جاءت كلمة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ووفقه التي وجهها إلى الشعب السعودي يوم الأربعاء 22/11/1424ه، صوتاً واعياً متزناً، واضحاً في تحديد معالم الحوار الوطني المنشود، وفي تحديد الموقف من التطرُّف والغلو في جميع صورهما وأشكالهما، وفي تحديد الموقف أيضاً من الآراء الطائشة، والكتابات التي يقفز أصحابها في الظلام، ويرتكبون بها إثم المغامرة الطائشة مستغلّين مظلة الحوار الوطني. هكذا تكون المواقف الكبيرة التي تحدّد مسارات الأمور، وتحقّق قدراً كبيراً من التوازن. لقد كانت كلمة ولي العهد مهمة جداً في هذه المرحلة التي تحفل بصراع المواقف والآراء، وبالتعصّب للرأي الذي يظهر عند بعض المتحزّبين الذين ينظرون إلى «الحوار، والوطن» نظرة جزئية قاصرة. إنَّ المملكة العربية السعودية دولةٌ ذات مواقف واضحة تماماً فيما يتعلّق بشريعة الإسلام ومنهجه، وعقيدته الصحيحة الخالية من شوائب البدع والخرافات، والغلوّ والتطرُّف، أو التفريط والانفلات، وهذه المواقف الواضحة هي التي تجعل المملكة ذات مكانة خاصة متميزة بين دول العالم. ويمكن ان تكون هذه الكلمة الواضحة نبراساً لكلِّ من يكتب أو يتحدّث عن الإصلاح، والحوار الوطني في المملكة. جمل واضحة صافية «نرفض الجمود والركود كما نرفض القفز في الظلام والمغامرة الطائشة»، «يد بيد مع المواطن لتحقيق الإصلاح المنشود»، «نرفض تهديد وحدة الوطن بحجة الإصلاح، وتعكير السلام بين أبنائه»، «ندعو إلى الحكمة والاتزان في مناقشة الأمور»، «ندعو إلى تجنُّب ركوب الموجة وشهوة الظهور»، «لن نرضى أن يَمَسَّ أحدٌ كائناً مَنْ كان عقيدتنا الإسلامية باسم حرية الرأي»، «مجتمعنا يستمد كلَّ مقوّمات وجوده من الدستور الإلهي، وأي تعرُّض لهذا الدستور الإلهي يعني طعن الوطن في الصميم»، «سوف يظل وطننا مسلماً عربياً حراً»، «ندعو إلى حرية الرأي المسؤولة الواعية»، «لن يبقى الوطن تحت رحمة المزايدين، وأصحاب المطالب المتعسِّفة»، «لا نرضى بأن يتحول الحوار إلى فوضى ولا نقرّ الغلو المذموم». هذا الوضوح الذي يؤكد للناس جميعاً ان المملكة العربية السعودية ليست نبتة عشوائية في صحراء قاحلة، ولكنها دوحة كبيرة ذات جذع عظيم وأغصان نضرةٍ شامخةٍ، وجذور عميقة تضرب في باطن تربة الدين الإسلامي الذي يحمل الخير إلى الناس أجمعين. إنَّ كلَّ من يقول كلمة أو يكتب جملة تسيء إلى شيء من أمور ديننا الإسلامي الحنيف، وكلَّ من يهاجم شيئاً من أصول الدين أو فروعه بحجة حرية الرأي «المتفلّتة» أو «مواكبة عولمة الغرب» أو «السعي بلا بصيرة وراء مظاهر المدنية الغربية»، إنَّ كلَّ من يفعل ذلك يطعن وطننا الغالي في «الصميم» لأنَّ الدين الإسلامي هو الأساس الذي بنيت عليه هذه الدولة التي رفعت راية تخفق بكلمة «لا إله إلا الله محمد رسول الله». هكذا حدَّد «أبو متعب» وفقه الله المعالم الواضحة من جديد ليذكَّر بها من سار بهم الوهم أسوأ مسير، ومَنْ نسوا في زحمة «المزايدات» تلك الأسس الثابتة لوطنٍ مسلم ثابت الأركان يردِّد في يقين «رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً». الفوضى، والعشوائية، والتعصُّب الأعمى لا تُصلح شأناً، ولا تصدُّ عن المجتمع شراً، وإنما تسهم في إضعاف بلادنا في مواجهة هجمات أعدائنا الذين يتربصون بنا الدوائر، نسأل الله أن يصدّهم عنا بما يشاء. تحية لولي عهدنا، ومزيداً من الثبات على ديننا ومبادئنا. إشارة: فجر الحقيقة مُشرقٌ، ما ضرَّه ألاَّ يشاهد نورَه العُميانُ