة, اومقروءة, معربين جميعاعن خالص شكرهم وعظيم امتنانهم وتقديرهم للوزارة - حفظهما الله - على ما تبذله من جهود موفقة في سبيل الدعوة الى الله ورعاية الحرمين الشريفين, وعمارة بيوت الله والمراكز الاسلامية في مختلف انحاء العالم. وفي ذات السياق, اتفق عدد من اصحاب الفضيلة المشايخ والدعاة - في احاديث سابقة بمناسبة تنظيم وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد لمعارض الدعوة الى الله تحت شعار (كن داعيا) في عدد من مدن المملكة واجمعوا على ان المعارض الاربعة التي اقيمت حتى الآن هي واقع خاص من ابداع وسائل الدعوة ولتفعيلها التفعيل الذي من شانه أن يكون سببا من اسباب التوجيه والتبصير والتوعية, واعطاء الداعية ما يمكن ان يكون سببا من اسباب قوته في دعوته وصلاحه فيما يدعو اليه. واكدوا ان تنظيم تلك المعارض الماضية والمستقبلية كان وسيكون لها - بمشيئة الله تعالى - اثر كبير في توعية الناس باهمية الدعوة الى الله وتعريفهم بمختلف وسائل الدعوة, سائلين الله تعالى ان يثيب القائمين على مثل هذه المعارض الدعوية التي من شانها ان تنمي عند الداعية ملكة الدعوة الى الله - سبحانه وتعالى - على بصيرة وهدى, كما تنمي عنده ادب الدعوة الى الله فيما يتعلق بالرفق واللين تحقيقا لقوله تعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن). ونوهوا بجهود اصحاب السمو الملكي امراء المناطق التي اقيمت فيها المعارض على رعايتهم المعارض وافتتاحهم اياها, مشيرين الى ان ذلك انعكاس طبيعي للثوابت التي قامت عليها المملكة, ومنها العناية بهذا الدين والتمسك به والدعوة اليه, والدفاع عنه, ورد كل من يريد ان يؤثر على اتجاه هذه البلاد نحو هذا الدين. واوضح اصحاب الفضيلة والمشايخ والدعاة ان للدعوة الى الله تعالى طرقا في الاخذ بها, ولها اثر كبير في سبيل الاستجابة والسمع والطاعة نحوها, وهذه الطرق مستمدة من كتاب الله تعالى, حيث يقول الله: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن), وان يكون الداعية على بصيرة من امره استجابة لقول الله سبحانه وتعالى: (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني). وقالوا: ان الدعوة الى الله سبحانه وتعالى من اسمى ما يمكن ان يسلكه الداعي الى الله - سبحانه وتعالى - في سبيل تحصيله ما يمكن ان يكون سببا من اسباب سعادته في الحياة الدنيا وفي الآخرة, ولهذا يقول الله سبحانه وتعالى: (ومن أحسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين), مؤكدين على ان الدعوة الملتزمة بالرفق واللين والجدال بالتي هي احسن, هي الدعوة الملتزمة بالحكمة والموعظة الحسنة والمنطق السليم في سبيل الدعوة الى الله, وتبصير وتوجيه وتوعية المدعوين الى ذلك, كما ان لذلك أثرا كبيرا في سبيل الاستجابة والعناية بهذه الدعوة وما يترتب عليها من آثار جيدة في سبيل الاستقامة والصلاح. كما اثنوا - في سياق احاديثهم - على قيام وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد بمسؤولياتها تجاه الدعوة الى الله سبحانه وتعالى, بحيث لا يستغرب منها ان تقوم بمهمتها في سبيل الدعوة, وتشجيع الدعاة, وتكثيف وتوسيع دائرة الدعوة الى الله في داخل البلاد وخارجها.