الدولة ايدها الله تسير بخطوات مبرمجة مدروسة نحو الإصلاح وهي حريصة على ذلك وجادة فيه وخطواتها بينة واضحة وهي سائرة الى الأمام بخطى متعقلة ثابتة لا تحيد عن الطريق السوي ولا تبعد عنه قيد انملة، متمسكة بعقيدتنا الإسلامية الثابتة وسوف تصل بإذن الله الى الغاية المنشودة ولكنها لا تحب القفز السريع الذي قد يأتي بنتائج سلبية أو غير جيدة. هذا ما اوضحه سيدي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في خطابه الشهير يوم افتتح به منتدى الحوار الوطني الذي اسسه وباركه في مبادرة رائعة من سموه بإنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، فاجتمع اولو الرأي فيه بمختلف طبقاتهم وأفكارهم وتجاربهم، اجتمعوا كلهم على طاولة واحدة ولغاية واحدة هي الحفاظ على الوطن ومكتسبات الوطن وفق عقيدة سليمة تقودنا الى التآخي والمحبة والوحدة الوطنية. ووسط هذا اللقاء الايجابي الهادف اهاب سمو الأمير عبدالله بالمواطنين جميعهم ان يكونوا مع الدولة في مسيرتها الإصلاحية فنحن نعيش في سفينة واحدة قد يكون القبطان هو المسؤول الأول فيها وعليه مهام القيادة كاملة ولكن يجب ان لا ننسى ان الجميع هم الذين يستفيدون من السير الهادئ المريح والمسيرة الحسنة التي تدار بحكمة متعلقة. والجميع ايضا هم الذين يتضررون من اي خلل يطرأ على السفينة ومن حسن الحظ ان ابناء بلدنا الغالي يعرفون امور دينهم جيدا ويدركون فضل شكر الله على ما رزقهم في هذا الوطن من رزق حسن ايضا هم رجال أوفياء لوطنهم وقيادتهم ولا ينسون الفضل القديم. واكد سيدي ان الدولة ماضية في نهجها الإصلاحي بعزيمة واثقة لا تردد فيها وهي لا تستغني ابدا عن آراء المواطنين الصالحين وترغب منهم الوقوف معها في كل ميدان وأبان -حفظه الله- ان الباب مفتوح لكل مواطن يتصف بالحكمة والإتزان ويتحلى بالعقل والإيمان وطالبه ان يقول رأيه، فالدولة لم تكمم الأفواه الحكيمة ولن تصادر الآراء الرشيدة خاصة ان مجتمعنا على تجربة فريدة وجديدة في آن واحد، ووحدة الرأي في هذا الوقت تيسر العبور وتسهل الوصول وفينا ولله الحمد من هم اهل لإبداء الرأي والمشورة وأبواب الدولة مفتوحة لهم في كل وقت. ولكن سيدي الأمير عبدالله في الوقت نفسه شدد ان الأبواب ستوصد امام المتعسفين المغرضين واصحاب الغلو المذموم والتطرف المكروه وامتدح الأمير عبدالله الطريق الوسطي المعتدل الذي يهدف الى الخير ويدعو اليه لا إفراط ولا تفريط والحكمة ضالة المؤمن متى هدي اليها ضمن مساره الصحيح. ودعوة سيدي هذه مسؤولية عظيمة اودعها حفظه الله في عنق كل مواطن يحمل المواطنة الكاملة لهذا البلد الغالي ويدرك واجبه تجاه دينه ووطنه وامته ودولته وعلى المواطن تفهم حرص الدولة وفهم رسالتها الإصلاحية وأخذها بحسن نية فالجدية واضحة والعمل ماض في طريقه والوصول الى الهدف قريب بإذن الله. والدولة كما اوضح سيدي ستواجه بكل شدة وحزم كل من يقف في طريق الإصلاح حتى وإن ادعى الصلاح {وّإذّا قٌيلّ لّهٍمً لا تٍفًسٌدٍوا فٌي الأّّرًضٌ قّالٍوا إنَّمّا نّحًنٍ مٍصًلٌحٍونّ} . فكلمة سيدي الأمير عبدالله واضحة وضوح الشمس في وسط النهار تشرح مسيرة الدولة الحاضرة ونواياها القادمة وتفتح المجال لمن يملك المقدرة الكافية للمساعدة في الرأي وتبعد عن الطريق كل من يحاول تثبيط العزائم او إماتة الهمم وتكشف من يندس بين الصفوف ليرمي الأحجار في الطريق كفانا الله شر الحاسدين والسلام.