التغييرات التي أحدثها خادم الحرمين الشريفين لضخ روح الإصلاح والتجديد في القطاعات المهمة في أجهزة الدولة، الهدف منها خدمة الوطن والمواطن السعودي... وشدد الملك خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء على أن الثقة التي أولت للوزراء والمسؤولين في مختلف القطاعات، الذين صدرت الأوامر الملكية بتعيينهم، تؤكد عظم المسؤولية والأمانة التي يتحملونها أمام الله سبحانه وتعالى، ثم أمام الدولة لخدمة أبناء الشعب، كانت بمثابة رسالة موجهة على الجميع لتحمل المسؤولية والإخلاص لها. ملك... نظر إلى الأمام وإلى المستقبل المشرق، فأحدث نقلة إصلاحية في القطاعات الإدارية والوزارية وبالأخص وزارتي التربية والتعليم والصحة لما لهما من دور مباشر في حياة المواطن السعودي، يأتي ذلك في إطار التطور الذي تحتاجه المملكة للاستمرار في تقديم كل ما يحتاجه المواطن، وهي تجسد طموحه لمضاعفة الجهود نحو الإصلاح الداخلي والحرص على كل ما يحقق الفائدة لهذه البلاد. ملك... شعاره مخافة الله، الكفاءة وتقديم العمل الدؤوب والإبداع من أجل الوطن... لم يتأخر في تسخير موارد الدولة وضخ الأموال من اجل البناء والتطوير لإحداث تعديلات أساسية وجوهرية في أنظمة القضاء، والتعليم، والاقتصاد، تحقيقاً للإصلاح في مواكبة التطور الإداري لإدارة مؤسسات الدولة، وتطوير مستويات أدائها وفق أحدث التكنولوجيا المتقدمة. تفاؤل وارتياح عام للشارع السعودي على القرارات التي تعكس رؤية الملك للمرحلة المقبلة، وما تتطلبه من ضخ دماء شابة ممتزجة بالخبرات، وفق استراتيجية العمل المنظم والفكر العلمي المتطور المتسم بالمرونة بين القدرة على الخلق وصناعة المستقبل الأفضل بأعلى درجة من الأمان على مدخرات أبناء الوطن واستثماراتهم، وحقوقهم المكتسبة في جميع المجالات. كم يعجبني الطموح الكبير لأعضاء مجلس الشورى الجدد، وهم يؤكدون في تصريحاتهم أن المملكة مقبلة على آفاق جديدة في مختلف المجالات التنموية، وبأنهم سيساندون بكل قوة واقتدار وجدارة تلك الأجهزة، عندها سنهمس في أذن كل مسؤول ونقول له آمال وطموحات أبناء الوطن معقودة عليكم... كونوا عند حسن ظن قائد المسيرة، داعين الله تعالى أن يوفق خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وان يحقق بهذه القرارات آمال وطموحات أبناء الوطن من خلال النهضة والازدهار والاستقرار. لقد حظيت التعديلات الوزارية التي أحدثها خادم الحرمين الشريفين بمتابعة غير مسبوقة على مستوى الصحافة العربية والعالمية وتناولتها بالتحليل على نطاق واسع، إذ وصفت التعديلات بأنها تهدف إلى الاعتدال والحوار، إذ أشادت صحيفة"وول ستريت جورنال"البريطانية بخطوة إعادة تشكيل هيئة كبار العلماء، وفتح المجال للمشاركة من المذاهب الأخرى، الأمر الذي يساعد على تعزيز الاعتدال والحوار بين المواطن والمسؤول... وصحيفة"لوس إنجلوس تايمز"الأميركية وصفت الأمير فيصل بن عبدالله بأنه شخصية إصلاحية معروفة، ظل يعمل خلف الكواليس لوضع خطط لإصلاح التعليم، وكان أحد أهم المنظرين لإعداد نظام تعليمي سعودي بمناخ خالٍ من التعقيد، إضافة إلى الكثير من الصحف التي أشادت بالقرارات والتعديلات والاختيارات التي شملت جميع أطياف المجتمع من المؤهلين علمياً وفكرياً وفنياً وعملياً. نعم يوم مشهود للمرأة السعودية، وذلك بتعيين الدكتورة نورة بنت عبدالله الفايز نائبة لوزير التربية والتعليم لشؤون البنات... إذ سعدنا بهذا كثيراً مثلما سعدنا من قبل بمنصب قيادي للدكتورة الأميرة الجوهرة بنت فهد مديرة جامعة البنات، والدكتورة منيرة العلولا نائبة لمحافظ المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، وحصلت الدكتورة موضي النعيم على المرتبة الخامسة عشرة... ومنجزات متوالية تعطي مدلولاً واحداً وهو ثقة ولي الأمر بقدرات المرأة السعودية، لتسخيرها لخدمة وطنها ودينها. ملك... لم تقهره الأزمات على الصعيدين الداخلي والخارجي بل زادته ثقة وإصراراً وعزيمة... رائداً لوحدة الصف العربي، ويداً ممدودة للأعمال الخيرية بجميع دول العالم، وكانت الجائزة العالمية التي منحت له في مؤتمر دافوس"لمكافحة الجوع"كبطل عالمي أمام زعماء العالم تقديراً لدوره العالمي، هي أكبر دليل على ذلك، وكذلك اختيار قراء صحيفة"الشرق"الكويتية شخصية العام 2008"خادم الحرمين الشريفين رجل السلام والتنمية"ما هو إلا تقدير لإنجازاته... تمكن من نقل المملكة إلى مصاف الدول المتطورة مع تمسكها بالقيم الأصيلة والثوابت الأساسية للدين الإسلامي الحنيف... وهكذا نجحت المملكة بقيادته من تحقيق المعادلة الصعبة... كما قاد الأمة العربية والإسلامية في أصعب الظروف لتأخذ مكانها الريادي بين الأمم. ملك... يؤكد عبر التاريخ أن للرجال مواقف مشهودة يُعرفون ويتميزون بها... يقف لهم التاريخ إجلالاً وتقديراً وعرفاناً بدورهم الريادي في صنع الأمجاد ورسم ملامح الحضارة الانسانية ومساهمتهم في نشر العدل والرخاء في بلدانهم أولاً، ثم العمل على نشرها في كل أرجاء العالم، كما يثبت أنه أبرز هؤلاء الرجال وأنه القائد الذي يشير إليه التاريخ باعتباره فارساً يقود أمته إلى مواقع الريادة والتقدم والسلام والازدهار على مستوى العالم. كلنا أمل أن يكون الوزراء والمسؤولون الجدد أهلاً للثقة الغالية، وأن ينهجوا ولو جزءًا يسيراً من نهجه الحكيم وهدفه السامي الشريف الذي يتضح لنا أن الوطن والمواطن هما الهدفان المنشودان في قلبه ومخيلته. أدامك الله يا خادم الحرمين بنعم الإسلام، ورزقكم البطانة الصالحة المخلصة... وأن يرشدكم إلى الصواب ويديم الاستقرار والأمن والسلام على بلادنا. ونقول شكرا...ً شكراً... شكراً... لمن غادروا مناصبهم من الرجال المخلصين الذين خدموا هذه البلاد، فلقد حملتم الرسالة وأديتم الأمانة لهذا الوطن، وهذه هي الدنيا لو دامت لغيرك لما وصلت إليك. جاسم بن محمد الياقوت المدير العام للإعلام الخارجي بالمنطقة الشرقية